الأكراد يتهمون نوابا من «دولة القانون» بالعمل على إلغاء اتفاقية بغداد ـ أربيل

البيشمركة تحرر 4 قرى تابعة لقضاء تلعفر

صورة وزعها مجلس الأمن في إقليم كردستان لقوات البيشمركة وهي على مبعدة 25 كيلومترا من مدينة الموصل (أ.ب)
صورة وزعها مجلس الأمن في إقليم كردستان لقوات البيشمركة وهي على مبعدة 25 كيلومترا من مدينة الموصل (أ.ب)
TT

الأكراد يتهمون نوابا من «دولة القانون» بالعمل على إلغاء اتفاقية بغداد ـ أربيل

صورة وزعها مجلس الأمن في إقليم كردستان لقوات البيشمركة وهي على مبعدة 25 كيلومترا من مدينة الموصل (أ.ب)
صورة وزعها مجلس الأمن في إقليم كردستان لقوات البيشمركة وهي على مبعدة 25 كيلومترا من مدينة الموصل (أ.ب)

اتهمت الكتلة الكردية في مجلس النواب العراقي، أمس، نوابا من «دولة القانون» بالعمل على إلغاء الاتفاقية النفطية بين أربيل وبغداد، وعرقلة تصديق الميزانية الاتحادية في البرلمان من أجل التغطية على أخطاء الحكومة السابقة.
وقال النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، ريناس جانو، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مجموعة من النواب في مجلس النواب العراقي يصل عددهم إلى نحو عشرين نائبا، من بينهم أعضاء بارزون في كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، يحاولون وبشتى الوسائل العمل على إفشال وإلغاء الاتفاقية بين أربيل وبغداد، والتقليل من أهميتها، وعرقلة المصادقة على الميزانية الاتحادية، وعرقلة كل مشروع وأي خطوة من خطوات الحكومة الجديدة، والهدف من محاولاتهم هذه تغطية خلل وأخطاء الحكومة السابقة التي ترأسها المالكي».
وأضاف جانو أن «هؤلاء يريدون أن يبينوا لجماهيرهم أن الاتفاقية التي توصلت إليها بغداد وأربيل تصب فقط في مصلحة إقليم كردستان، ويتصورون أنهم بهذه الاتفاقية يعطون حقوق مناطق العراق الأخرى للإقليم، وهذا لا أساس له من الصحة، لذا لا يمكنهم إفشال الاتفاقية وعرقلتها».
وتوصلت حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في نهاية العام الماضي 2014 إلى اتفاقية تصدر بموجبها حكومة الإقليم 250 ألف برميل من نفط الإقليم، بالإضافة إلى 300 ألف برميل من نفط كركوك عبر أنبوها إلى ميناء جيهان التركي في إطار شركة «سومو»، فيما تلتزم بغداد بإرسال حصة الإقليم من الميزانية الاتحادية البالغة 17 في المائة.
من جانبها، قالت النائبة عن «دولة القانون» في مجلس النواب العراقي، نهلة الهبابي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم تضمن هذه الاتفاقية كل حقوق أبناء الشعب العراقي في الوسط والجنوب والمحافظات الأخرى، فنحن مع إلغائها. يجب على حكومة إقليم كردستان أن تلتزم بتصدير النفط المحدد لها في الاتفاقية، والإقليم لم يلتزم لحد الآن منذ بدء العمل منذ بداية الشهر الحالي بتصدير النفط الذي تم الاتفاق عليه، وبحسب قانون الموازنة فإن الاتفاقية ستلغى فيما إذا لم يلتزم أحد الطرفين بالتزاماته المنصوص عليها».
في المقابل، أكدت حكومة الإقليم التزامها التام بتصدير النفط المتفق عليه من حقولها. وقال سفين دزيي، المتحدث الرسمي لحكومة إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ليست هناك أي مشكلة في تصدير حصة الإقليم من نفطه المتفق عليه حسب الاتفاقية.. المشكلة في إنتاج النفط في كركوك، لأن الكمية المصدرة حاليا من نفط كركوك أقل من 200 ألف برميل يوميا، ومن المفروض أن تكون 300 ألف برميل. أما بالنسبة لتطبيق الاتفاقية فكما تعلمون هي اتفاقية بين طرفين. نحن ننتظر المصادقة على الميزانية الاتحادية لتنفذ الحكومة الاتحادية التزامتها في الاتفاقية ضمن الميزانية لعام 2015»، مبينا أن «بغداد لم ترسل إلى الإقليم منذ بدء الاتفاقية مع بداية العام الحالي أي مبلغ مالي، وهذا مرتبط بالمصادقة على الميزانية».
بدوره، قال علي محمد صالح، النائب في برلمان إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «قد يكون هناك تصريح من هذا النائب أو ذاك، لكن ليست هناك أي أرضية لإلغاء هذه الاتفاقية، لأن حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بحاجة إلى هذه الاتفاقية. صحيح أن هناك خللا فنيا في تطبيقها، فإقليم كردستان ملتزم بتصدير حصته من النفط البالغة 250 ألف برميل يوميا، لكن لحد الآن لا يمكن تصدير 300 ألف برميل من نفط كركوك، لأسباب فنية وليست سياسية». وتابع صالح «الطرفان مضطران للالتزام بالاتفاقية، لأن الميزانية العراقية تعتمد بشكل كبير على بيع النفط. خمنوا سعر البرميل في الميزانية بـ60 دولارا، والآن أسعار النفط هبطت إلى دون 50 دولارا للبرميل، بالإضافة إلى أن هناك عجزا في الميزانية يصل إلى 23 تريليون دينار، فالحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم لا تفكران في إلغاء هذه الاتفاقية».
ميدانيا، تمكنت قوات البيشمركة، أمس، من تحرير مساحات واسعة تابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل. وقال الشيخ علي، قائد قوات دهوك المشاركة في العمليات العسكرية غرب دجلة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنت قوات البيشمركة أمس من تحرير قرى الصالحية التابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل، وبلغ عدد القرى التي حررناها منذ أول من أمس أربع قرى، هي الصالحية وشندوخا والقادسية والكسك»، مضيفا بالقول «أول من أمس قصفنا تجمعا لـ(داعش) في حي الزهور داخل الموصل وعددا من مواقع التنظيم داخل المدينة بثلاثين صاروخ (غراد)».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.