تقليد عمره 32 عاماً... هل يترك ترمب رسالة أخيرة لبايدن؟

دونالد ترمب (يمين) وجو بايدن (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (يمين) وجو بايدن (أ.ف.ب)
TT

تقليد عمره 32 عاماً... هل يترك ترمب رسالة أخيرة لبايدن؟

دونالد ترمب (يمين) وجو بايدن (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (يمين) وجو بايدن (أ.ف.ب)

اعتاد الرؤساء الأميركيون السابقون ترك رسالة لخلفائهم قبل مغادرتهم البيت الأبيض، في تقليد يعتقد كثير من الخبراء أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب لن يلتزم به.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد ترك رونالد ريغان رسالة مميزة لخليفته جورج بوش الأب، قبل مغادرة البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 1989؛ حيث قدم له لوحة مزينة برسمة كاريكاتورية للفنانة الفكاهية ساندرا بوينتون تحمل عبارة: «لا تدع الديوك يحبطونك»، وقد تضمنت الرسمة مجموعة من الديوك تتسلق فيلاً.
ويعتبر الفيل هو شعار الحزب الجمهوري الذي كان ريغان وبوش ينتميان له، بينما كان الديمقراطيون يستخدمون الديك رمزاً لهم في عدد من الولايات.
وكتب ريغان في الرسالة أيضاً أنه يعتز بالذكريات التي شاركها مع بوش حين كان نائباً له، وأنه «سيدعو له».
ومنذ ذلك اليوم، وُلد تقليد ترك الرؤساء رسالة مكتوبة بخط اليد لخلفائهم.
وعلى الرغم من خسارته أمام بيل كلينتون في انتخابات عام 1992، فقد اتبع بوش خطى ريغان، وترك رسالة لخليفته على مكتب البيت الأبيض جاء فيها: «عندما دخلت هذا المكتب الآن، شعرت بالشعور نفسه من الرهبة والاحترام الذي شعرت به قبل أربع سنوات. أعلم أنك ستشعر بذلك أيضاً»، وأضاف: «أتمنى لك سعادة كبيرة هنا. لم أشعر أبداً بالوحدة التي أشار إليها بعض الرؤساء».
وتابع بوش: «أنا لست شخصاً جيداً في تقديم النصائح؛ ولكن لا تدع النقاد يثبطون عزيمتك أو يدفعونك إلى الخروج عن المسار. نجاحك الآن هو نجاح بلدنا. أتمنى لك حظاً سعيداً».
وتحدث بوش عن محتويات هذه الرسالة في كتابه «حياتي في رسائل وكتابات أخرى- جورج بوش».
وسبق أن علقت هيلاري زوجة بيل كلينتون على هذه الرسالة قائلة إنها كانت «مؤثرة للغاية لدرجة أنها أبكتها».
ومن جهته، ترك كلينتون رسالة لجورج بوش الابن في عام 2000، جاء فيها: «الأعباء التي تتحملها الآن كبيرة ولكنها مبالغ فيها في كثير من الأحيان»، مضيفاً أن «الفرح المطلق بفعل ما تعتقد أنه صحيح لا يمكن وصفه».
وفي رسالته إلى الرئيس باراك أوباما بعد ثماني سنوات، قال بوش الابن: «النقاد سوف يغضبونك. وأصدقاؤك سوف يحبطونك. ولكن بغض النظر عما سيأتي، سوف يلهمك الأشخاص الذين تقودهم الآن».
أما أوباما، فقد كتب لترمب في رسالته عام 2017: «هذه الوظيفة فريدة من نوعها، من دون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعرف إن كانت أي نصيحة مني ستفيدك بشكل خاص». وأضاف: «نحن مجرد موظفين مؤقتين بهذا المكتب. هذا يجعلنا أوصياء على تلك المؤسسات والتقاليد الديمقراطية - مثل سيادة القانون، وفصل السلطات، والحماية المتساوية والحريات المدنية - التي حارب أسلافنا ونزفوا من أجلها».
ويظن كثير من الخبراء أن ترمب لن يلتزم بهذا التقليد، وسط رفضه قبول نتائج الانتخابات وتعهده بعدم حضور حفل تنصيب جو بايدن غداً (الأربعاء).
وقال جيم بيندات مؤلف كتاب «يوم الديمقراطية الكبير: تنصيب رئيسنا»: «إنه تقليد عظيم. إنه أحد تلك التقاليد الأساسية الخاصة بيوم التنصيب والتي تطورت عبر السنين». وأضاف: «هذه الرسائل تكون دلالة على الهدف المشترك لمختلف الرؤساء».
يذكر أن ميلانيا ترمب زوجة الرئيس المنتهية ولايته لم تتصل بالسيدة الأولى الجديدة جيل بايدن، ولم تعرض استضافتها كما هو معتاد في الولايات المتحدة؛ حيث يستضيف عادة الرؤساء الخاسرون وزوجاتهم خلفاءهم في المنصب.


مقالات ذات صلة

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجلة «تايم» تختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «شخصية عام 2024»... (أ.ب)

ترمب: أدعم حل الدولتين لكن «هناك بدائل أخرى»

أجرى رئيس أميركا المنتخب، دونالد ترمب، حواراً مع مجلة «تايم» التي اختارته «شخصية عام 2024» وأكد أن «مشكلة الشرق الأوسط» أسهل في التعامل من «المشكلة الأوكرانية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».rnrn

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».