البعثة الأممية تعلن عودة الاجتماعات الليبية المباشرة في جنيف

تزامناً مع استكمال انتخابات المجالس البلدية في غرب البلاد

جانب من الانتخابات المحلية ببلديتي سواني بن آدم وقصر الأخيار (اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية)
جانب من الانتخابات المحلية ببلديتي سواني بن آدم وقصر الأخيار (اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية)
TT

البعثة الأممية تعلن عودة الاجتماعات الليبية المباشرة في جنيف

جانب من الانتخابات المحلية ببلديتي سواني بن آدم وقصر الأخيار (اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية)
جانب من الانتخابات المحلية ببلديتي سواني بن آدم وقصر الأخيار (اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية)

عقب انتهاء اللقاء الافتراضي الثاني للجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي، أعلنت المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني ويليامز، عن عودة الاجتماعات المباشرة في جنيف الأسبوع المقبل، بين الأفرقاء الليبيين، وفي غضون ذلك توافد الناخبون أمس على مراكز الاقتراع للمشاركة في انتخابات المجلس البلدية بأربع مناطق في غرب البلاد.
وقالت ويليامز مساء أول من أمس إن لقاء اللجنة الاستشارية «استعرض عدداً من المقترحات حول آلية الاختيار، وإجراءات الترشيح للسلطة التنفيذية الجديدة»، ومناقشتها من جانب أعضاء اللجنة، معربة عن تقديرها «للجو الإيجابي جداً والتشاركي، الذي ساد المناقشات، وأكدت مجدداً على الحاجة الملحة للخروج من الانسداد الحالي، والإسراع في عملية توحيد السلطة التنفيذية». كما كشفت ويليامز أن المشاركين «اتفقوا على مواصلة الحوار خلال الأيام المقبلة، وعقد اجتماعات مباشرة في جنيف الأسبوع المقبل».
وكانت ويليامز قد أعلنت في الثالث من يناير (كانون الثاني) الجاري، عن تأسيس اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي؛ وهي اللجنة المعنية بمناقشة القضايا المتعلقة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة في البلاد. وتتكون من 18 عضواً، يمثلون غالبية مكونات المجتمع الليبي.
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، موسى فرج، إن جميع أعضاء اللجنة الاستشارية لديهم قناعة بأنه «لا بد من الوصول إلى آلية يتم بموجبها اختيار السلطة التنفيذية الجديدة، وعرضها على المشاركين في الحوار السياسي». مشيرا إلى أن «الخلاف يتمحور الآن حول من الذي يشغل المناصب العليا بالبلاد على اتجاهين: الأول يميل إلى أن تتحكم الأقاليم الثلاثة، كل واحد على حدة، بالمنصب المخصص له دون مشاركة الآخرين، أما الثاني فيتمسك بفتح باب الترشح داخل كل إقليم لأكثر من مترشح، كي تكون هناك فرصة للمفاضلة وللتنافس بينهم».
وتعمل البعثة الأممية لدى ليبيا على مسارات عدة بين الأفرقاء الليبيين، بهدف التقريب بينهم في اختيار السلطة التنفيذية الموحدة، وإنهاء الفترة الانتقالية بالاتجاه نحو إجراء انتخابات رئاسية ونيابية، في الـ24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
كما تحدثت ويليامز مساء أول من أمس عن تفاصيل اجتماعات مجموعة العمل الاقتصادية المعنية بليبيا، التي عقدت عبر الاتصال المرئي، إلى جانب أعضاء الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الاقتصادية، وهم سفراء مصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إضافة إلى واضعي السياسات الاقتصادية الليبيين.
وقالت البعثة الأممية في بيان أصدرته مساء أول من أمس، إن الاجتماع استهدف «متابعة سلة الإصلاحات التي نوقشت في جنيف»، مشيرة إلى «ترحيب الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الاقتصادية «بتعزيز التعاون والتواصل بين المؤسسات الاقتصادية والمالية الليبية».
وثمنت «التواصل المتزايد بين وزارتي المالية وفرعي مصرف ليبيا المركزي في طرابلس والبيضاء، الذي التأم للمرة الأولى في 16 ديسمبر الماضي، بعد ست سنوات من التعطيل.
ورأت البعثة أن «هذا التعاون المتجدد من شأنه أن يمكّن المؤسسات الليبية من تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، التي تأخرت كثيراً»، متوقعة أن «يسهم قرار مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بتوحيد سعر الصرف، الذي تم تنفيذه في 3 يناير الجاري، في تعزيز قيمة الدينار الليبي، وتخفيض أسعار السلع الأساسية، والحد من عمليات غسل الأموال والفساد، بالإضافة إلى ضمان تعامل جميع الجهات الاقتصادية بنفس سعر الصرف».
في موازاة ذلك، أجريت أمس انتخابات المجالس البلدية في أربع مناطق بغرب ليبيا، وهي بلديات سواني بن آدم وقصر الأخيار وزليتن. بالإضافة إلى حي الأندلس بالعاصمة.
وتوافد الناخبون على مراكز الاقتراع منذ صباح أمس للإدلاء بأصواتهم، وسط إجراءات احترازية ووقائية بسبب فيروس «كورونا المستجد». فيما تجول رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، سالم بن تاهية، ورئيس اللجنة الفرعية، عبد الغني أبو سنينة، على عدد من مراكز الاقتراع ببلدية زليتن للوقوف على سير العملية الانتخابية، ومدى التزام الموظفين والناخبين بالإجراءات الاحترازية ضد جائحة «كورونا».
وسبق أن أجريت في نهاية مارس (آذار) 2019 انتخابات محلية في تسع بلديات غرب البلاد، في تجربة لم تستكمل بسبب الحرب على طرابلس، التي اندلعت في الرابع من أبريل (نيسان) العام الماضي، علماً بأنه يوجد في ليبيا قرابة 70 مجلساً بلدياً من أصل 99 مجلساً، لا تزال تحاول عقد انتخاباتها في ظل نقص التمويل من حكومة «الوفاق»، التي تدعمها الأمم المتحدة، وعراقيل أمنية عدة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).