اجتماع لـ«اللجنة القانونية» الليبية بعد تقديم توصياتها بشأن «قاعدة الانتخابات»

الأمين العام للناتو أكد استعداد الحلف لتقديم الدعم إلى ليبيا خلال لقائه الرئيس الموريتاني في بروكسل أول من أمس (أ.ب)
الأمين العام للناتو أكد استعداد الحلف لتقديم الدعم إلى ليبيا خلال لقائه الرئيس الموريتاني في بروكسل أول من أمس (أ.ب)
TT

اجتماع لـ«اللجنة القانونية» الليبية بعد تقديم توصياتها بشأن «قاعدة الانتخابات»

الأمين العام للناتو أكد استعداد الحلف لتقديم الدعم إلى ليبيا خلال لقائه الرئيس الموريتاني في بروكسل أول من أمس (أ.ب)
الأمين العام للناتو أكد استعداد الحلف لتقديم الدعم إلى ليبيا خلال لقائه الرئيس الموريتاني في بروكسل أول من أمس (أ.ب)

يستأنف أعضاء اللجنة القانونية لملتقى الحوار السياسي الليبي، اليوم مداولاتهم، بعدما قدموا خلال جلستها الافتراضية الخامسة، مساء أول من أمس، توصياتهم بشأن «القاعدة الدستورية للانتخابات»، بعد توافقهم حول التعديلات اللازمة خلال الأيام الماضية، وفي غضون ذلك تنتظر الأمم المتحدة موافقة مجلس الأمن على تعيين رئيس جديد لبعثتها إلى ليبيا.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا عن امتنانها لأعضاء اللجنة على مقترحاتهم والتزامهم بالحوار، وجددت تعهدها بتسهيل «العمل المهم الذي تقوم به اللجنة القانونية لضمان إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري».
إلى ذلك، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن الدولي اعتزامه تعيين الدبلوماسي السلوفاكي المخضرم يان كوبيش مبعوثاً دولياً إلى ليبيا، وذلك بعد نحو عام من استقالة الوسيط السابق. وإذا لم يواجه الترشيح أي اعتراضات من الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، حتى مساء الجمعة المقبل، فسيخلف كوبيش المبعوث السابق غسان سلامة، الذي ترك المنصب في مارس (آذار) الماضي بسبب الإجهاد، لتخلفه ستيفاني ويليامز، نائبته والدبلوماسية الأميركية السابقة.
وكان كوبيش وزيرا للخارجية في سلوفاكيا، ويشغل حاليا منصب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، كما عمل من قبل مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق. ويأتي التعيين المرتقب بعد أن وافق مجلس الأمن الشهر الماضي على خطة غوتيريش بتعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا في ليبيا، لكن ملادينوف أبلغ الأمين العام بعدها بأسبوع واحد بأنه لن يتمكن من الاضطلاع بالمهمة «لأسباب شخصية وعائلية».
وجاء ذلك بعد نشوب خلافات بمجلس الأمن دامت شهورا بشأن مساعي الولايات المتحدة توزيع مهام المنصب على شخصين، يتولى الأول مهمة الأمم المتحدة السياسية، بينما يركز مبعوث خاص على جهود الوساطة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي وافق مجلس الأمن في النهاية على الاقتراح.
في شأن آخر، اتهمت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، بانتهاك الهدنة المبرمة بين الطرفين.
ونشرت «العملية» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مساء أول من أمس، صورا قالت إنها التقطت قبل 48 ساعة، وأظهرت استمرار من أسمتها بـ«مرتزقة فاغنر» في «أعمال تحصين بائسة» لطريق سرت الجفرة، عبر حفر خنادق، فيما عدته «تعارضا ونقضا» لاتفاق اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» لوقف إطلاق النار، الموقع في جنيف نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من جهة ثانية، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، أمس، إن رئيسها أجرى ما وصفته بحوار «جيد جدا» هذا الأسبوع مع فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، اتفقا خلاله بشكل كامل على «ضرورة تشكيل حكومة «وحدة وطنية»، من شأنها «التركيز على الانتخابات، وإصلاح قطاع الأمن وتحسين الظروف المعيشية لليبيين»، واعتبرت البعثة في بيان لها أمس أن الانتخابات «أمر أساسي لمستقبل ليبيا». ومن جانبه، توعد باشاغا خلال زيارته لمدينة ترهونة، أول من أمس، بملاحقة «المجرمين والخارجين عن القانون» من ميليشيات «الكانيات»، المتورطة في «المقابر الجماعية» بالمدينة.
في سياق ذلك، أعلن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي (الناتو)، استعداد الحلف لتقديم الدعم إلى ليبيا، في حال سمحت بذلك الظروف السياسية والأمنية فيها. ورحب ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي، عقده عقب لقائه الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني في العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء أول من أمس، باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، داعياً الأطراف الليبية لدعم جهود مؤتمر برلين والأمم المتحدة، «من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة القائمة في البلاد».
وقال ستولتنبرغ بهذا الخصوص: «نحن مستعدون لتقديم الدعم لليبيا في مجال الدفاع الجوي، وتأسيس المؤسسات الأمنية، حال سمحت بذلك الظروف السياسية والأمنية هناك».
على صعيد غير متصل، وطبقا لما أعلنه التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، فقد ارتفع إنتاج ليبيا الشهر الماضي، إثر تعافي قطاع الطاقة بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار العام الماضي.
وعقب أعوام من الفوضى، يواصل قطاع النفط الليبي تعافيه بفضل اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وقع في أكتوبر (تشرين الأول) بين المعسكرين المتنافسين على السلطة، حيث ارتفع إنتاج ليبيا بحوالي الضعف خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد ما كان معدل الإنتاج قبل توقيع الاتفاق في حدود 121 ألف برميل يوميا خلال الربع الثالث من 2020، أي أقل بعشر مرات من المعدل الحالي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.