الشرطة تطارد «أشباحا» في مراكش يتحدثون لغات العالم

«أدلاء» غير نظاميين يصطادون السياح الذين يدفعون أقل

الشرطة تطارد «أشباحا» في مراكش يتحدثون لغات العالم
TT

الشرطة تطارد «أشباحا» في مراكش يتحدثون لغات العالم

الشرطة تطارد «أشباحا» في مراكش يتحدثون لغات العالم

لا تكل الشرطة السياحية من مطاردة أولئك "الأشباح" الذين يظهرون فجأة ثم يختفون حين يشعرون أن "الخطر" يداهمهم، ويضايقهم في القيام بعملهم الذي اعتادوه وأحبوه، ووجدوه وسيلة سهلة لجمع سيولة من الدولار واليورو تساعد في المعيشة.
ليس هؤلاء الأشباح سوى أولئك الأدلاء السياحيين الذين يتجمهرون في مداخل ومخارج المناطق الأثرية والتاريخية في مدينة مراكش المغربية التي يرتادها السياح من شتى بقاع الأرض.
على المدخل الرئيس لساحة "جامع الفنا" أشهر معالم المدينة ذات الـ953 عاما، يقف "ياسر" ومعه ثلاثة من رفاقه. وهم يتناوبون على إلقاء التحية وكلمات الاستلطاف والمجاملة على المارين إلى الساحة؛ وذلك بكل اللغات العالمية التي يجيدون التواصل بها ومن أبرزها: الفرنسية والانجليزية والاسبانية والايطالية والألمانية؛ لعل إحدى المجموعات تكون بحاجة إلى دليل فيتقدم إليهم أحد هؤلاء.
تصنف المهنة التي اختارها ياسر وزملاؤه بأنها غير شرعية، نظرا لكونهم لا يخضعون لأي إطار قانوني أو تنظيمي، وإنما يعملون من تلقاء أنفسهم، وبالتالي فلا شيء يضبط عملهم.
تقول السلطات المعنية إن الأدلاء السياحيين المخولين بالعمل قانونيا معروفون ويعملون في إطار شركات ووكالات سياحية معتمدة. وبالتالي فإن أولئك "الأشباح" الذين يظهرون فجأة للقيام بهذا الأعمال هم عرضة للتوقيف والمساءلة.
"لكن العمل في إطار شركة أو وكالة غير متاح" يقول ياسر الذي يقر بأن السياح الذين يزورون المدينة بشكل حر، وليس في إطار رحلات منظمة هم المفضلون بالنسبة له وزملائه، خصوصا وأن بعض هؤلاء السياح يربط بهم صلات دائمة. ويضيف "نحن نقدم خدماتنا بثمن أقل، ونعرف المدينة حق المعرفة ولا تعوزنا لغة لكي نتحدث ونتواصل، وبالتالي نحن مؤهلون" يقول ياسر.
ويقاطع منير زميله ليقول إن عددا منهم تعلم اللغات دون أن يدخل المدارس النظامية، وأن آخرين درسوها بالفعل أو استفادوا من دورات ومن ثم كثفوا جهودهم لاتقانها.
ويشير محمد الناصري، وهو مالك مقهى قريب من ساحة "جامع الفنا"، إلى أن بعض السياح اعتاد على الاستفادة من خدمات الأدلاء غير النظاميين. بل إن الأمر يصل أحيانا إلى حد ارتباط بعضهم بعلاقات تفضي إلى الزوج والهجرة.
لكن التحدي الكبير الذي تواجهه مهنة "الدليل السياحي" قد لا يكون ياسر وأمثاله، وإنما "الأداء المزورون" الذين ينفذون عمليات نصب واحتيال على السياح. وذلك في إطار عملية متكاملة الأركان، يلعب فيها تجار ومروجون وباعة متجولون أدوارا متعددة لإقناع السائح بالوقوع في "فخ سياحي" الهدف منه الحصول على مزيد من الأموال.
يستخدم رجال الشرطة دراجات نارية سريعة التحرك من أجل ضبط المخالفين، وإحالتهم للاحتجاز وربما المحاكمة. لكن تلك الجهود لا تثني هؤلاء عن الظهور فجأة في نقطة أخرى وسط الجموع المتدفقة على إحدى أكبر الوجهات السياحية في العالم.



أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».