اقتصاد بريطانيا يعود للانكماش مع شلل الخدمات والصناعة

عاد الاقتصاد البريطاني للانكماش مجدداً في نوفمبر الماضي عقب فرض مزيد من القيود (أ.ب)
عاد الاقتصاد البريطاني للانكماش مجدداً في نوفمبر الماضي عقب فرض مزيد من القيود (أ.ب)
TT

اقتصاد بريطانيا يعود للانكماش مع شلل الخدمات والصناعة

عاد الاقتصاد البريطاني للانكماش مجدداً في نوفمبر الماضي عقب فرض مزيد من القيود (أ.ب)
عاد الاقتصاد البريطاني للانكماش مجدداً في نوفمبر الماضي عقب فرض مزيد من القيود (أ.ب)

سجّل الناتج المحلي الإجمالي البريطاني تراجعاً جديداً بنسبة 2.6 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعدما شهد ارتفاعاً على مدى ستة أشهر متتالية، وذلك في أعقاب القيود المفروضة لمكافحة الموجة الثانية من الإصابات بفيروس «كورونا» المستجدّ.
وفُرض إغلاق آنذاك خصوصاً في إنجلترا، وهو أقلّ صرامة من ذلك الساري حالياً - إذ إن المدارس بقيت مفتوحة، وفق ما ذكر المكتب الوطني للإحصاءات على موقعه الإلكتروني الجمعة.
وأشار المكتب إلى أنه في نوفمبر، كان الناتج المحلي الإجمالي «أقلّ بنسبة 8.5 في المائة من مستواه المسجّل في فبراير (شباط) الماضي»، قبل صدمة أزمة الوباء العالمي.
وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي الذي أعلنه مكتب الإحصاءات الوطنية في نوفمبر يقل بكثير عن متوسط التوقعات لانخفاض 5.7 في المائة في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء في الاقتصاد. وفي مجمل العام 2020K يتوقع الخبراء الاقتصاديون والحكومة تراجعاً للناتج المحلي الإجمالي بنحو 11 في المائة.
ويقدر بنك إنجلترا المركزي أن اقتصاد البلاد انكمش بما يزيد قليلاً على واحد في المائة على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2020، وفي ظل سريان إجراءات عزل عام جديدة منذ يناير (كانون الثاني)، فإنه من المرجح أن تكون البلاد انزلقت إلى ركود ثان بعد انتعاش.
وكثف البنك المركزي برنامجه لشراء السندات إلى قرابة 900 مليار جنيه إسترليني في نوفمبر، وقال محافظه أندرو بيلي هذا الأسبوع إنه من السابق لأوانه للغاية القول ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التحفيز.
وتراجع الناتج بسبب توقف الخدمات التي تُعتبر محرّك الاقتصاد البريطاني، فيما واصل قطاع البناء تسجيل نمو في نشاطه. وانهار قطاع الإنتاج الصناعي. وفيما يخصّ الخدمات، كانت الفنادق والمطاعم وخدمات الطعام القطاعات التي شهدت أكبر معاناة، بعدما أُرغمت على إغلاق أبوابها لمكافحة تفشي الفيروس في جزء كبير من البلاد، وكذلك بالنسبة لمتاجر الجملة والتجزئة والمؤسسات الفنية وقطاع الترفيه.
وقال وزير المال البريطاني ريشي سوناك: «من الواضح أن الأمور ستصبح أكثر صعوبة قبل أن تتحسن... وأرقام اليوم هي دليل على التحديات التي نواجهها». وأضاف أن «ثمة أسباباً تدفعنا إلى الأمل»، متحدثاً خصوصاً عن حملة التطعيم و«خطة التوظيف» الحكومية.
واعتبر سامويل تومبز من مركز «بانتيون ماكرو» للأبحاث الاقتصادية أن «تراجعاً صغيراً هو نبأ سارّ نظراً إلى الإغلاق الحالي»، رغم أن هذا الأخير يُعد أكثر صرامة، مذكراً بأن المحللين توقعوا تراجعاً للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.6 في المائة في نوفمبر.



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.