الفلسطينيون بانتظار صدور مرسوم الانتخابات خلال أيام

من لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر (وفا)
من لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر (وفا)
TT

الفلسطينيون بانتظار صدور مرسوم الانتخابات خلال أيام

من لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر (وفا)
من لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر (وفا)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن حكومته تنتظر وتتطلع إلى إصدار الرئيس محمود عباس مرسوم تحديد موعد عقد الانتخابات قبل أن تباشر «التجهيزات اللازمة لإنجاح العملية الديمقراطية»، مضيفاً في مستهل جلسة الحكومة، أمس الاثنين: «سعداء بالأجواء الإيجابية المحيطة، ونريد لها أن تكون بوابة لتجديد حياتنا الديمقراطية، وأن تؤسس الانتخابات لمرحلة جديدة».
وطالب أشتية العالم؛ بما في ذلك الأمم المتحدة وأوروبا، بالضغط على إسرائيل للسماح «لأهلنا في مدينة القدس للمشاركة ترشيحاً وانتخاباً؛ لأن هذا حق لهم من جهة، ومنصوص عليه في الاتفاقيات من جهة أخرى».
ويعدّ إجراء الانتخابات في القدس أحد التحديات المعقدة، والذي يجب على السلطة الفلسطينية معالجته في ظل رفض إسرائيل، في السابق، طلبات فلسطينية من أجل السماح لأهل القدس بالمشاركة في الانتخابات، وهو الشرط الذي رفضت السلطة وحتى حركة «حماس»، التخلي عنه، مما أحبط إجراء الانتخابات مرات عدة، إلى جانب أسباب وخلافات أخرى.
ويتطلع الفلسطينيون، للمرة الأولى منذ نحو 15 عاماً، لإجراء الانتخابات العامة، في ظل اتفاق واضح بين حركتي «فتح» و«حماس» مرجعيته دول عربية، لكن أيضاً مع كثير من التشكك بسبب اتفاقات سابقة لم ترَ النور.
ومن المفترض أن يصدر عباس مرسوم الانتخابات في موعد أقصاه 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، بحسب اتفاق جرى بينه وبين رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر قبل يومين. وإصدار المرسوم سيعطي الأمر جدية كبيرة ويجعله أقرب للواقع، لأنه لم يصدر في كل المرات السابقة التي فشلت فيها الاتفاقات. وكان عباس في مؤشر على جدية التوجهات هذه المرة، قد استقبل ناصر في مكتبه، وبحث معه مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.
وقدم ناصر مقترحاً لتواريخ محددة، وسيعقد خلال أيام اجتماعاً آخر مع لجنة الانتخابات المركزية، يسبق إصدار المراسيم، ثم يبدأ حوار بين الفصائل حول العملية الانتخابية.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من تغيير حركة «حماس» موقفها، والموافقة على إجراء الانتخابات الثلاثة (التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير)، بالتوالي، بعدما كانت تصر على إجرائها بالتزامن.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، قد وجّه رسالة بهذا الشأن إلى الرئيس محمود عباس، وقالت «حماس» إنها قررت ذلك استجابة لتدخلات 4 دول (مصر وقطر وتركيا وروسيا)، ولتلقيها ضمانات من هذه البلدان بإجراء الانتخابات الثلاثة بالتتابع في غضون 6 أشهر، والإشراف عليها لضمان نزاهتها.
يذكر أن حركة «فتح» اتفقت مع «حماس» في إسطنبول، في سبتمبر (أيلول) الماضي، على إجراء انتخابات متدرجة تبدأ بالتشريعية ثم الرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير في غضون 6 أشهر، وجاء الاتفاق على وقع قطع السلطة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، قبل أن يختلف الطرفان، وتطلب «حماس» انتخابات متزامنة وليست متدرجة، وترفض «فتح» ذلك.
ويعتقد مراقبون أن موقف «حماس» الجديد واستعدادات السلطة لإجراء انتخابات، يهدفان إلى تجديد الشرعيات في ظل مرحلة جديدة في المنطقة.
وإذا ما أصدر عباس مرسومه، فستحتاج لجنة الانتخابات المركزية إلى 110 أيام، من أجل إنهاء المرحلة الأولى من هذه الانتخابات؛ وهي انتخابات التشريعي. ومن المتوقع أن يشمل المرسوم تحديد يوم انتخابات التشريعي، وموعد انتخابات الرئاسة، وأيضاً انتخابات المجلس الوطني.
وسيكون مرسوم الانتخابات ومرجعيته، بعد إصداره، على طاولة الأمناء العامين الذين سيدعوهم عباس إلى اجتماع لمناقشته، كما أنهم سيناقشون مسألة إجراء الانتخابات في القدس. وتجاهلت إسرائيل طلباً فلسطينياً من أجل إجراء الانتخابات في القدس، وفي يناير من العام الماضي، قال عباس: «من دون أن تجري هذه الانتخابات في قلب القدس لأهل القدس، أقول لكم بصراحة: لا نستطيع أن نجري انتخابات». وتراهن السلطة على أن تغيير الإدارة الأميركية قد يشكل ضغطاً مضاعفاً على إسرائيل من أجل السماح بإجراء الانتخابات في القدس.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.