حكيم بن حمودة يدعو إلى إعادة بناء عقد اجتماعي تونسي

حكيم بن حمودة  يدعو إلى إعادة بناء  عقد اجتماعي تونسي
TT

حكيم بن حمودة يدعو إلى إعادة بناء عقد اجتماعي تونسي

حكيم بن حمودة  يدعو إلى إعادة بناء  عقد اجتماعي تونسي

مساهمة منه في الحوار العام حول العقد الاجتماعي والقضايا الأساسية التي يطرحها على مستوى تجربة بلاده، أصدر حكيم بن حمودة الوزير التونسي السابق في الاقتصاد والمالية كتاباً جديداً، تحت عنوان «العقد الاجتماعي؛ الأسس والسياسات... نحو آفاق جديدة للتجربة التونسية».
نقرأ على ظهر غلاف الكتاب الذي صدر عن دار «نيرفانا» للنشر: «في ظل تفاقم الأزمات في بلادنا من السياسة إلى الاقتصاد، وصولاً إلى الأوضاع الاجتماعية والصحية مع جائحة الكورونا، شهد الحوار العام ظهور مفهوم العقد الاجتماعي كإطار لقراءة هذه الأزمات وسبل الخروج منها. وبن حمودة ساهم بصفة مباشرة في هذا الحوار العام حول العقد الاجتماعي، وكان من أبرز الداعين للاهتمام به من خلال كثير الكتابات والتدخلات».
وأشار الكاتب إلى «ارتباط» التجربة السياسية والتاريخية التونسية بمفهوم العقد الاجتماعي، الذي شكّل الإطار الفكري لآمال وأحلام التونسيين، كما كان هذا المشروع وراء خصوصية التجربة السياسية التونسية وتفردها، مقارنة بالتجارب الأخرى في المحيط العربي والإسلامي.
وتوقف الكاتب عند الأزمة الحالية التي تعرفها تونس، والتي أرجعها لـ«انفلات حبات العقد الاجتماعي»؛ ليؤكد على أن الخروج من هذه الأزمات يتطلب مشروعاً شاملاً، يهدف إلى «إعادة بناء عقد اجتماعي جديد يرتكز على نظام سياسي ديمقراطي ونمط مستديم ونظام اجتماعي عادل ومندمج».
وبن حمودة، فضلاً عن مسؤولياته السابقة وزيراً للاقتصاد في حكومة بلاده، حاصل على دكتوراه في الاقتصاد الدولي وشهادة التأهيل للبحث العلمي من جامعة غرونوبل في فرنسا، كما أنه أستاذ متخصص في تدريس الاقتصاد الدولي واقتصاد التنمية، ومستشار ومسؤول سابق في عدة هياكل ومؤسسات مالية، من بينها برنامج للأمم المتحدة الإنمائي وبنك التنمية الأفريقي، والمنظمة العالمية للتجارة. كما أن له أكثر من 30 مؤلفاً، علاوة على عدد من المقالات والمداخلات في مجلات علمية.



«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.