جون ماكين يجدد طلب حظر طيران في سوريا ودعم المقاتلين المعتدلين

بعد تسلمه منصب رئيس اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ

السيناتور جون ماكين يتحدث إلى إحدى الصحافيات قبل دخوله إلى مجلس الشيوخ قبل أيام (رويترز)
السيناتور جون ماكين يتحدث إلى إحدى الصحافيات قبل دخوله إلى مجلس الشيوخ قبل أيام (رويترز)
TT

جون ماكين يجدد طلب حظر طيران في سوريا ودعم المقاتلين المعتدلين

السيناتور جون ماكين يتحدث إلى إحدى الصحافيات قبل دخوله إلى مجلس الشيوخ قبل أيام (رويترز)
السيناتور جون ماكين يتحدث إلى إحدى الصحافيات قبل دخوله إلى مجلس الشيوخ قبل أيام (رويترز)

بعد أن أصبح رئيسا للجنة العسكرية في مجلس الشيوخ في هذا الشهر، مع سيطرة الجمهوريين على المجلس، جدد السيناتور جون ماكين (ولاية أريزونا) دعوته للرئيس باراك أوباما بتأسيس منطقة حظر طيران في شمال سوريا، ومساعدة المقاتلين المعتدلين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد «مساعدة فعالة».
ودعا ماكين في حديث لـ«واشنطن بوست» إلى إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق ودول مجاورة، لمواجهة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.
وكان أوباما أعلن إرسال ألفي جندي أميركي إلى العراق لمساعدة القوات العراقية، غير أن ماكين دعا إلى زيادة العدد إلى 10 آلاف، ليس فقط إلى العراق، ولكن أيضا إلى «دول مجاورة لسوريا»، وذلك بهدف «دعم المعارضة السورية المعتدلة المسلحة». وقال: «نحن ربما في فترة هي الأكثر خطورة واضطرابا في حياتنا. للأسف، تحقق كل شيء تنبأت به، سواء في العراق، أو في سوريا».
وأضاف: «وصل الآلاف من الأجانب (إلى سوريا والعراق) لدعم أكبر خلافة في التاريخ. وحتى الآن، هم لا يخسرون».
شون بريملي، مسؤول أمني كبير سابق في البيت الأبيض، والآن خبير في مركز «نيو أميركان سيكيورتي» في واشنطن، علق على قوة السيناتور ماكين الإضافية كرئيس اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ، بقوله: «صار لديه سهم جديد في جعبته لم يمتلكه من قبل. وسيكون في الكونغرس كثير من الاهتمام بالتطورات الحالية في الشرق الأوسط».
وعلق أيضا أندرو هنتر، مسؤول كبير سابق في البنتاغون، وخبير حالي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي اس اي اس) في واشنطن، قائلا: «يدرك ماكين تماما كل المزايا لمنصب (رئيس اللجنة العسكرية)، وأتوقع أنه سيستخدمها إلى أقصى حد».
وقال ماكين نفسه: «من خلال هذا المنصب، سأكون قادرا، كما أعتقد، على المساهمة في الدفاع عن أمتنا بطريقة ربما ما كانت ممكنة في الماضي، خصوصا، طبعا، لأن الشعب الأميركي لم يخترني لأكون قائدهم الأعلى (رئيس الجمهورية)».
وكان ماكين، بالإضافة إلى السيناتور لندسي غراهام (جمهوري، ولاية نورث كارولينا)، قد كررا، خلال أكثر من عام، انتقادات عنيفة لسياسة أوباما حول نظام الأسد، وحول تنظيم داعش. وكان ماكين قد صرح: «تعبت من دعوة أوباما للتدخل في سوريا لمواجهة نظام الأسد، لكن أوباما رفض. وبسبب ذلك وجد (داعش) ومنظمات إرهابية أخرى فرصا للانتشار، ليس فقط في سوريا، ولكن أيضا في العراق، كما أصبح واضحا»، كما قال في مقابلة مع تلفزيون «فوكس»: «يجب أن يفهم الرئيس أن على أميركا أن تقود الأحداث في العالم، وعندما لا تفعل ذلك يحدث كثير من الأشياء السيئة. هذه الأحداث العالمية كان يمكن تجنب كثير منها»، وصرح ماكين بأن «ترك قوة في العراق (بعد الانسحاب منها قبل عامين) كان يمكن أن يقلل التحدي الذي نواجهه الآن».
وكرر ماكين هذا الرأي في السنة الماضية، خلال استجواب في الكونغرس تحدث فيه وزير الدفاع تشاك هيغل، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، عن «التهديد المتزايد» من «داعش». وقال هيغل إن «داعش» يمثل «ما وراء الإرهاب» وليس فقط «الإرهاب».
وفي المقابلة التلفزيونية قال ماكين إن أوباما «ابتعد بصورة غريبة عن القيام بدور القائد»، وإن قيادته صارت «فارغة».
وفي مقابلة في تلفزيون «سي إن إن»، قال السيناتور غراهام إن «داعش» صار يهدد الولايات المتحدة «مباشرة»، وإن المئات من أعضاء جماعات إرهابية، يحملون جوازات سفر أميركية وأوروبية، «قادرون على استخدامها في محاولات لتنفيذ هجمات على أميركا».
وأضاف: «جاء الوقت لنفترض الأسوأ عن هؤلاء الرجال بدل التقليل من خطرهم. إنهم أعضاء أكثر المنظمات الإرهابية المشهورة في كل العالم، لكن ليسوا الوحيدين. إنهم يتنافسون مع جماعات جهادية أخرى، وسيتم منح ميدالية ذهبية للمجموعة التي ستصل إلى أميركا أولا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.