النفايات الفضائية تولّد «جزيرة بلاستيكية عائمة» بمدار أرضي منخفض

حذر أحد الخبراء من أن النفايات غير المرغوب فيها التي خلّفها البشر في مدار أرضي منخفض أصبحت تكوّن اليوم «جزيرة بلاستيكية عائمة جديدة» في الفضاء الخارجي، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وتقدر النماذج العلمية أن هناك أكثر من 128 مليون قطعة من الحطام الفضائي أكبر من واحد مليمتر، و34 ألف قطعة أكبر من 10 سنتيمترات. وتتألف هذه من أجزاء الصواريخ القديمة، ورقائق من الأقمار الصناعية.
وتحذر إيكاتريني كافادا، المديرة العامة لـ«الصناعة الدفاعية والفضاء» في المفوضية الأوروبية، من أن هذه النفايات الفضائية ليست «تهديداً نظرياً، بل حقيقة واقعة» مثل التهديد الذي تشكله الجزر البلاستيكية العائمة في محيطات الأرض. وأضافت أن الحطام قد يؤدي إلى أضرار للأقمار الصناعية الأوروبية والأقمار الصناعية الأخرى النشطة، مضيفة أنه «إذا لم نتفاعل بطريقة آمنة وفي الوقت المناسب مع هذه المشكلة، فإن العواقب ستكون (ضارة)».
وخلال حديثها في «مؤتمر الفضاء الأوروبي الثالث عشر»، قالت كافادا: «أصبح الحطام الفضائي المداري الجزيرة البلاستيكية المنجرفة الجديدة - إذا اضطررت إلى إجراء المقارنة - إنها تشكل تهديداً يلوح في الأفق على سلامة وأمن حركة المرور واستدامة الفضاء».
وشظايا من الحطام الفضائي التي يصل حجمها إلى سنتيمتر واحد لديها القدرة على تدمير الأقمار الصناعية بالكامل بسبب السرعة التي تسافر بها. وتستخدم الأقمار الصناعية في الاتصالات، مثل التلفزيون عبر الأقمار الصناعية، والمكالمات الهاتفية، والملاحة، والتي تشمل «نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)». وتلعب هذه الأنواع من المركبات الفضائية أيضاً دوراً في توقع الطقس وتتبع العواصف والتلوث وعلم الفلك.
وقالت كافادا إنه منذ يناير (كانون الثاني) عام 2019، كان هناك أكثر من 5 آلاف قمر صناعي في الفضاء، لكن ألفين فقط لا تزال نشطة الآن. وأضافت: «نأمل في أن تتمكن هذه الأقمار الصناعية من التخلص من مدارها واحتراقها بالغالب في الغلاف الجوي، عندما تنتهي حياتها المفيدة».
مع ذلك، حذرت كافادا بأنه لا يزال هناك نحو 3 آلاف قمر صناعي غير نشط ينجرف في الفضاء، حيث تشير البيانات الحديثة إلى حدوث أكثر من 500 تفكك أو انفجار لهذه الأجسام الفضائية، مما تنتج عنه تجزئة المواد.
وقالت إن إضافة شبكات من الأقمار الصناعية المتصلة، والمعروفة باسم «الأبراج الضخمة»، إلى الفضاء يمكن أن يؤدي إلى متلازمة «كيسلر»؛ «أي إلى تفاعل متسلسل يصطدم فيه مزيد من الأجسام لتكوين نفايات فضائية جديدة لدرجة أن مدار الأرض يصبح غير صالح للاستخدام». وتابعت كافادا: «هذا يبدو بالفعل كأنه كارثة ننتظر حدوثها».