في أعقاب الاعتداء الذي قام به أحد نشطاء المستوطنين اليهود على ضابط عربي كبير في الجيش الإسرائيلي، عبّر مسؤولون في الأجهزة الأمنية، عن قلقهم الشديد من الارتفاع الكبير في عدد ونوعية الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون على الجيش وعلى الفلسطينيين، ومن مظاهر تصعيد مخطط في عنف المستوطنين.
وكشفت هذه المصادر أن اعتداءات المستوطنين بلغت 370 حالة في سنة 2020، وكانت عبارة عن اعتداءات جسدية فظة، 42 منها (10 في المائة) نفذت ضد جنود وضباط، و206 اعتداءات نفذت ضد ممتلكات الفلسطينيين وتم خلالها إصابة المواطنين، و120 اعتداء جسديّاً على الفلسطينيين. وحسب معطيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن أكثر من 60 اعتداءً نفذه المستوطنون في الشهر الماضي، إثر مصرع فتى من «شبيبة التلال» الاستيطانية المعروفة باعتداءاتها العنيفة، الذي توفي قبل نحو الشهر، في حادث طرق إثر مطاردة شرطية لهم، بعدما رشقوا حجارة على سيارات فلسطينية في الضفة الغربية. وتنطوي هذه الأرقام على ارتفاع حاد عن الاعتداءات في سنة 2019، حيث وقع 265 اعتداء، بينها 29 على الجيش.
وكان المستوطن البالغ من العمر 45 عاماً، قد اعتدى بالضرب على قائد لواء غولاني في الجيش الإسرائيلي، العقيد أيوب كيوف، وهو عربي درزي، ولكمه على وجهه خلال تفريق مظاهرة للمستوطنين عند مفرق كفر قدوم على مدخل مستعمرة «كدوميم» اليهودية. وفسر هذا الاعتداء بالقول إن «الجنود استخدموا القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين، ومسوا بناتنا المتظاهرات المتدينات». ومع أن المعتدي ادعى أنه لم يكن يعرف من الضابط وما درجته، فإن مصادر في الجيش رفضت الادعاء، وقالت إن «هذا المستوطن ينتمي إلى مجموعة متطرفة جداً تمارس العنف ولن تتردد في ممارسة الإرهاب». وذكرت هذه المصادر أن العقيد أيوب كيوف، كان قد تعرض للضرب قبل سنة بالضبط على يد مستوطنين متطرفين من مستوطنة «يتسهار»، قرب نابلس، كانوا يحرقون أشتال الزيتون في الكروم الفلسطينية. وفي حينه أيضاً، أدان الجيش الإسرائيلي العنف الجسدي واللفظي ضد جنوده، واعتبر الحدث خطراً للغاية وحذر من نهج لدى المستوطنين. إلا أن الواقع يدل على مواصلة هذه الاعتداءات، بشكل خاص ضد الفلسطينيين، بل إنها تشهد ارتفاعاً حاداً.
وتشير الأجهزة الأمنيّة إلى تصعيد في وقاحة وجرأة المستوطنين في هذه الاعتداءات، وتحذّر المستوى السياسي من أن «الصمت والتردد في الإدانة، من قبل الجهات اليمينية البارزة ضد العنف في الضفة الغربية، من المحتمل أن يؤدّيان إلى تصعيد كبير في الوضع». وكانت مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية قد حذرت في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من أن الشرطة «فقدت السيطرة» على مواجهة «عنف» تنظيم «شبيبة التلال» الإرهابي في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن تلك المصادر الأمنية الإسرائيلية، أن «صمت المستوى السياسي» على تصاعد عنف المستوطنين «يفسّر على أنه موقف داعم» لهذه الاعتداءات. وحذرت يومها، من أن «الإرهاب اليهودي في الضفة قد ينتهي إلى وقوع كارثة وسقوط قتلى». وقالت إن «الشرطة مرتدعة وعناصرها يخشون الخروج من الدوريات ووقف مثيري الشغب».
قلق من ارتفاع اعتداءات المستوطنين على الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين
إثر الاعتداء بالضرب على قائد لواء غولاني
قلق من ارتفاع اعتداءات المستوطنين على الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة