تونس: أعلى إصابات يومية منذ بدء الجائحة

شوارع شبه خالية في سيدي بوسعيد السياحية بسبب الحظر الذي أُعلن الأربعاء (إ.ب.أ)
شوارع شبه خالية في سيدي بوسعيد السياحية بسبب الحظر الذي أُعلن الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

تونس: أعلى إصابات يومية منذ بدء الجائحة

شوارع شبه خالية في سيدي بوسعيد السياحية بسبب الحظر الذي أُعلن الأربعاء (إ.ب.أ)
شوارع شبه خالية في سيدي بوسعيد السياحية بسبب الحظر الذي أُعلن الأربعاء (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 4170 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهي الحصيلة الأعلى منذ الكشف لأول مرة عن الوباء، كما سجلت 50 وفاة في اليوم ذاته. وبلغ العدد الإجمالي للإصابات 175.065 إصابة، شفي منهم 124610 شخصاً، فيما وصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 5528 وفاة. وتم التكفل بـ100 مصاب جديد بالفيروس بالمستشفيات والمصحات الخاصة، ليبلغ عدد المرضى المقيمين بالمستشفيات لغاية الآن 1844 مريضاً.
في هذا السياق، قال عبد اللطيف المكي وزير الصحة السابق إن إقرار الحكومة التونسية للحجر الصحي الشامل لمدة أربعة أيام تبقى مدة غير كافية لكسر حلقات العدوى والرجوع إلى مستويات عادية للإصابات، ودعا إلى فترة حجر لا تقل عن أسبوعين لإيقاف الانتشار الأفقي السريع للوباء. وأظهرت الإحصائيات التي نشرتها الهياكل الصحية التونسية تسجيل 27.445 إصابة بالوباء و685 وفاة خلال فترة زمنية لا تزيد على 12 يوماً أي من الأول إلى غاية يوم 12 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وتوقعت السلطات الصحية أن تكون الأسابيع المقبلة صعبة للغاية، وتؤكد على أن الإجراءات التي تم اتخاذها إلى حد الآن لم تعط النتائج المنشودة، وأشارت إلى تواصل تسجيل أرقام مخيفة وقياسية، إذ أصبحت الأرقام تسجل معدل إصابات يومية يناهز 3 آلاف إصابة وقد عرف الأسبوعان الأولان من هذا الشهر وتيرة إصابات ووفيات هي الأعلى من نوعها منذ بداية الجائحة، وسجلت تصاعداً مخيفاً للإصابات المؤكدة بالوباء.
وحسب توقعات اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، فإن عدد الوفيات قد يتجاوز 6500 وفاة مع نهاية الشهر الحالي، وهو وضع يستدعي مزيداً من اليقظة والحذر ويبقى الالتزام بالإجراءات الوقائية الحل الأنجع للوقاية في انتظار وصول اللقاحات. وفي هذا الشأن، أكد حبيب غديرة المختص في الأمراض الصدرية أن الوضع الوبائي في تونس يتطلب استهداف النقاط الحمراء ذات الانتشار الكثيف للعدوى، وشدد في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية على أن تطويق المرض في المناطق التي تشهد أكثر انتشاراً للعدوى بالمقارنة مع غيرها من المناطق، وذلك بناء على دراسات وبائية موجهة نحو الفضاءات والتجمعات، وهو ما يساعد على حوكمة التدخلات لتطويق الجائحة، ودعا في السياق ذاته إلى استهداف الفئات الأكثر نقلاً للعدوى بالتوعية والإرشاد على غرار الشباب والأطفال لخفض نسق العدوى.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».