النيجر: مقتل 4 جنود وجرح 8 في انفجار عبوة ناسفة

في منطقة تنشط فيها «جماعة بوكو حرام»

TT

النيجر: مقتل 4 جنود وجرح 8 في انفجار عبوة ناسفة

قُتل أربعة جنود نيجريين وجُرح ثمانية آخرون بانفجار عبوة ناسفة في جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع نيجيريا، في منطقة تنشط فيها «جماعة بوكو حرام» المتطرفة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع مساء أول من أمس.
وجاء في بيان للوزارة أنّ «عبوة ناسفة يدوية الصنع انفجرت» بعناصر في الجيش النيجيري، وأنّ الحصيلة في صفوف الجيش بلغت «أربعة قتلى وثمانية جرحى». وأشار البيان إلى أن العبوات الناسفة اليدوية الصنع هي أحد الأساليب الرئيسية التي يستخدمها الجهاديون في هجماتهم في المنطقة. وأوضح البيان أن الانفجار وقع خلال «مطاردة» الجنود الاثنين «متطرفين» غداة هجوم استهدف الأحد معسكراً للجيش في تشيتيما وانغو في جنوب شرقي البلاد في منطقة ديفا. وتستخدم سلطات منطقة الساحل مصطلح إرهابيين للدلالة على الجهاديين. وأول من أمس، أورد مركز سايت الأميركي المتخصص في مراقبة المواقع المتشددة أن منفّذي هجوم الأحد ينتمون لتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا الذي تبنّى الاعتداء.
وجاء في بيان التبني الصادر أول من أمس أن «جنود الخلافة» هاجموا الجيش النيجيري قرب مدينة تشيتيماري في عملية أوقعت ثلاثة قتلى في صفوف الجيش. وأشار البيان إلى أن التنظيم غنم «سيارة رباعية الدفع وأسلحة وذخائر».
ولم تعلن السلطات النيجيرية عن خسائر بشرية جراء هجوم الأحد. وأعلنت الوزارة في بيانها أول من أمس أنّ «علميات التمشيط والاستطلاع» مستمرة وتقع في المنطقة التي حصل فيها الانفجار قرب الحدود حيث تكثر عمليات تسلّل الجهاديين. وسبق أن استهدف معسكر تشيتيما وانغو: ففي السابع من مارس (آذار) 2020 شنّ جهاديون هجوما على المعسكر بواسطة «نحو عشرين سيارة مدّججة بالأسلحة قُتل فيه ثمانية جنود». وفي 2019 شهدت قرية تشيتيما وانغو المحاذية للحدود النيجيرية هجوما أوقع سبعة قتلى في صفوف القوات النيجيرية. وتخوض جماعة «بوكو حرام» تمرّدا في نيجيريا منذ عام 2009. وهي تقيم قواعد لها في عدد من الجزر الصغيرة في بحيرة تشاد المترامية الأطراف الواقعة عند الحدود بين نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون. وفي 2016 انشق تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا التابع لتنظيم «داعش» عن جماعة بوكو حرام التي يقودها أبو بكر الشكوي. ولا تميّز السلطات النيجرية بين الفصيلين، وهي تعتبر كل مقاتليهما الجهاديين عناصر في بوكو حرام. وأسفر تمرّد جماعة بوكو حرام منذ بدأ في 2009 في شمال شرقي نيجيريا عن أكثر من 36 ألف قتيل ونحو مليوني نازح. وتنظّم النيجر في 21 فبراير (شباط) انتخابات رئاسية لاختيار خلف لمحمد يوسفو الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات. ومن التحديات الأساسية الملقاة على عاتق الرئيس العتيد وضع حدّ لهجمات الجهاديين سواء في جنوب شرقي البلاد المحاذي لنيجيريا أو في غرب منطقة الساحل حيث تنشط جماعات تابعة لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».