محققون: الطائرة الإندونيسية تحطمت بتأثير المياه

تحديد موقعي الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة وانتشال أشلاء

غواصون في «البحرية الإندونيسية» يحملون جزءاً من حطام الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
غواصون في «البحرية الإندونيسية» يحملون جزءاً من حطام الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
TT

محققون: الطائرة الإندونيسية تحطمت بتأثير المياه

غواصون في «البحرية الإندونيسية» يحملون جزءاً من حطام الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
غواصون في «البحرية الإندونيسية» يحملون جزءاً من حطام الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)

ذكر محققون إندونيسيون أن الطائرة طراز «بوينغ» المُحطمة، التي كان على متنها 62 شخصاً، التابعة لشركة «سريويجايا إير» للطيران، تحطمت بفعل تأثير المياه، ما يجعل من المستبعد تحطمها في الهواء، طبقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأحد).
ونقل رئيس اللجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا، سويرجانتو تجاهجونو، استنتاجه عبر رسالة نصية، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وحددت السلطات الإندونيسية، اليوم (الأحد)، موقعي الصندوقين الأسودين لطائرة «سريويجايا إير» التي تحطمت في البحر بعد قليل من إقلاعها من العاصمة جاكرتا، وفي الوقت نفسه انتُشلت أشلاء بشرية وأجزاء من الطائرة.
واختفت الطائرة «بوينغ 737 - 500»، التي كانت في طريقها إلى مدينة بونتياناك عاصمة إقليم كاليمنتان الغربية، أمس (السبت)، وعلى متنها 62 من الركاب وأفراد الطاقم، من شاشات الرادار بعد 4 دقائق من إقلاعها.
وقال رئيس اللجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا، سويرجانتو تجاهجونو، إنه تم تحديد موقعي الصندوقين الأسودين لطائرة الرحلة «إس جي 182»، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال قائد الجيش هادي تجاهجانتو، دون أن يحدد إطاراً زمنياً: «نأمل في أن نتمكن من انتشالهما قريباً».
وقال مسؤول في البحث والإنقاذ إن البحث سيستمر ليلاً، لكن الجهود ستقتصر على مسح بالموجات الصوتية تنفذه الزوارق.
وهو أول حادث كبير لطائرة في إندونيسيا منذ تحطم طائرة شركة «ليون إير» من طراز «بوينغ 737 ماكس» في عام 2018، والذي أودى بحياة 189 من الركاب وأفراد الطاقم. وتحطمت تلك الطائرة أيضاً في بحر جاوة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار «سوكارنو هاتا».
ونقل منقذون أجزاء من الحطام إلى جاكرتا، من بينها رادار مقياس الارتفاع، ومظلة طوارئ، وقطعة يُشتبه أنها انفصلت عن الجزء السفلي من ذيل الطائرة، حسبما قال نوركاهيو أوتومو المسؤول في اللجنة الوطنية لسلامة النقل.
وعُثر على قطعة معدنية ملتوية مطلية باللونين الأزرق والأحمر لطائرات الشركة. وقالت السلطات إنها انتُشلت من عمق 23 متراً بالقرب من مجموعة جزر قبالة ساحل جاكرتا. وقالت السلطات الإندونيسية إنها انتشلت أيضاً أشلاء بشرية وملابس.
وطلبت الشرطة من أفراد أسر الضحايا تقديم معلومات مثل سجلات الأسنان وعينات الحمض النووي الوراثي (دي إن إيه) للمساعدة في التعرف على أصحاب الجثث.
وكان في الطائرة 12 من أفراد الطاقم و50 راكباً، جميعهم إندونيسيون، وبينهم 10 أطفال.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الإندونيسية من مخاطر هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية قد تعرقل جهود البحث والإنقاذ.
والطائرة «بوينغ 737 - 500» التي أُنتجت قبل نحو 27 عاماً أقدم من «بوينغ 737 ماكس» التي تحاصرها المشكلات.
وقالت شركة «بوينغ»، في بيان: «نحن على اتصال مع شركة الطيران، ومستعدون لدعمهم خلال هذا الوقت العصيب... مشاعرنا مع الطاقم والركاب وعائلاتهم».


مقالات ذات صلة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

أوروبا صورة مثبتة من مقطع فيديو يظهر تحطم الطائرة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

قال وزير الدفاع البلغارى أتاناس زابريانوف اليوم (الجمعة) إن طائرة تدريب عسكرية تحطمت في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل الطيارين.

«الشرق الأوسط» (صوفيا )
أوروبا زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف-16» (أ.ب)

تحطم طائرة أوكرانية من طراز «إف-16»

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرة أوكرانية من طراز «إف-16» تحطمت.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم قاذفة استراتيجية روسية فوق المياه المحايدة لبحر بيرنغ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من مقطع فيديو تم إصداره في 14 فبراير 2023 (رويترز)

طيار قتيل في تحطم القاذفة الروسية في سيبيريا

قُتل أحد طياري قاذفة روسية تحطمت في منطقة إيركوتسك في سيبيريا الروسية، على ما قال الحاكم المحلي إيغور كوبزيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)
أميركا اللاتينية صورة متداولة للطائرة المنكوبة (إكس)

سقوط طائرة تُقل 62 شخصاً في البرازيل... ولا ناجين

قال مسؤولون محليون إن طائرة تقل 62 شخصاً سقطت قرب ساو باولو في البرازيل، اليوم الجمعة، ليلقى جميع من كانوا على متنها حتفهم.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».