«كورونا» سينضم إلى فيروسات البرد الشائعة

دراسة توضح أنه سيصبح «متوطناً» على مدى سنوات

«كورونا» سينضم إلى فيروسات البرد الشائعة
TT

«كورونا» سينضم إلى فيروسات البرد الشائعة

«كورونا» سينضم إلى فيروسات البرد الشائعة

ما هي نهاية قصة فيروس «كورونا المستجد»، الذي يتسبب في دمار عالمي؟... قد تكون الإجابة المتوقعة هي اللقاحات؛ لكن دراسة مشتركة لباحثين من جامعتي بنسلفانيا وإيموري الأميركيتين، خلصت استناداً إلى نموذج قاموا بتطويره إلى إجابة مختلفة، وهي أن «الفيروس قد يصبح متوطناً على مدى سنوات، وينضم إلى صفوف فيروسات كورونا الخفيفة المسببة للبرد، والتي تنتشر حالياً بين البشر».
ويستند النموذج، الذي نُشر 12 يناير (كانون الثاني) بمجلة (ساينس)، إلى دراسات لفيروسات «كورونا الشائعة المسببة لنزلات البرد»، حيث يكون مصطلح «مناعة القطيع» بالنسبة لهذه الفيروسات غير مكتمل، وربما يكون مضللاً.
وتنتشر الفيروسات التاجية الشائعة المسببة لنزلات البرد، متمثلة في أربعة فيروسات، بين البشر منذ فترة طويلة ويصاب الجميع تقريباً بالعدوى في سن مبكرة، وهذه العدوى الطبيعية في الطفولة توفر مناعة تحمي الأشخاص في وقت لاحق من الحياة من الأمراض الشديدة؛ لكنها لا تمنع تكرار العدوى بشكل دوري.
وقالت الدكتوراه جيني لافين، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بنسلفانيا بالتزامن مع نشر الدراسة، «يمكن إعادة العدوى في غضون عام واحد؛ ولكن حتى في حالة حدوثها، تكون الأعراض خفيفة ويتم التخلص من الفيروس من الجسم بسرعة أكبر»، مضيفة أن «النموذج الذي وضعناه يفترض أن المناعة ضد الفيروس تعمل بشكل مشابه لفيروسات كورونا البشرية الأخرى، وسيعمل اللقاح الآمن والفعال ضد الفيروس على إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح في أول عام أو عامين من إطلاق اللقاح، لا سيما الفئات السكانية الضعيفة، لكن استمرار التطعيم الشامل قد يكون أقل أهمية بمجرد أن يصبح الفيروس مستوطناً».
والنتيجة الأخرى التي توصل لها الباحثون هي أنه أثناء الانتقال إلى التوطن، فإن استخدام الأعراض فقط كأداة مراقبة للبحث عن العدوى والحد من انتشار الفيروس سيصبح أكثر صعوبة، وبالتالي، قد يصبح الاختبار المتاح على نطاق واسع مهماً بشكل خاص لحماية السكان المعرضين للخطر.
من جهته، قال الدكتور محمد عماد، أستاذ الفيروسات بجامعة الزقازيق «شمال شرقي القاهرة»، إن «النتيجة التي توصلت لها الدراسة تتفق مع الملاحظات التي تشير إلى أن عدوى الفيروس عند الرضع والأطفال الصغار شدتها معتدلة بشكل عام ومعدل الوفيات منخفض، مع وجود بعض الاستثناءات على المستوى الفردي، حيث يعاني البعض من مضاعفات نادرة مثل (متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال)»، مضيفاً أن «توطن الفيروس لا يعني إهمال اللقاحات؛ لكنه يعني أنه بعد منحه للفئات الضعيفة، لن تكون له الأهمية نفسها بعد عام أو عامين، لأن الفئات الأصغر سناً تستطيع مقاومته وإذا عاودتها الإصابة تصبح أخف»، مشدداً على أن «هذا الأمر يجب أن يخضع لرقابة ومتابعة دائمة، لأن العدوى إذا أصبحت في مرحلة الطفولة أكثر حدة، مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فإن برامج التطعيم الروتينية ستظل ضرورية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.