مسؤول مصري عقب تعرضه لمحاولة اغتيال: نواجه الإرهاب باستثمارات ضخمة

محافظ الفيوم قال لـ «الشرق الأوسط» إنه من الصعب السيطرة على العمليات الفردية

حازم عطية الله محافظ الفيوم
حازم عطية الله محافظ الفيوم
TT

مسؤول مصري عقب تعرضه لمحاولة اغتيال: نواجه الإرهاب باستثمارات ضخمة

حازم عطية الله محافظ الفيوم
حازم عطية الله محافظ الفيوم

قال حازم عطية الله، محافظ الفيوم، جنوب القاهرة، أمس، عقب نجاته من محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون، إن بلاده تواجه الإرهاب عبر ضخ استثمارات عملاقة، مشيرا إلى أن محافظته التي تشهد وجودا قويا لأنصار جماعة الإخوان المسلمين، تعتزم التقدم بمشروع ضخم في القمة الاقتصادية التي تعقدها مصر في منتجع شرم الشيخ في مارس (آذار) المقبل.
وتعرض المحافظ لمحاولة اغتيال يوم أول من أمس، خلال جولة له في المحافظة على يد مجهولين لاذوا بالفرار بعد فشل العملية. واستخدم المحافظ سيارة بديلة لتلك التي كان يستخدمها في جولته، وقام المسلحون بالهجوم على السيارة الأولى ظنا منهم أن المحافظ ما زال داخلها. وقال المحافظ لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين هاجموا سيارة الحرس في طريق العودة ظنا منهم أنه لا يزال في تلك السيارة.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي، نفذت جماعات إرهابية عمليات اغتيال بحق ضباط وجنود من الجيش والشرطة، كما استهدف قضاة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استهداف قيادات تنفيذية في جهاز الدولة.
وأوضح عطية الله أنه خلال جولة تفقديه له بإحدى القرى في المحافظة القريبة من العاصمة المصرية القاهرة، اضطر لأسباب لوجيستية أن يستقل سيارة الحرس خلال الجولة، وعند عودته إلى مقر المحافظة استخدم سيارته. وأشار إلى أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وفي حادث آخر وقع بالقرب من مقر إقامة المحافظ، لقي شخصان مصرعهما أمس في تبادل لإطلاق النار، لكن من غير المعروف ما إذا كان الهجوم سياسيا أم جنائيا. وقال عطية الله، إن مسلحين اثنين قتلا أمام استراحته، لكن هناك شكوكا حول طبيعة الواقعة، رافضا الربط بين محاولة استهدافه أول من أمس، وواقعة إطلاق النار أمام استراحته أمس. وعلق قائلا إن «التحقيقات جارية الآن للوقوف على حقيقة ما جرى ومن المبكر الربط بين الواقعتين».
وكان بيان للمحافظة التي تعد من أفقر المحافظات المصرية قال إن «يد الإرهاب الأسود حاولت بهذه الواقعة زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد»، في إشارة إلى محاولة الاغتيال.
ومن جانبه، قال مصدر أمني تعليقا على حادثة أمس إن مسلحين أطلقا النار على منزل المحافظ وقوات الحراسة المكلفة بتأمينه، إلا أن الحراسة ردت عليهم؛ مما أسفر عن مصرع المسلحين، لافتا إلى أن جثماني المسلحين جرى نقلهما إلى مشرحة (ثلاجة حفظ الموتى) في مستشفى الفيوم العام، بينما انتقلت قوات الأمن لمعاينة مكان الهجوم.
وتتهم السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف أعمال العنف والشغب، وهو ما تنفيه الجماعة في بياناتها وتؤكد تمسكها بـ«المنهج «السلمي».
وتعد محافظة الفيوم أحد أبرز معاقل جماعة الإخوان. وكانت الفيوم من بين المحافظات التي شهدت موجة من أعمال العنف في أعقاب فض اعتصامين لأنصار الإخوان في أغسطس (آب) عام 2013، وأسفر عن مقتل المئات.
وتعاني محافظة الفيوم التي يسكنها نحو 3 ملايين و300 ألف نسمة من نسب بطالة عالية. وقال عطية الله إن نسبة البطالة تبلغ 23 في المائة من القوى العاملة بالمحافظة، المشرفة على بحيرة قارون أحد أبرز مقاصد السياحة الداخلية في البلاد.
وأضاف عطية الله أنه «منذ فض رابعة العدوية (اعتصام أنصار الإخوان شرق القاهرة) تعرضت المحافظة لأعمال عنف واسعة وأحرق حينها مبنى المحافظة بالكامل، كما أحرقت استراحة المحافظ، وكان هناك قلق كبير في الشارع الفيومي، لكن أعمال العنف والمظاهرات تراجعت كثيرا خلال الفترة الماضية».
وأشار المحافظ إلى أن السياسات الجديدة التي انتهجها المسؤولون في المحافظة ركزت على استقطاب الشباب «المتأرجح.. هؤلاء الشباب لا ينتمون للجماعة لكنهم واقعون تحت تأثير خطاب مضلل، يستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وسنوات الحرمان التي شهدتها المحافظة».
وأضاف عطية الله وهو أستاذ في الآثار والحضارة المصرية القديمة في جامعة حلوان، أن محافظته تعتزم طرح مشروع استثماري عملاق خلال المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ للاستفادة من محمية بحيرة قارون لإقامة منتجعات سياحية على الساحل الجنوبي للبحيرة بطول 38 كيلومترا.
وقال المحافظ إن «عمليات الحشد الإخواني في المحافظة تراجعت كثيرا خلال الشهور الماضية، فالمظاهرات التي كانت تضم بضعة آلاف لم يعد لها وجود، لكن العلميات الإرهابية الفردية ربما تستمر لفترة نظرا للصعوبات الشديدة في التعامل معها».
وأشار عطية الله إلى أن المحافظة تشهد بشكل يومي عملية إرهابية أو عمليتين، لكنه أوضح أن 98 في المائة من تلك العمليات تنجح القوى الأمنية في التعامل معها.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».