بسبب كارثة «737 ماكس»... «بوينغ» توافق على غرامات بأكثر من 5.2 مليار دولار

طائرة «بوينغ 737 ماكس» (الشرق الأوسط)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» (الشرق الأوسط)
TT

بسبب كارثة «737 ماكس»... «بوينغ» توافق على غرامات بأكثر من 5.2 مليار دولار

طائرة «بوينغ 737 ماكس» (الشرق الأوسط)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» (الشرق الأوسط)

قالت وزارة العدل الأميركية، أمس (الخميس)، إن شركة «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات وافقت على دفع أكثر من 5.2 مليار دولار لتسوية اتهامات جنائية بشأن طائرتها من طراز «737 ماكس» المثقلة بالأزمات.
وكان يُشتبه في أن «بوينغ» أسرعت في إدخال سلسلة طائرات من طراز «737 ماكس» الأكثر مبيعاً إلى السوق، وأهملت السلامة، بعد حادثين أسفرا عن مقتل ما مجموعه 346 شخصاً، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
ويتهم مسؤولو وزارة العدل الأميركية شركة «بوينغ» الآن باستخدام بيانات مضلِّلة لعرقلة قدرة الحكومة على ضمان سلامة السفر الجوي.
وقال ديفيد بيرنز من القسم الجنائي بوزارة العدل إن موظفي «بوينغ» وضعوا الأرباح قبل الأمانة، وحجبوا المعلومات عن إدارة الطيران الاتحادية الأميركية.
وذكرت «بوينغ»، في بيان، أن عقوبات وزارة العدل تتعلق بتصرفات اثنين من الموظفين السابقين.
وهناك مزاعم بأنهما ضللا عمداً لجنة إدارة الطيران الاتحادية الأميركية المسؤولة عن تدريب الطيارين بشأن تغييرات في نظام التحكم في طراز «737 ماكس».
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة ديف كالهون إن التسوية التي تم التوصل إليها الآن تظهر مدى أهمية التزامات «بوينغ» تجاه السلطات التنظيمية.
وأوضحت بوينغ أن جزءاً من الغرامات يشمل دفع 500 مليون دولار كتعويض إضافي لأسر ضحايا حادثتي «ليون إير» و«الخطوط الجوية الإثيوبية».
وتم تعليق طيران طراز «737 ماكس» في 2019، في أعقاب حادثين كبيرين؛ أحدهما بإندونيسيا في 2018 والآخر بإثيوبيا في2019.
واعتبر أن السبب الرئيسي للحوادث هو خلل في برمجيات التحكم التي وجهت الطائرات نحو الأرض، ولم يتمكن الطيارون من التغلب على الإعدادات التلقائية.
وأدت تداعيات الحوادث إلى إيقاف تشغيل الطائرة في جميع أنحاء العالم، واستقالة الرئيس التنفيذي دنيس مويلينبرغ، وإجراء تحقيق جنائي، وكانت أكبر ضربة مالية لـ«بوينغ» في تاريخها الممتد لـ104 سنوات.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.