تم تأجيل مباراة بيرنلي أمام فولهام الأسبوع الماضي بسبب زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بين لاعبي الأخير، وهو تأجيل ربما لم يكن في صالح نادي بيرنلي، الذي يسير بخطى ثابتة في الآونة الأخيرة لتغيير مسار موسمه بعد البداية السيئة.
كان نادي بيرنلي قد فشل في تحقيق الفوز في أي مباراة من مبارياته السبع الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ولم يحصل إلا على نقطتين فقط من أول 21 نقطة متاحة، وبدا أن الفريق في طريقه للهبوط لدوري الدرجة الأولى. ومع ذلك، استعاد الفريق عافيته بعد فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) وحصل على 14 نقطة من آخر تسع مباريات، ليأتي في المركز السادس بين جميع أندية المسابقة من حيث جمع النقاط خلال تلك الفترة، بفارق ثلاث نقاط عن توتنهام أو تشيلسي (حصد كل منهما 11 نقطة خلال تلك الفترة).
ولم يخسر بيرنلي سوى 3 مرات فقط في مبارياته التسع الأخيرة، حيث خسر بخماسية نظيفة أمام مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد»، وبهدف دون رد أمام ليدز يونايتد، وبالنتيجة نفسها أمام مانشستر يونايتد. وكان بيرنلي يستحق التعادل أمام ليدز لكنه أهدر كل الفرص السهلة التي أتيحت له. ومن السهل للغاية تحديد السبب الرئيسي الذي أدى إلى هذا التغيير الهائل في أداء ونتائج بيرنلي بعد البداية الكارثية.
ويتمثل هذا السبب في عودة المدافع الإنجليزي، بن مي، لتشكيلة الفريق بعد غيابه عن أول ست مباريات بالدوري هذا الموسم بسبب تعرضه للإصابة في الفخذ. وعاد مي في المباراة التي تعادل فيها بيرنلي سلبيا مع برايتون قبل فترة التوقف الدولية في نوفمبر (تشرين الثاني). ومنذ عودته للمشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق بجوار جيمس تاركوفسكي في قلب الدفاع، عادت الصلابة الدفاعية التي اشتهر بها الفريق في السابق. ولم تهتز شباك بيرنلي سوى 9 مرات فقط في آخر 10 مباريات لعبها مي مع الفريق، من بينها خمسة أهداف في مباراة مانشستر سيتي.
وفي المباريات الست التي غاب عنها مي، كانت شباك بيرنلي تهتز بمعدل هدفين في المباراة الواحدة، لكن هذا المعدل انخفض إلى 0.89 بعودة قائد الدفاع. وبعد عودة مي، الذي يحمل شارة قيادة بيرنلي، تمكن الفريق من تحقيق الفوز على آرسنال ووولفرهامبتون، كما أجبر إيفرتون وأستون فيلا على التعادل.
وكان التفاهم الواضح بين مي وتاركوفسكي ونيك بوب في خط الدفاع حاسما في تعزيز بيرنلي لمكانته كفريق قوي بعد عودته للدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016. ويعد مي، وفقا لتقييمنا في صحيفة الغارديان، أفضل لاعب في نادي بيرنلي هذا الموسم، بفضل المستويات الممتازة التي يقدمها مع الفريق منذ عودته من الإصابة. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن إفساده لهجمات الفرق المنافسة بلغ 4.9 كل 90 دقيقة، ليتفوق في هذا الصدد على أي لاعب آخر في بيرنلي هذا الموسم. ولا يتفوق عليه في هذه الإحصائية سوى ستة مدافعين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويمتلك اللاعب البالغ من العمر 31 عاماً موهبة فطرية في الوجود في الأماكن المناسبة في الوقت المناسب لمنع لاعبي الفرق المنافسة من تسديد الكرات على المرمى. ونجح مي في إيقاف هجمات الفرق المنافسة بمعدل 1.8 لكل 90 دقيقة، ليأتي في المرتبة العاشرة بين كل مدافعي الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الصدد.
ونظراً لأن بيرنلي لا يحتفظ بالكرة كثيرا - معدل استحواذه على الكرة بلغ 42.9 في المائة، وهو رابع أسوأ معدل في الدوري الإنجليزي الممتاز - فإن قدرته على قراءة المباريات تحرم المنافسين من استغلال المساحات الموجودة خلف خط الدفاع وتجعل من الصعب للغاية على المنافسين التغلب على بيرنلي، خاصة في حال تقدم بيرنلي في النتيجة أولا.
إنني لا أجد الكلمات المناسبة لوصف التأثير الهائل لمي على أداء بيرنلي هذا الموسم، لكن يكفي أن نعرف أن الفريق كان يتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد سبع مباريات، لكنه الآن يبتعد بفارق خمس نقاط عن المراكز المؤدية للهبوط، ولديه مباراة مؤجلة. ومن الإنصاف أن نشير إلى أن قائد الفريق كان له الفضل الأول في هذا التحول الكبير في أداء ونتائج الفريق. ويأمل المدير الفني لبيرنلي، شون دايك، ألا يغيب مي لفترة طويلة أخرى على مدار الموسم.
كيف أعاد بن مي إحياء موسم بيرنلي في الدوري الإنجليزي؟
كان الفريق يتذيل جدول الترتيب بعد 6 مباريات في غيابه وبمجرد عودته بدأت الانتفاضة لتجاوز مراكز الخطر
كيف أعاد بن مي إحياء موسم بيرنلي في الدوري الإنجليزي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة