اجتماع ثانٍ لأشكنازي والصفدي لبحث استئناف المفاوضات

وزير الخارجية الإسرائيلي يعمل على تحسين {العلاقات المتوترة} مع الأردن

الصفدي وأشكنازي وزيرا خارجية الأردن وإسرائيل (أ.ف.ب)
الصفدي وأشكنازي وزيرا خارجية الأردن وإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

اجتماع ثانٍ لأشكنازي والصفدي لبحث استئناف المفاوضات

الصفدي وأشكنازي وزيرا خارجية الأردن وإسرائيل (أ.ف.ب)
الصفدي وأشكنازي وزيرا خارجية الأردن وإسرائيل (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الثلاثاء، عن لقاء جرى على الأراضي الأردنية بين وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، ونظيره الأردني أيمن الصفدي. وقالت هذه المصادر إن اللقاء كان الثاني خلال أسبوعين بين الوزيرين، وذلك بعد سلسلة مكالمات هاتفية مهدت له الشهر الماضي. وأكدت المصادر على أن «أجواء اللقاءات كانت إيجابية للغاية»، وأعقبتها جلسات جمعت طواقم إسرائيلية وأردنية، لمواصلة التفاهمات وترجمتها إلى خطوات عملية في شتى الموضوعات التي تداول فيها الوزيران.
وقال مصدر فلسطيني في رام الله إن السلطة على علم بهذه اللقاءات وعدّتها منسجمة مع الجهود الأخيرة التي تقوم بها كل من مصر والأردن وألمانيا وفرنسا، في محاولة لتحريك المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية حول التسوية السياسية للصراع، على أساس حل الدولتين. وأضاف أن هذه الجهود تتصاعد مع اقتراب تسلم الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، مهامه بالبيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي. وأكد أن هذه الجهود بلغت ذروتها أول من أمس، الاثنين، في المؤتمر الرباعي لهذه الدول، والذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة على مستوى وزراء الخارجية. وأوضح أن اللقاء بين أشكنازي والصفدي جاء في خضم هذه الجهود وأنه جزء منها. وذكر بأن عمّان «غاضبة على ممارسات الحكومة الإسرائيلية لفرض أمر واقع يخرب على حل الدولتين، مثل الاستيطان في الضفة، والتهويد في القدس، والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في ساحات البراق، والانتهاكات الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى».
وفي تل أبيب، قال مقرب من أشكنازي إنه ومنذ توليه منصب وزير الخارجية، يعمل على تحسين العلاقات المتوترة مع الأردن؛ «لأنه، ومن خلال مناصبه الرفيعة؛ رئيس أركان للجيش الإسرائيلي ومدير عام لوزارة الأمن، سابقاً، يدرك أن هناك مصلحة استراتيجية عليا مشتركة للبلدين».
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعدّ ناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن «الاجتماع الأخير بين أشكنازي والصفدي تناول القضايا الاستراتيجية الإقليمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإزالة التوتر والحساسية في العلاقات». ورجحت أن يكون الحوار بين الوزيرين «متركزاً حول الشؤون المدنية والاقتصادية؛ إذ شارك فيه عدد من الوزراء من البلدين، ولم تناقش فيه قضايا مشحونة». وقالت إن أشكنازي «كان قد دعي للمشاركة في الاجتماع الرباعي في القاهرة، لكنه اعتذر من عدم الحضور بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية فرض الإغلاق لمدة أسبوعين، مما يوضح أن الاجتماع بين أشكنازي والصفدي جرى قبل الإغلاق، أي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وتقول الصحيفة إنه رغم جهود وزير الخارجية الإسرائيلي، فإن «الصفدي يسلك مساراً حاسماً تجاه إسرائيل». وحسبما أعلنته وزارة الخارجية الأردنية بعد الاجتماع الأول بين الوزيرين، فقد طرح الوزير الأردني خلاله مطالب «بوقف الاستفزازات في المسجد الأقصى، والوفاء بالتزامات إسرائيل القانونية بوصفها قوة احتلال». كما قال إن «إسرائيل يجب أن توقف الأعمال التي تعرض فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، للخطر».
وكان الصفدي قد أصدر بياناً حول لقائه الأول مع أشكنازي، الذي عقد في 3 ديسمبر الماضي، في مبنى حكومي على الجهة الأردنية من «جسر الملك حسين»؛ (اللنبي)، أكد فيه على ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. و«شدد خلال لقاء أشكنازي على ضرورة وقف جميع الإجراءات الاستفزازية في المسجد الأقصى؛ الحرم القدسي الشريف، واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم والتزامات إسرائيل القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.