تزايد المخاوف من تحديثات سياسة خصوصية «واتساب» والملايين يبحثون عن تطبيقات بديلة

تزايد المخاوف من تحديثات سياسة خصوصية «واتساب» والملايين يبحثون عن تطبيقات بديلة
TT

تزايد المخاوف من تحديثات سياسة خصوصية «واتساب» والملايين يبحثون عن تطبيقات بديلة

تزايد المخاوف من تحديثات سياسة خصوصية «واتساب» والملايين يبحثون عن تطبيقات بديلة

بدأت إدارة «واتساب» تطمئن المستخدمين جراء تحديث سياسات الخصوصية، وذلك بعد طلب الموافقة على التحديثات الجديدة قبل تاريخ 8 فبراير (شباط) 2021 المقبل، وإلا فستكون الشركة مضطرة لحذف حساب «واتساب».
وتهدف هذه التحديثات إلى التكامل مع مجموعة منتجات «فيسبوك» التي يتبع تطبيق «واتساب» لها، ومشاركة المزيد من المعلومات مع الأنشطة التجارية بهدف إيصال المحتوى والإعلانات والمنتجات إلى المستخدمين بشكل أكثر دقة، وإرسال مواد تسويقية حول شركات «فيسبوك».
وقلق كثير من مستخدمي «واتساب» من هذه الشروط الجديدة، وقاموا بالبحث عن بدائل أفضل تحفظ لهم خصوصيتهم، كان من أبرزها «تيليغرام» Telegram و«سيغنال» Signal اللذان يعتبران من البدائل المقنعة للمستخدمين بسبب تقديمهما لوظائف مشابهة لـ«واتساب».
ويقدم «تيليغرام» قاعدة شعبية كبيرة تتجاوز 500 مليون مستخدم شهريا (مقارنة بمليارين لتطبيق «واتساب»، ولكنه لا يقوم بتشفير البيانات بين الطرفين، بل بين طرف واحد وأجهزة الشركة ولا يقوم بتخزين البيانات مشفرة فاتحا المجال أمام الكشف عن البيانات في حال تعرض أجهزة الشركة إلى القرصنة، بينما يقدم «سيغنال» مستويات خصوصية عالية جدا ولا يجمع بيانات المستخدمين، ونصه البرمجي متاح للتحميل والتدقيق أمام الجميع.
وانهار نظام التحقق من المستخدمين الجدد الخاص بـ«سيغنال» بشكل متكرر جراء تنامي الضغط عليه، وشهد «تيليغرام» تسجيل أكثر من 25 مليون مستخدم جديد في 72 ساعة فقط.
وحاولت «واتساب» احتواء تداعيات تحديث سياسة الخصوصية بنشر صفحة أسئلة وإجابات جديدة في موقعها الإلكتروني تهدف إلى تحديد موقفها بشأن خصوصية المستخدم، وذلك استجابة لرد الفعل السلبي على نطاق واسع بشأن تحديث سياسة الخصوصية.
وتؤكد الشركة أن التحديث لا علاقة له بمحادثات المستخدم أو بيانات حسابه وخصوصية رسائله مع الأصدقاء أو العائلة بأي شكل من الأشكال، بل يتضمن التغييرات المتعلقة بالمراسلة مع الأنشطة التجارية عبر «واتساب»، وتوفير المزيد من الشفافية حول كيفية جمع البيانات واستخدامها. كما أكدت الشركة أنه لا أحد يقرأ سجلات رسائل المستخدمين أو يستمع إلى مكالماتهم، ولا يجري تخزين البيانات أو مشاركة معلومات الاتصال مع «فيسبوك».
الجدير بالذكر أن تحديث سياسة الخصوصية مرتبط بخدمات «واتساب للأعمال» Whatsapp Business الخاص بتواصل التجار مع المستخدمين، والذي نما عدد مستخدميه إلى أكثر من 50 مليون مشترك.
ولزيادة هذا العدد، سيسمح «واتساب» للشركات بدمج خدمات أخرى في التطبيق.
وأضافت الشركة قسما جديدا في تحديث سياسة الخصوصية اسمه «بيانات المعاملات والمدفوعات» Transaction and Payments Data يضم البيانات المالية الخاصة بالمستخدمين التي يتم جمعها.
وتهدف هذه الخطوة إلى تطوير خدمات الدفع المتنوعة على «فيسبوك» للسماح للمستخدم بالدفع مقابل سلع مختلفة، وبالتالي تطوير عملية التكامل التي تقوم بها «فيسبوك» بين خدماتها ومنتجاتها لتحسين استهداف الإعلانات.
ويجمع «واتساب» كثيرا من البيانات المتعلقة بحساب المستخدم، مثل رقم الهاتف، وصورة الحساب، وأنماط الاستخدام (مثل المجموعات التي انضم المستخدم إليها، وكيفية تفاعله مع الآخرين داخل التطبيق، وميزة «الحالة» Status وبيانات الجهاز، وغيرها) وعنوان الإنترنت الخاص بجهاز المستخدم.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.