«بوكو حرام» تستبق تجمعا انتخابيا للرئيس بمجزرة في شمال نيجيريا

المسلحون قتلوا 15 شخصا بينهم أطفال ثم أضرموا النار في القرية ولاذوا بالفرار

عنصر أمن  يفتش مواطنا نيجيريا في إحدى القرى التي شهدت هجوم }بوكو حرام}
عنصر أمن يفتش مواطنا نيجيريا في إحدى القرى التي شهدت هجوم }بوكو حرام}
TT

«بوكو حرام» تستبق تجمعا انتخابيا للرئيس بمجزرة في شمال نيجيريا

عنصر أمن  يفتش مواطنا نيجيريا في إحدى القرى التي شهدت هجوم }بوكو حرام}
عنصر أمن يفتش مواطنا نيجيريا في إحدى القرى التي شهدت هجوم }بوكو حرام}

استبقت حركة «بوكو حرام» المتشددة تجمعا انتخابيا كان مقررا أن ينظمه الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان مساء أمس في منطقة مايدوغوري بشمال شرقي البلاد، بتنفيذ مجزرة راح ضحيتها 15 قرويا. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن «الإرهابيين هاجموا قرية كامباري التي تبعد أقل من 5 كلم عن مايدوغوري عند نحو الساعة الخامسة صباحا، وقتلوا 15 شخصا وأضرموا النار في القرية بأكملها». وأضاف أنه «بعد جهود غير مثمرة لدخول مايدوغوري عبر كوندوغا، سلك الإرهابيون طريقا آخر وهاجموا كامباري».
وقالت امرأة من القرية إن 4 من أطفالها قتلوا. وأضافت المرأة التي قالت إن اسمها كيالو وهي الآن في مايدوغوري: «لقد قتلوا أبنائي الـ4 عندما هاجموا قريتنا وقت صلاة الفجر. أطلقوا النار على أبنائي وقتلوهم دون سبب. واضطررت إلى مغادرة القرية مع أحفادي لأنهم فقدوا منازلهم، وقتل المسلحون كبير القرية. وفي الحقيقة فقد أحصيت 15 جثة»، حسبما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس.
وتعرضت مايدوغوري والقرى المحيطة بها في المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة مرارا لهجمات من المتطرفين الذين بدأوا تمردهم الدموي على المناطق الشمالية التي تسكنها غالبية من المسلمين في 2009.
وجاء الهجوم الأخير قبيل تجمع انتخابي لجوناثان الطامح لإعادة انتخابه رئيسا في الانتخابات التي ستجري في 14 فبراير (شباط) في مايدوغوري. ويعد هذا أول تجمع في المدينة المضطربة بعد سلسلة من التجمعات الانتخابية في أنحاء نيجيريا. وتم تشديد الإجراءات الأمنية قبل التجمع، إذ تم نشر مئات رجال الشرطة المسلحين والكلاب البوليسية في مواقع استراتيجية. ويواجه جوناثان، وهو مسيحي من الجنوب، تحديا كبيرا من الحاكم العسكري السابق محمد بخاري، وهو مسلم له أنصار في شمال البلاد. وألغيت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس إلى مايدوغوري في مايو (أيار) من العام الماضي في اللحظات الأخيرة، حيث كان من المقرر أن يزور قرية شيبوك في ولاية بورنو النائية بعد أن خطف مسلحو «بوكو حرام» 276 طالبة من مدرسة في جريمة هزت العالم.
من ناحية أخرى، اقتحم مسلحون مجهولون موقعا لتجمع انتخابي للمعارضة في مدينة هاركورت الغنية بالنفط جنوب البلاد أمس، إلا أن الشرطة قالت إنه لم يقتل أحد في الهجوم. وقال دان باتور مفوض الشرطة في ولاية ريفرز إن الحادث وقع في اكرايكا عند الساعة الرابعة والنصف صباحا (3,30 تغ) قبل وقت طويل من بدء التجمع الانتخابي لحزب المؤتمر التقدمي لدعم مرشحه لمنصب الحاكم في انتخابات 28 فبراير المقبل. وشاب العنف الانتخابات السابقة في نيجيريا منذ استقلالها عن بريطانيا في 1960، وصدرت تحذيرات من تكرر الاشتباكات التي شهدتها انتخابات 2011 والتي خلفت مئات القتلى.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.