رد حزب «القوات اللبنانية» في بيان أمس على اتهامات رئيس حزب «الكتائب» النائب المستقيل سامي الجميل له بأنه كان جزءاً من التسوية الرئاسية التي أوصلت الرئيس ميشال عون، وقال إنّ الجميّل يحاول «إحباط مسعى القوات لتشكيل جبهة معارضة جدّيّة في البلاد» وأضاف بيان «الدائرة الإعلامية في القوات» أن ما يقوم به الجميل يرتقي إلى «مصاف الجريمة الكبرى من خلال دقّه الأسافين المتواصلة في العلاقة بين حزبين يربطهما تاريخ طويل، وتضحيات مشتركة».
وأوضحت الدائرة الإعلامية في بيان أنّ «التسوية الرئاسيّة الفعليّة وكما بات واضحاً من خلال سير الأمور في السنوات الأربع من العهد، قامت بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بينما كان موقف (القوات اللبنانية) في الانتخابات الرئاسيّة تحديداً المشاركة في انتخاب العماد ميشال عون لانعدام خيارات أخرى بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي وتحقيقاً للمصالحة المسيحيّة التي طال انتظارها وطالما كان رئيس حزب الكتائب الجميل أحد أبرز الداعين إليها». وذكّر البيان بأن استطلاعات الرأي التي أجريت في تلك المرحلة أظهرت أنّ ما يفوق الـ85 في المائة من الرأي العام المسيحي، ونسبا لا يستهان بها من الرأي العام اللبناني، كانت مع خطوة القوات.
وكان الجميل قال في مقابلة تلفزيونية إنّه لا ثقة للكتائب بأن حزب القوات يختلف عن المنظومة الموجودة، ولا سيما أنّه كان جزءا من التسوية الرئاسية وساهم فيها ودافع عنها وصوّت على القانون الانتخابي الذي أوصل «حزب الله» إلى السلطة، وكان في الحكومة التي قامت الثورة ضدّها. ورأى الجميّل أنّه لا يمكن لأحد أن يكون مع سلاح «حزب الله» ثم يصوّت مع مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، معتبرا أنّ القوات تُغيّر مواقفها وفق مصلحتها ووفق حساباتها.
وردّ البيان على ما قاله الجميل من أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع كان ضدّ الانتخابات النيابيّة المبكرة وهو الآن معها، معتبرا أنّ «الانتخابات النيابيّة المبكرة ليست خطوة تطرح في أي ساعة أو وقت، إنّما خطوة تلجأ إليها المجتمعات فقط عند الضرورة القصوى، وإلا فما فائدة وضع مواعيد للانتخابات النيابيّة العاديّة والاستحقاقات الدستوريّة بشكل عام»
وأضاف البيان: «إنعاشاً لذاكرة الجميل، شكّل جعجع رأس حربة مع الانتخابات المبكرة على أثر انتفاضة 17 تشرين التي ما قبلها لا يستوجب الانتخابات، فيما ما بعدها يستوجب تقصير ولاية مجلس النواب مع التدهور الكبير الذي حصل في الوضع العام ومطالبة أكثريّة ساحقة من الناس بانتخابات نيابيّة مبكرة». ورأى البيان أنّ الجميّل يحاول تحميل «القوات اللبنانية» مسؤوليّة أفعال الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في السلطة، فيما عون وباسيل وحدهما المسؤولان عن أفعالهما في السلطة، مذكرا الجميّل بأنّه خاض الانتخابات النيابيّة الأخيرة مع بعض مرشحي 8 آذار في دائرة كسروان جبيل وبأنّه ينسِّق ويتعاون مع «لبنان القوي» (يضمّ نواب التيار الوطني الحر).
واعتبر البيان أنّ كلام الجميّل عن غياب الثقة بين قيادة «القوات» وقاعدتها «كناية عن إسقاط لواقع الجميل في حزبه، فليست الكوادر القواتيّة التي تترك حزبها وتنضمّ إلى الكتائب، بل العكس، وليست القاعدة القواتيّة التي تقلّصت بل القاعدة الكتائبيّة، فيما توسّعت شعبية (القوات) في شكل غير مسبوق منذ تأسيسها».
وأشار البيان إلى أنّ حزب «القوّات» كان «يحاول في الحكومة القيام بما كانت الثورة تحاول القيام به في الشارع والتي رفعت العناوين التي كانت رفعتها (القوّات) داخل الحكومة»، وأنّ ما يقوم به الجميل يرتقي إلى «مصاف الجريمة الكبرى من خلال دقّه الأسافين المتواصلة في العلاقة بين حزبين يربطهما تاريخ طويل، وتضحيات مشتركة، وشهداء مشتركون، وقضيّة واحدة، ونقاط ارتكاز فكريّة واحدة».
رد قاس من حزب «القوات» على اتهامات رئيس «الكتائب»
رد قاس من حزب «القوات» على اتهامات رئيس «الكتائب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة