حمية الـ«فايكينغ» تخفض الوزن والسكر والضغط

السالمون من الأسماك التي يوصي الأطباء بأكلها
السالمون من الأسماك التي يوصي الأطباء بأكلها
TT

حمية الـ«فايكينغ» تخفض الوزن والسكر والضغط

السالمون من الأسماك التي يوصي الأطباء بأكلها
السالمون من الأسماك التي يوصي الأطباء بأكلها

* تعاني شريحة كبيرة من سكان منطقتنا من أمراض السكر وضغط الدم العالي المصحوبة بزيادة الوزن، خصوصا في مرحلة منتصف العمر بعد الأربعينات. وتعود معظم هذه الحالات إلى انتشار الأكلات السريعة والمشروبات الغازية والوجبات الدسمة والحلويات. وفيما ينصح الأطباء بحمية صحية تخفض من استهلاك هذه الأنواع من الأغذية كشف بحث أكاديمي من جامعة فنلندا أن الحمية التي كان يتبعها أجدادهم في منطقة اسكندنافيا، ويعرفون بقبائل الـ«فايكينغ»، هي الحل الأمثل للتخلص من الخطر الثلاثي الذي يمثله السكر والضغط العالي والوزن الزائد.
وتعتمد حمية الـ«فايكينغ» على تناول الأسماك، وخصوصا السالمون، ثلاث مرات أسبوعيا، بالإضافة إلى الحبوب والفواكه الطازجة واللحوم البيضاء مثل الدواجن ومنتجات الألبان منخفضة الدسم. وتوصلت الدراسة إلى هذه النتيجة بدراسة أسلوب معيشة قبائل الـ«فايكينغ» ومعدل الصحة السائد بينهم تاريخيا حيث انخفضت معدلات الأمراض بينهم وكانت حالات السمنة بينهم نادرة.
وتشير الدراسة الفنلندية إلى أن الحمية الاسكندنافية تحافظ على صحة الجينات وبالتالي تحافظ على معدل التمثيل الغذائي في الجسم. وتتبع هذه الدراسة بحث أكاديمي آخر قامت به جامعة كوبنهاغن في العام الماضي. وأظهر البحث عبر تجربة عملية أن العينة من المتطوعين الذين اتبعوا حمية الـ«فايكينغ» لمدة 6 أشهر نجحوا في خفض وزنهم ومعدل ضغط الدم لديهم مقارنة بهؤلاء الذين اتبعوا حمية غذائية عادية.
ومن المتوقع أن تنتشر هذه العام حمية الـ«فايكينغ» في أوروبا كأسلوب للمحافظة على الصحة العامة خصوصا وأنها تنتشر بالفعل في المنطقة الاسكندنافية في المطاعم الفاخرة ويقدمها طهاة مشهورون في كوبنهاغن.
وكانت بداية البحث عن بدائل في عام 2004 عندما دعت مجموعة من الطهاة في الدنمارك إلى مؤتمر لمناقشة انتشار الأطعمة السريعة واستخدام المواد الحافظة والمعلبة. ودعا الطهاة إلى اعتماد أسلوب غذائي جديد يعتمد على الأغذية الطازجة بسيطة التحضير والعودة إلى جذور الغذاء الصحي الذي كان منتشرا في المنطقة قبل وصول المطاعم السريعة.
ووافقت الحكومات الاسكندنافية على الحمية الغذائية المقترحة كأساس للغذاء الصحي في عام 2005 وأصدرت بعض الإرشادات للتوجه نحو الخضراوات والفواكه الطازجة والأسماك والحبوب بأنواعها.
ولدى انتشار هذه الحمية اتبعها بعض الصحافيين للتأكد من صحتها وأكدت كاتبة في مطبوعة «فوغ» الشهيرة أنها فقدت نحو كيلوغرامين في أسبوعين بعد اتباع الحمية الجديدة. وأضافت الكاتبة واسمها كيت كريستنسن أن الفارق الأكبر في اتباع هذه الحمية هو شعورها بتحسن في صحتها العامة. وقالت إنها اتبعت بعض التمرينات الرياضية التي ساهمت أيضا في خفض الوزن خلال الفترة نفسها.
وانتشرت الحمية خلال العام الماضي في بريطانيا وزادت مبيعات متاجر اسكندنافية في لندن بنسبة 33 في المائة كما توجد الكثير من المنافذ على الإنترنت التي تبيع الأطعمة الاسكندنافية مباشرة إلى المستهلك.
وتقع الحمية الاسكندنافية الآن في الموقع الثاني صحيا بعد حمية البحر الأبيض المتوسط التي تعتمد على خفض الدهون والاعتماد على زيت الزيتون والأسماك واللحوم والخضراوات والفواكه.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».