نساء مسلحي «داعش» في «الهول»... شكاوى من ظروف العيش في «الدويلة»

نسوة وأطفال ورجال في مخيم الهول شرق سوريا (الشرق الأوسط)
نسوة وأطفال ورجال في مخيم الهول شرق سوريا (الشرق الأوسط)
TT

نساء مسلحي «داعش» في «الهول»... شكاوى من ظروف العيش في «الدويلة»

نسوة وأطفال ورجال في مخيم الهول شرق سوريا (الشرق الأوسط)
نسوة وأطفال ورجال في مخيم الهول شرق سوريا (الشرق الأوسط)

يعج مخيم الهول الواقع شمال شرقي سوريا بالغضب والكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات. في سوق المخيم المركزية، حيث المحال والمتاجر الشعبية والتي حملت أسماء عراقية وعربية وسورية، تجمعت عشرات النسوة هنّ زوجات مسلحين كانوا مقاتلين في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي، هؤلاء حاربوا حتى الرمق الأخير، لكنهم استسلموا في نهاية القتال تحت وقع ضربات التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، وزُوجوا في السجون والمعتقلات.
وهذا المخيم يقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة، وأقل من 15 كيلومتراً عن الحدود السورية - العراقية، يؤوي نسوة وأطفالاً لرجال جاءوا من آلاف أو مئات آلاف الكيلومترات للالتحاق بالتنظيم وقد قُتل كثيرون منهم، ومن تبقى على قيد الحياة يقبع خلف القضبان ينتظر تقديمه إلى محاكمة للنظر بمصيره، علاوة على رفض معظم الحكومات الغربية والعربية استعادة مواطنيها ومقاضاتهم أمام محاكم وطنية على أراضيها.
جواهر البالغة من العمر 45 عاماً والمتحدرة من مدينة حماة، وسط سوريا، رفضت كحال الكثير من نساء المخيم من عوائل مقاتلي التنظيم المحتجزين لدى قوات «قوات سوريا الديمقراطية» الخروج من المخيم قبل معرفة مصير زوجها. أثناء الحديث معها كانت ترتدي خماراً ونقاباً أسودَي اللون، حيث وقفت بجانب نسوة أخريات لبسنّ الزي نفسه، لتقول «زوجي سلّم نفسه بشكل طوعي بمعركة الباغوز وكان موظفاً عند التنظيم. منذ 22 شهراً لا أعرف أي شيء عنه. قدّمت طلبات للسماح بزيارته دون جدوى». وصرخت هذه السيدة وكل النساء اللواتي تجمهرن بهذا المكان وتحدثن عندما شاهدن عدسة الكاميرا «لن نخرج قبل معرفة مصير أزواجنا وإخوتنا وأبنائنا». ومخيم الهول الذي صمم في حرب الخليج الثانية بتسعينات القرن الماضي لاستقبال 20 ألف شخص بحده الأقصى؛ تجاوز عدد قاطنيه اليوم 60 ألفاً، معظمهم من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين. كما يضم قسماً خاصاً بالنساء المهاجرات، ويضم قرابة 12 ألفاً يتحدرن من 52 جنسية عربية وغربية.
وتحاول عنود وهي سيدة عراقية تبلغ من العمر 27 سنة استعادة ذاكرتها وقد أجهشت بالبكاء، وأوحت دموعها التي ذرفتها كيف انتهى بها المطاف للعيش في هذا المكان رغماً عنها، محمّلة القدر مسؤولية ما حل بها. تغالب دموعها وهي تروي قصتها، لتقول «كنت طفلة بعمر 17 سنة عندما قرر والدي الالتحاق بالتنظيم، وتزوجت بداية مقاتلاً عراقياً ليُقتل بعد أشهر، ثم تزوجت مقاتلاً مغربياً. وبعد اختفائه (مقتله)، تزوجت عراقياً أكبر مني بـ30 سنة». وتشكو هذه السيدة العراقية ومعها بقية النساء من حولها ظروف العيش في مخيم مغلق يصفنه بمعسكر أو «دويلة منعزلة»، حيث يكابدن مرارة العيش وتأمين مستلزمات الحياة ويحاولن معرفة مصير أزواجهنّ بعد مضي قرابة عامين على انتهاء معركة الباغوز والقضاء على سيطرة التنظيم العسكرية والجغرافية. وتضيف «قدمت الكثير من الطلبات لزيارة زوجي ومعرفة مصيره، أخشى أن يتم تسليمه للحكومة العراقية، هناك تنفذ عقوبة الإعدام ولا نعلم ما إذا كان موجوداً هنا أو تم نقله بالفعل».
وعلى مد النظر تمتد صفوف متراصة من الخيام رُسم عليها شعار المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، وسط هبوب رياح جافة مغبرة وأكوام نفايات وخزانات ضخمة حمراء اللون يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه. كما يُشاهد على كل حبل أو سور خيمة مزيج من الألوان الزاهية غير اللون الأسود الذي كانت ترتديه جميع النساء والفتيات اللواتي يقطنّ في هذه البقعة؛ فألوان الوردي، والأزرق، والأحمر، والأخضر، والأصفر، هي ألوان الملابس المغسولة من فساتين وبيجامات وقمصان وألبسة الأطفال.
وذكرت غنوة التي تنحدر من دولة مصر واتشحت بالسواد الذي غطى وجهها وكامل ملابسها، أن زوجها كان مقاتلاً وشارك في عمليات قتالية عدة ضد القوات النظامية في سوريا والعراق. وقالت «زوجي سوداني وقرر الانضمام إلى التنظيم وأنا وافقت. سافرنا لتركيا ثم قصدنا سوريا، أما اليوم فبات معرفة مصيره حلماً والعودة لبلدنا ضرباً من الخيال».
وتحدثت عن تخطيطهما بداية للزواج سنة 2010 والسفر إلى دولة أوروبية أو خليجية بدافع العمل وتحصيل المال، لكن ذهبت كل أحلامهما مهب الريح عندما تعاطف زوجها مع دعاية التنظيم والتحق بصفوفه منتصف 2014.
صمتت برهة تبلع ريقها بصعوبة لتتماسك عن البكاء قبل أن تتابع كلامها قائلة «بقينا حتى معركة الباغوز وخرجنا لمخيم الهول. كنا نظن أن حكوماتنا سترأف لحالتنا، لكن صدمنا بالواقع المرير، وسقف طموحاتي اليوم تأمين طعام وماء صالحة للشرب». أمام مستودعات لتوزيع السلال والحصص الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، انتظرت طوابير لا تنتهي من النساء اللواتي لبسن نفس الزي واللون، وكان بالإمكان مشاهدة سيدات حوامل وأخريات يحملنّ أطفالاً رضعاً حديثي الولادة. أما من تسلمت حصتها فوقفت بجانب سيارات النقل للذهاب إلى الخيم وإعداد الطعام.
وكشفت سيدة روسية عن أنها حاولت كثيراً الهرب من المخيم ولن تنتظر حسم مصير زوجها الروسي المسجون. قالت «أجهل جغرافية المكان؛ كلما أتفق مع مهرب يكون نصاباً، ثلاث مرات احتالوا عليّ وسرقوا أموالي». وكحال الأخريات من النساء المهاجرات أعربت السيدة الروسية عن نفاد صبرها، قائلة إنها أصبحت تعيش كابوساً. وأنهت حديثها لتقول «يجب على الحكومة الروسية أن تنظر في حالتنا؛ فالحياة هنا لا تطاق، وإجراءاتها بطيئة في ترحيل رعاياها».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.