إيران والصين... أبرز التحديات الخارجية أمام إدارة بايدن

الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) ونائب الرئيس الأميركي حينها جو بايدن في زيارته للصين عام 2013 (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) ونائب الرئيس الأميركي حينها جو بايدن في زيارته للصين عام 2013 (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران والصين... أبرز التحديات الخارجية أمام إدارة بايدن

الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) ونائب الرئيس الأميركي حينها جو بايدن في زيارته للصين عام 2013 (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (يمين) ونائب الرئيس الأميركي حينها جو بايدن في زيارته للصين عام 2013 (أرشيفية - رويترز)

قبل ساعات من تنصيب إدارة أميركية جديدة ربما تتبنى جدول أعمال يختلف عن نهج الإدارة السابقة لها، سيظل هناك ترقب لخيوط السياسة الخارجية التي ستُنتهج لاستخلاص الخطوط العريضة بشأن تعاملها مع ملفات صعبة ومتشعبة، لا سيما ما يتعلق بالملف الإيراني والتعامل مع الصين.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والباحث البريطاني، كون كوفلن، أحد كبار زملاء «معهد غيتستون» الأميركي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة «ديلي تلغراف»، إن الكشف عن أن «حزب الله» ضاعف ترسانة الصواريخ المتقدمة الموجهة لإسرائيل، على مدار العام الماضي «هو تذكير في الوقت المناسب بأن إيران، إلى جانب الوكلاء الكثيرين الذين تدعمهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تعد بتقديم أكبر التحديات الحرجة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن في 2021».
وأوضح كوفلن في تقرير نشره «معهد غيتستون» الأميركي أنه «في كثير من النواحي، فيما يتعلق بملالي إيران، كان 2020 عاماً سيئاً. فقد بدأ العام بالنسبة لهم، بداية غير مواتية عندما نجحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في تنفيذ اغتيال قاسم سليماني، قائد (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني، وهو الرجل الذي كان مسؤولاً بشكل أساسي عن نشر نفوذ إيران الشرير في أنحاء المنطقة، بصفته أحد المقربين الموثوقين للمرشد علي خامنئي». وقال إنه علاوة على ذلك، فقد «سلب نظام العقوبات الذي فرضته إدارة ترمب الاقتصاد الإيراني قوته، حيث نفذ ترمب ذلك النظام بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بدعوى أنه كان سوف يسمح لطهران في النهاية بامتلاك أسلحة نووية. ونتيجة لذلك، فقد الريال، وهو العملة الإيرانية، أكثر من نصف قيمته، في حين أن التضخم والبطالة تجاوزا حد 20 في المائة».
كما واجه الملالي أيضاً انتقادات داخلية شديدة بشأن طريقة تعاملهم مع جائحة فيروس «كورونا»، حيث تواجه الحكومة اتهامات بأنها كانت بطيئة للغاية في الاستجابة للتحدي الذي تمثله جائحة «كوفيد19»، وأنها سعت عمداً للتستر على عدد الوفيات الحقيقي.
ويقول كوفلن إنه «من الواضح أن حكام إيران في أمسّ الحاجة إلى بعض الأخبار الجيدة التي يمكنهم نقلها إلى ناخبيهم المتشككين، مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل». وتابع أنه لذلك، فإن «إعلان حسن نصر الله، أمين عام (حزب الله) اللبناني التابع لإيران، أن الحركة قد حققت رغم كل الانتكاسات التي عانت منها طهران خلال العام الماضي، زيادة كبيرة في عدد الصواريخ الموجهة لإسرائيل، سيكون أمراً مبهجاً لرجال الدين في إيران وهم يسعون لتقديم سجلهم في ضوء من الإيجابية قبل الانتخابات».
وقال نصر الله، الذي أعلن عن ذلك خلال مقابلة استمرت 4 ساعات في محطة تلفزيونية لبنانية موالية للحركة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الصواريخ الدقيقة إيرانية الصنع قادرة الآن على إصابة أهداف في أي مكان في إسرائيل، وكذلك في الضفة الغربية وغزة.
وأوضح كوفلن أن إعلان «حزب الله»، إن صح، «يشكل تصعيداً خطيراً في قدرة إيران على مهاجمة إسرائيل، خصوصاً أنه من المفهوم أن (الحرس الثوري) الإيراني نشر أسلحة مماثلة في قواعد أقيمت حديثاً في سوريا وتقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية». وأشار إلى أنه حتى لو اتضح أن نصر الله يسعى من خلال هذا الادعاء إلى تعزيز مكانة «حزب الله» في لبنان بعد الانتقادات التي تلقتها الحركة بشأن انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) الماضي، «فمن غير المرجح أن تتسامح إسرائيل مع وجود مثل هذه الأسلحة القوية القريبة للغاية من حدودها».
وتصاعدت حدة التوترات بالفعل بين إيران وإسرائيل بعد تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع تفيد بأن الأخيرة تنشر إحدى غواصاتها في الخليج، وهي خطوة أثارت رد فعل غاضباً من أبو الفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الذي وصف الخطوة الإسرائيلية بـ«العمل العدواني»، وحذر بأن إيران تحتفظ بحق الرد.
وبينما ينظر كثير من المراقبين العسكريين إلى الخطوة الإسرائيلية، التي تُتخذ بالتزامن مع زيادة في النشاط البحري الأميركي في الخليج، على أنها إجراء احترازي بحت مع اقتراب إدارة ترمب من نهايتها، لا يمكن مطلقاً استبعاد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، وهو احتمال من الأفضل أن تتعامل معه إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن عندما تدرس خيارات سياسته الخارجية.
وثمة توقع كبير بين كثير من خصوم واشنطن بأن تنصيب بايدن سيؤدي إلى تبني الرئيس الجديد لهجة أقل تصادمية مع العالم الخارجي مقارنة بسلفه ترمب.
ويأمل حكام الصين، على سبيل المثال، في «انخراط بايدن في نوع من الصفقات التجارية التي لا معنى لها والمحبوبة للغاية من جانب سلفه الديمقراطي باراك أوباما»، وفق التحليل. وهذه هي الصفقات التجارية التي توافق فيها واشنطن على تحسين العلاقات التجارية مع بكين على أساس أن الصين تعالج العلاقة التجارية غير العادلة بين البلدين، «مع علمها جيداً بأن الحكام الشيوعيين في الصين ليست لديهم أي نية على الإطلاق للوفاء بالغاية من المساومة».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.