«اجتماع استثنائي» لوزراء من حكومتيّ ليبيا لتوحيد الميزانية

«الصحة العالمية» تنقل مساعدات إلى بنغازي بطيران سوري معاقب أميركياً

أحمد معيتيق خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في روما أمس (إ.ب.أ)
أحمد معيتيق خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في روما أمس (إ.ب.أ)
TT

«اجتماع استثنائي» لوزراء من حكومتيّ ليبيا لتوحيد الميزانية

أحمد معيتيق خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في روما أمس (إ.ب.أ)
أحمد معيتيق خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في روما أمس (إ.ب.أ)

في بادرة غير مسبوقة، عقد وزراء في الحكومتين المتنازعتين على السلطة في ليبيا، أمس، اجتماعا بمدينة البريقة لتوحيد الميزانية العامة للبلاد والعمل الدبلوماسي بينهما، وذلك في إطار المسار الاقتصادي للمحادثات التي تقودها بعثة الأمم المتحدة منذ شهور، للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية.
وللمرة الأولى منذ نحو ست سنوات، التقى وزراء من حكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج، مع نظرائهم بالحكومة الموازية في شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني، في اجتماع وصف بـ«الاستثنائي».
وقالت وكالة «الأنباء الليبية»، الموالية لحكومة الثني، إن الاجتماع يروم توحيد الموازنة العامة للعام الحالي، والسياسات الاقتصادية والمقاصة المصرفية، وقد حضره وفدها المكون من محافظ المصرف المركزي بالشرق، ووكيل وزارتي المالية والتخطيط المكلف مهام الوزارة، بينما ضم وفد «الوفاق» وزيري المالية والخارجية، وممثلين عن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، بالإضافة إلى رئيس مؤسسة النفط الوطنية.
وقالت مصادر إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع، الذي رحبت به البعثة الأممية، على توحيد الصرف، واعتماد ميزانية موحدة للدولة الليبية للعام الجاري، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مالية موحدة، وسداد الديون والمرتبات المتعثرة للحكومتين.
وبينما أوضح الناطق باسم رئيس حكومة «الوفاق» أن الاجتماع تطرق أيضا لتنسيق وتوحيد العمل الدبلوماسي، اعتبر أحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة «الوفاق»، الذي يزور إيطاليا حاليا، في تعليق مقتضب عبر موقع «تويتر» أن الاجتماع «خطوة في الطريق الصحيح».
والتقى معيتيق، وفقا لما قالته وكالة «نوفا» الإيطالية، أمس خلال اليوم الثاني لزيارته إلى روما، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ووزيرة الداخلية لوتشانا لاورجيزي، ورئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات المغربية أندريا كوزولينو، علما بأنه ناقش مساء أول من أمس في العاصمة الإيطالية، مع وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني، الاتفاقية الفنية العسكرية، الموقعة بين الطرفين وآليات تنفيذ بنودها.
من جهته، استهل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس بلقاء رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه، مساء أول من أمس.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم المجلس النواب، إن الاجتماع ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل تطويرها والتعاون المشترك، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
ووصل صالح بشكل مفاجئ إلى باريس، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، بينما اكتفى مكتبه بالإشارة إلى أنه سيلتقي خلال الزيارة التي تدوم يومين، بدعوة من مجلس الشيوخ الفرنسي، عددا من المسؤولين الفرنسيين.
ومن المقرر أن تجتمع اليوم، في مدينة جنيف السويسرية اللجنة الاستشارية لمنتدى الحوار السياسي الليبي، الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة. وطبقا لما نقلته وسائل إعلام موالية لحكومة «الوفاق»عن الناطق باسم البعثة الأممية فإن الاجتماع سيفتتح أعماله في مقر الأمم المتحدة بجنيف لمدة 3 أيام، بكلمة لرئيسة البعثة بالإنابة ستيفاني ويليامز، تمهيدا لمناقشة القضايا العالقة، ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة، وتقديم توصيات ملموسة وعملية لتقرر بشأنها الجلسة العامة للملتقى.
إلى ذلك، كشفت منظمة الصحة العالمية عن استعانتها بخدمات شركة الطيران السورية «أجنحة الشام»، المعاقبة أميركياً، وذلك لنقل مساعدات طبية إلى مدينة بنغازي الليبية.
وقالت إليزابيث هوف، ممثلة المنظمة في ليبيا، إن هذه الشحنة الجديدة من المساعدات الطبية من شأنها أن تسهم في تعزيز الاستجابة لجائحة «كورونا المستجد» (كوفيد - 19)، ودعم مجموعة من الخدمات الصحية المقدمة في عدد من المؤسسات الصحية في البلاد.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية هذه الشركة ضمن قائمة العقوبات الشهر الماضي، لتقديمها الدعم المالي والتكنولوجي والخدمي لحكومة دمشق.
في غضون ذلك، ورغم تحفظ وزارة الدفاع بحكومة «الوفاق» على عزمه شن عملية عسكرية موسعة ضد الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، استغل فتحي باشاغا، وزير الداخلية، اجتماعه أمس مع ممثلين لشركة «روزبارتنز» المحدودة البريطانية، للإعلان بأنه سيتم رسميا تشغيل «الغرفة الأمنية العليا» الأحد المقبل، باعتبارها «قيادة وطنية، وتنسيقا إقليميا وتنفيذا محليا».
ونقل باشاغا في بيان لمكتبه عن وفد الشركة أن أولويات هذه الغرفة تنفيذ مهام وزارة الداخلية، وتحديد أولوياتها في المجالات الشرطية والأمنية، واعتبر أن إنشاءها سيمكن باشاغا من ممارسة مهام الحوكمة، بالنيابة عن حكومة «الوفاق»، ومحاسبة كافة مكونات الوزارة.
وقالت مصادر إن الميليشيات المستهدفة في العاصمة هي «قوة الردع والتدخل المشتركة» بأبو سليم، بقيادة عبد الغني الككلي «أغنيوة»، وكتيبة «النواصي» بقيادة مصطفى قدور. بالإضافة إلى الكتيبة 55 بقيادة مُعمّر الضاوي في منطقة ورشفانة، وميليشيات من مدينة الزاوية، وعلى رأسها ما يعرف باسم قوة الإسناد الأمني الأولى، التي يترأسها محمد بحرون (الفار) المطلوب لدى النائب العام. لكن مصدرا أمنيا بداخلية «الوفاق» نفى أمس هذه المعلومات، وأكد أن عملية «صيد الأفاعي» لن تستهدف قوات أمنية داخل العاصمة، بل تستهدف المهربين والمتطرفين خارجها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.