هادي يتمسك بتعييناته الأخيرة وسط مخاوف من عودة التوتر في عدن

بن دغر يؤدي اليمين أمام هادي في الرياض أمس (الرئاسة اليمنية)
بن دغر يؤدي اليمين أمام هادي في الرياض أمس (الرئاسة اليمنية)
TT

هادي يتمسك بتعييناته الأخيرة وسط مخاوف من عودة التوتر في عدن

بن دغر يؤدي اليمين أمام هادي في الرياض أمس (الرئاسة اليمنية)
بن دغر يؤدي اليمين أمام هادي في الرياض أمس (الرئاسة اليمنية)

حسم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، تمسكه بتعييناته الرئاسية الأخيرة، رغم الاعتراضات التي أبداها «المجلس الانتقالي الجنوبي» وكل من الحزبين «الاشتراكي» و«الناصري»، إذ أدى أمامه المعينون الجدد اليمين القانونية في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض.
وكان هادي أصدر يوم الجمعة الماضي قرارات بتعيين مستشاره أحمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الشورى، وتعيين نائبين له، كما أصدر قراراً بتعيين نائب عام للبلاد. وذكرت المصادر الرسمية أن الرئيس اليمني أكد بعد أداء المعينين لليمنين القانونية على «أهمية الدور التشريعي والنهج الديمقراطي في إطار السلطة التشريعية نحو المستقبل المنشود خصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية الراهنة».
كما شدد على «ضرورة تفعيل الدور التشريعي بما يخدم الهدف الأسمى لكل اليمنيين والمتمثل بالدولة المدنية الاتحادية ودحر المشروع الحوثي الفارسي واستعادة الدولة وتحرير كامل التراب اليمني».
ونقلت وكالة «سبأ» أن هادي أكد «أهمية تعزيز البناء المؤسسي للدولة، وأن يأخذ مجلس الشورى دوره الطبيعي مكملاً لمجلس النواب في العمل التشريعي والرقابي. ووجه بتطوير وتحديث أداء مجلس الشورى وتجاوز التحديات والصعوبات ومعالجة الخلل والنهوض بأدائه بما يواكب المرحلة الراهنة».
وأثار الخلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس هادي على خلفية التعيينات، مخاوف السكان في عدن من عودة التوتر بين الطرفين والأجواء التي سبقت تنفيذ «اتفاق الرياض» وتشكيل الحكومة الجديدة، وزاد منها تحذير «الانتقالي» من أنه سيتخذ خطوات إذا لم يتراجع الرئيس هادي عن تلك التعيينات. ويقول منتقدو هذه التعيينات إنها تمت من دون التوافق بين الأطراف السياسية، فضلاً عن كونها غير دستورية، إلى جانب أن تعيين نائب عام من خارج الجهاز القضائي «يتنافى مع القانون»، بحسب تعبيرهم.
ورغم مضي فترة قصيرة على مغادرة المدينة أجواء التوتر منذ تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة المجلس الانتقالي، فإن الخلاف كان مفاجئاً للسكان الذين علقوا آمالاً عريضة على التوافق ووصول الحكومة، وفق ما يؤكده أحمد صالح الموظف الحكومي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نكن بحاجة لعودة الخلافات والتوتر، الأوضاع بدأت بالاستقرار والناس متفائلة بوجود الحكومة وبالشراكة بين الانتقالي والشرعية».
وأضاف: «فوجئنا بهذا الخلاف، ونتمنى من التحالف الداعم للشرعية التدخل واحتواءه»، متمنياً «ألا تعود أجواء الصراع التي هيمنت على عدن وبقية المحافظات الجنوبية قبل تشكيل الحكومة الجديدة وتوقف المواجهات المسلحة في أبين».
وبعد حالة التفاؤل التي تشكلت مع وصول الحكومة وبدء ممارسة أعمالها والتحسن الحاصل في المناطق المحررة كافة، فإن التصريحات والنقاشات الحادة المتبادلة بين المؤيدين للتعيينات الجديدة والمعارضين لها ألقت بظلالها على الوضع.
ويقول عمر، وهو يقلب قطع اللحم على النار في المطعم الذي يعمل به في ساحل عدن لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتركونا نتفاءل حتى شهر أو شهرين. عادت الخلافات لتذكرنا بحالنا أثناء التوتر، كما أن سعر الريال عاد للتهاوي مجدداً، وعمال النفط بدأوا الإضراب وخلقوا أزمة وقود، ونحن نريدهم أن يتوحدوا في مواجهة الحوثيين لتنتهي الحرب».
ويشاركه هذا الرأي قطاع واسع من سكان المدينة التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، ويتخوفون من الإقدام على خطوات قد تؤدي إلى الإضرار بحالة الانسجام القائمة في صفوف الحكومة الجديدة والتحسن الكبير الذي شهده قطاع الخدمات في المدينة والإجراءات الأمنية، وجهود الحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية ومكافحة الفساد، وما سيترتب على ذلك من عدم انعقاد مجلس النواب لمنح الحكومة الثقة المطلوبة دستورياً لتتمكن من أداء مهامها وفقاً للبرنامج الذي ستقدمه للمجلس.
واعتبرت خلية الأزمات في الأمانة العامة لهيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» تعيين رئيس لمجلس الشورى ونائبين له وإقالة النائب العام «قرارات استفزازية وخرقاً واضحاً لاتفاق الرياض، وبمثابة طعنة غادرة للاتفاق، واستدعت من المجلس الانتقالي اتخاذ الموقف الحازم برفضها».
وبررت الموقف بأنه عائد «لما تمثله من خطورة على هيبة ومكانة الاتفاق الذي تم التوافق والتوقيع عليه برعاية الأشقاء في العاصمة السعودية الرياض». وطالبت الحكومة بصرف رواتب العسكريين والأمنيين «بأسرع وقت ممكن». وأدانت «اعتقال واحتجاز المسافرين في النقاط العسكرية بمحافظة أبين من قبل القوات الحكومية». وطالبت تحالف دعم الشرعية بـ«وقف هذه الانتهاكات والعمل على الإفراج عن المحتجزين».
ويخشى اليمنيون من أن تعيق عودة الخلاف بين الطرفين استكمال تنفيذ اتفاق الرياض في القطاعين الأمني والعسكري، وعودة كل مؤسسات الدولة للعمل من عدن، والذهاب نحو مناقشة تعيينات محافظي المحافظات، ومراجعة الاختلالات القائمة في السلك الدبلوماسي وتشكيل فريق موحد للمفاوضات مع ميليشيات الحوثي استعداداً لأي جولة محادثات ستدعو إليها الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.