اليمن يعد بالعمل لتخفيف الآثار الإنسانية جراء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

جانب من المساعدات الإغاثية الدولية للنازحين في محافظة حجة (أ.ف.ب)
جانب من المساعدات الإغاثية الدولية للنازحين في محافظة حجة (أ.ف.ب)
TT
20

اليمن يعد بالعمل لتخفيف الآثار الإنسانية جراء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

جانب من المساعدات الإغاثية الدولية للنازحين في محافظة حجة (أ.ف.ب)
جانب من المساعدات الإغاثية الدولية للنازحين في محافظة حجة (أ.ف.ب)

أبدت الحكومة اليمنية، أمس (الأربعاء)، التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة في سياق السعي للتخفيف من التبعات الإنسانية المحتملة الناجمة عن قرار واشنطن تصنيف جماعة الحوثيين على قوائم الإرهاب الدولي.
وفيما أثنى وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لدعم عملية السلام في اليمن، جدد التأكيد على موقف الحكومة في بلاده الداعم لقرار الإدارة الأميركية بتصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية.
ونقلت المصادر الرسمية عن بن مبارك أنه أجرى لقاء عبر تقنية الاتصال المرئي بسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن كريستوفر هينزل، أشار خلاله إلى «أن قرار تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية سيسهم بشكل عملي وحقيقي في الضغط على هذه الميليشيات بعد سنوات كثيرة من تجربة الوسائل الدبلوماسية التي لم تزدها إلا إرهاباً واستمراراً لاستخدام العنف وهو ما بدا واضحاً للعالم أجمع في الهجوم الإرهابي الذي استهدفت به حكومة الكفاءات السياسية والمدنيين في مطار عدن الدولي».
وذكرت وكالة «سبأ» أن الوزير بن مبارك قال للسفير الأميركي إن «قرار تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية سيعمل أيضاً على الحد من النفوذ الإيراني الداعم لهذه الميليشيات ويمنع ويقطع روابط المنظمات الإرهابية، بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم».
وفي شأن سعي الحكومة اليمنية للتخفيف من التداعيات المحتملة للقرار على صعيد الوصول الإنساني، أوضح بن مبارك أن الشرعية في بلاده «تضع نصب أعينها أهمية ألا يتضرر الوضع الإنساني في اليمن نتيجة تصنيف هذه الجماعة الإرهابية».
وقال: «الحكومة ستعمل بالتنسيق بشكل متواصل مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية لاتخاذ الإجراءات المناسبة كافة للحد من تأثير هذه العقوبات على أنشطة العمليات الإنسانية والإغاثية في اليمن، وخاصة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة هذه الجماعة الإرهابية».
وشدد وزير الخارجية اليمني على أن «الإعاقة الحقيقية لعمليات الإغاثة في اليمن سببها الرئيس هي الميليشيات التي دأبت على افتعال الأزمات ونهب وسرقة المساعدات ومنع وصولها لمستحقيها والاستمرار بعرقلة عمل المنظمات الإغاثية والتضييق عليهم ورفض جميع الآليات المقترحة من قبل الحكومة اليمنية والأمم المتحدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والتخفيف من معاناة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة الإرهابية».
إلى ذلك، نسبت المصادر اليمنية إلى السفير الأميركي أنه «جدد إدانته الشديدة للهجوم على مطار عدن الدولي، وأشاد بموقف الحكومة اليمنية واستمرارها بممارسة أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن». كما أكد «استمرار دعم بلاده للحكومة اليمنية ولوحدة واستقرار وأمن اليمن»، وكذا استمرارها «في تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني».
وكان قرار الولايات المتحدة بتصنيف الجماعة الحوثية على لائحة الإرهاب الدولي أثار ارتياحاً واسعاً في الشارع اليمني على الصعيد الرسمي والشعبي وسط دعوات للحكومة الشرعية لاستثمار القرار لحسم المعركة مع الجماعة واستعادة الدولة المختطفة.
وتحدث سياسيون يمنيون في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية هذه الخطوة من قبل الإدارة الأميركية، وشددوا «على ضرورة تحرك الحكومة سياسياً لدفع بقية دول العالم لاتخاذ قرارات مماثلة من شأنها أن تعزل الميليشيات وتشدد الخناق عليها لإلقاء السلاح والانصياع لمساعي إحلال السلام في البلاد».
وكان رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني بعث «الثلاثاء» رسالة إلى نائب الرئيس الأميركي ورئيس مجلس الشيوخ مايك بينس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بشأن قرار الإدارة الأميركية تصنيف ميلشيا الحوثي جماعة إرهابية.
وأكد البركاني في رسالته على أن قرار التصنيف «عادل ويلبي تطلعات الشعب اليمني وقواه السياسية ودافع للحل السياسي للأزمة اليمنية، كما يعد توصيفاً دقيقاً لجماعة ارتكبت كل ما يستوجب تصنيفها جماعة إرهابية قتلت المدنيين واستهدفت البنى التحتية المدنية داخل وخارج اليمن».
وجاء في رسالة رئيس البرلمان اليمني اتهام الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأنها «تدّعي التفوق العرقي وأفضليتها بالحكم الإلهي، فيما لا يختلف عن تصرفات الجماعات النازية والفاشية، التي هُزمت إبان الحرب العالمية الثانية مع بزوغ فجر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان».
وندّدت الرسالة بسلوك الجماعة، التي قالت إنها «ترفع شعار الموت لأميركا وإسرائيل واللعنة على اليهود وتقوم آيديولوجيتها وفكرها على التحريض ونشر العنف والهجوم على الولايات المتحدة الأميركية وشعبها وحكومتها وعلى معاداة السامية».
كما شدد البركاني على أن أهمية توقف سلوك الجماعة الإرهابي الذي يتنافى مع القانون الإنساني الدولي، ويتعارض مع المواثيق الدولية، وقال: «إننا إذ نؤكد أن هذا التصنيف سيكون دافعاً للحل السياسي، فإن الحكومة اليمنية ستظل منخرطة في المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، ولن يتغير هذا التوجه بالتصنيف، بل سيساعد في إنجاحه أكثر».
وبخصوص القلق الأممي من تبعات القرار على العمل الإنساني، أوضح رئيس البرلمان اليمني أنه خاطب الحكومة في بلاده «لتقديم التسهيلات كافة للمساعدة في وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأشد احتياجاً، والتي عانت من نقص المساعدات بسبب قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بنهب المعونات الإنسانية والإثراء غير المشروع من عوائد بيعها».
وقال: «إن قرار التصنيف سيشمل آلية واضحة وسلسة في الحصول على التراخيص الخاصة بالعمل والمساعدات، وهو ما سيتيح مزيداً من الشفافية على التحويلات المالية، ما من شأنه إيقاف تمويل المجهود الحربي لميليشيا الحوثي وسرعة إنهاء الحرب».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.