أثبتت لعبة كرة القدم في السنوات الأخيرة أنها أحد أهم مصادر السعادة للشعب العراقي الرازح تحت رحمة الأزمات السياسية والأمنية المتكررة.
وتؤدي اللعبة الشعبية الأولى دورا بارزا في استنهاض الفرحة لدى شرائح المجتمع العراقي عموما والرياضي على وجه الخصوص، خاصة في ظل معاناته المتمثلة في حرمان المنتخب العراقي من استضافة المباريات على أرضه وبين جماهيره، وعدم السماح باستضافة بطولات كأس الخليج على أرضه لدواع أمنية.
وكما رسم المنتخب الأولمبي البسمة على وجوه العراقيين في أولمبياد أثينا 2004 باحتلاله المركز الرابع، وكما سطع نجم منتخب «أسود الرافدين» في كأس آسيا 2007 بإحرازه اللقب الأول في تاريخ الكرة العراقية، ينظر العراقيون اليوم إلى منتخبهم الأول بعين الفريق القادر على الوصول إلى المباراة النهائية للنسخة الـ16 من بطولة كأس آسيا والتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
ونجح المنتخب العراقي في بلوغ الدور نصف النهائي بعد فوزه المثير على المنتخب الإيراني بركلات الترجيح (7 - 6) بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي (3 - 3) ليتأهل للقاء منتخب كوريا الجنوبية يوم الاثنين في أولى مباريات الدور نصف النهائي.
وتبدو الفرصة متاحة أمام المنتخب العراقي الذي نفض عنه غبار المشاركة المتواضعة في خليجي 22 في الرياض، وظهر بثوب المنتخب القوي والمتماسك تحت قيادة المدرب الوطني راضي شنيشل الذي تولى المهمة قبل أيام قليلة من بداية البطولة مُعارا من نادي قطر الذي قاده لاحتلال المركز الرابع في ترتيب دوري نجوم قطر.
ويرى كثيرون أن المنتخب العراقي كان مؤهلا تاريخيا إلى إحراز أكثر من لقب في كأس آسيا خاصة خلال الفترة الذهبية في الـثمانينات والتي تجلت ببلوغه نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك، لكن الانقطاع عن المشاركة في البطولة منذ عام 1976 حتى عام 1996 كانت سببا رئيسيا في غياب الألقاب الآسيوية.
ويتحسر نجم كرة القدم العراقية ورئيس الاتحاد سابقا حسين سعيد على عدم المشاركة في تلك الفترة مشيرا إلى أن المنتخب كان يعيش وقتذاك أفضل أوقاته لكن المسؤولين لم ينظروا إلى هذه البطولة بعين الأهمية، لكنه يؤكد «على المستوى الشخصي لم أشارك كلاعب في كأس آسيا تاريخيا لكن منتخب 2007 عوض هذا الغياب بإحرازه اللقب الآسيوي وكنت حينها رئيسا للاتحاد العراقي لكرة القدم.
ويشير سعيد إلى أن منتخب «أسود الرافدين» لديه كل المؤهلات لتخطي المنتخب الكوري الجنوبي وبلوغ المباراة النهائية خاصة أن نتائج الدور ربع النهائي خلطت كل الاحتمالات وأثبتت أن المنتخبين العربيين الإماراتي والعراقي قادران على إحراز اللقب.
ورأى أن وجود المدرب الوطني راضي شنيشل على رأس الجهاز الفني يعزز الحظوظ في ظل وجود كادر فني خبير يضم كلا من يحيى علوان ونزار أشرف وعماد هاشم لافتا إلى أن راضي يتمتع بحس المباريات الآسيوية من خلال مشاركاته السابقة مع المنتخب في مختلف البطولات.
ويلفت أفضل لاعب في تاريخ الكرة العراقية إلى أن مستوى المنتخب «تصاعد تدريجيا خلال البطولة بفضل العنصر التكتيكي والجانب اللياقي الذي تم التركيز عليه من خلال وجود مدرب متخصص بهذا الشأن».
ويشدد حسين سعيد على الجانب النفسي الذي يتمتع به المنتخب من خلال توافر العزيمة والإصرار على إسعاد الشعب العراقي التواق للإنجازات الكروية وهذا ما يمثل دافعا كبيرة مشيدا بخطوة الجهاز الفني باستدعاء اللاعبين المغتربين الذين اثبتوا أنهم إضافة للمنتخب.
وخص حسين سعيد اللاعب يونس محمود بالإشادة واصفا إياه بالقائد الذي يزرع الثقة بين زملائه معتبرا أن «ابتعاد يونس عن خوض المباريات مع الأندية ربما كان عاملا إيجابيا في المردود اللياقي حيث ظهر يونس بحالة لياقية جيدة نتيجة تفرغه لخوض المباريات مع المنتخب متجنبا الإرهاق الذي كان سيعاني منه في حال خوض مباريات محلية وآسيوية مع فريق ما».
«منتخب أسود الرافدين».. مصدر السعادة للعراقيين
كرة القدم تؤدي دورا بارزا في استنهاض الفرحة في البلاد
«منتخب أسود الرافدين».. مصدر السعادة للعراقيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة