الجائحة ترجئ زيارة محققين فرنسيين إلى بيروت للاستماع إلى كارلوس غصن

رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن (أرشيفية - رويترز)
رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن (أرشيفية - رويترز)
TT

الجائحة ترجئ زيارة محققين فرنسيين إلى بيروت للاستماع إلى كارلوس غصن

رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن (أرشيفية - رويترز)
رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن (أرشيفية - رويترز)

أرجأ محققون فرنسيون زيارة كانوا يعتزمون القيام بها إلى بيروت خلال الأسبوع المقبل للاستماع إلى قطب صناعة السيارات كارلوس غصن، بعدما شدد لبنان إجراءات الإغلاق العام جراء ازدياد تفشي وباء «كوفيد-19»، وفق ما قاله فريق الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الثلاثاء).
ويقيم رجل الأعمال اللبناني - البرازيلي - الفرنسي، الرئيس السابق لتحالف «رينو - نيسان - ميتسوبيشي»، في بيروت منذ عام، إثر فراره الغامض المثير للجدل من طوكيو، حيث كان قيد إقامة جبرية مشددة، ويُحاكم بتهم عدة، بينها التهرب الضريبي.
وقال المحامي جان تاباليه، من مكتب «كينغ آند سبالدينغ»، متحدثاً باسم فريق الدفاع عن غصن: «بسبب تدهور الوضع الصحي في لبنان، تم إقرار إغلاق تام (...). وبموجب اتفاق متبادل بين القضاة الفرنسيين واللبنانيين وفريق الدفاع، تقرر إرجاء مجيء القضاة الفرنسيين إلى وقت لاحق».
وكانت مصادر فرنسية مطلعة على ملف غصن قد قالت، في 28 ديسمبر (كانون الأول)، إن فريقاً من قضاة التحقيق من المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية يعتزم الاستماع إلى غصن في الفترة الممتدة من 18 إلى 22 يناير (كانون الثاني) في بيروت، في جزء من تحقيقين قضائيين يتعلقان به في فرنسا.
ويبدأ لبنان صباح الخميس مرحلة إقفال كامل، يتخللها حظر تجول يستمر حتى 25 من الشهر الحالي، ويترافق مع إقفال للشركات والمدارس والمصارف. ويُسمح للقضاة والمحامين بتأمين المحاكمات عن بُعد لبتّ طلبات إخلاء سبيل الموقوفين فقط، والنظر في قضايا طارئة.
ومنذ فراره الذي أحدث صدمة واسعة في اليابان، لا تزال تداعياتها مستمرة، ويقيم غصن في بيروت، وينعم بحياة هادئة مع زوجته. ولكن لا يمكنه السفر خارج البلاد بعد مصادرة السلطات لجواز سفره، وصدور مذكرة توقيف دولية عن الإنتربول بحقه.
وكان غصن قد اعتقل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 في طوكيو، وأمضى 130 يوماً في السجن على مرحلتين. ووجه القضاء الياباني 4 تهم إليه، بينها عدم التصريح عن كامل دخله، واستخدام أموال شركة «نيسان» التي أنقذها من الإفلاس لسداد مدفوعات لمعارف شخصية، واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي. ويبلغ إجمالي المبلغ الذي لم يصرح به أكثر من 9 مليارات ين (85 مليون دولار)، بحسب طوكيو. إلا أن غصن، ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه، ويتهم القضاء الياباني بأنه «منحاز».
وطالبت اليابان لاحقاً لبنان بتسليم غصن لاستكمال محاكمته، إلا أن السلطات في بيروت طلبت من طوكيو تزويدها بملفه القضائي، وهو ما لم يحصل بعد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.