«التعديل الـ25» قد يُنهي حكم ترمب مبكراً

رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تصفق بعد إلقاء ترمب خطابه حول حالة الاتحاد في فبراير (شباط) الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تصفق بعد إلقاء ترمب خطابه حول حالة الاتحاد في فبراير (شباط) الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

«التعديل الـ25» قد يُنهي حكم ترمب مبكراً

رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تصفق بعد إلقاء ترمب خطابه حول حالة الاتحاد في فبراير (شباط) الماضي (أرشيفية - رويترز)
رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي تصفق بعد إلقاء ترمب خطابه حول حالة الاتحاد في فبراير (شباط) الماضي (أرشيفية - رويترز)

واجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، عدداً متزايداً من الدعوات لتنحيته من منصبه بموجب التعديل الـ25 في الدستور الأميركي بعد تحريضه أنصاره على العنف واقتحامهم مبنى الكابيتول في واشنطن.
واعتُمد التعديل الـ25 عام 1967. وهو يحدّد الأحكام الخاصة بنقل السلطة من رئيس أميركي يُتوفّى أو يستقيل أو يُعزل من منصبه، أو يكون لأسباب أخرى، كأن يكون غير قادر على أداء واجباته.
حتى الآن، استُخدم التعديل فقط في حالة رؤساء خضعوا لعملية جراحية، وذلك بهدف نقل السلطة موقتاً إلى نوابهم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كان هناك حديث عن احتمال استخدام ترمب للتعديل، عندما مرض بـ«كوفيد 19». لكنّه في النهاية لم يتّخذ هذا الإجراء.
حالياً، يقود تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، المناشدات الموجّهة لنائب الرئيس مايك بنس لاستخدام هذا التعديل في الأيام الأخيرة من ولاية ترمب التي تنتهي في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وتحدث شومر وبيلوسي وآخرون من داخل الحكومة وخارجها بعد المشاهد الصادمة التي تلت تجاوز حشد غاضب ومسلّح بتحريض من ترمب نقاط الأمن في مبنى الكابيتول لينشروا فيه الفوضى طيلة ساعات، أمس (الأربعاء)، ويعطلوا الجلسة الإجرائية التي ثبّت خلالها الكونغرس فوز جو بايدن في انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني) ليصير رسمياً الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وقال شومر، في بيان: «ما حدث في مبنى الكابيتول أمس كان تمرّداً على الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس. هذا الرئيس يجب ألا يبقى في منصبه، ولو ليوم واحد بعد الآن». وأضاف: «إذا رفض نائب الرئيس ومجلس الوزراء القيام بذلك، فينبغي على الكونغرس أن يجتمع لعزل الرئيس».
وبدأ المشترعون الأميركيون بمعاينة مسألة نقل السلطة من الرئيس في أواخر خمسينات القرن الماضي لدى اعتلال صحة الرئيس دوايت دي أيزنهاور. وبات الأمر أكثر إلحاحاً بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963 ووافق الكونغرس على التعديل الـ25 عام 1965، وصادقت عليه ثلاثة أرباع الولايات الأميركية الخمسين، بعد ذلك بعامين، كما هو مطلوب.
ويتناول القسم 3 من التعديل الـ25 نقل السلطات الرئاسية إلى نائب الرئيس عندما يعلن الرئيس أنه غير قادر على تحمّل أعباء منصبه. ويتناول القسم 4 موقفاً يقرّر فيه نائب الرئيس، وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء، أن الرئيس لم يعد قادراً على أداء واجباته، ولم يسبق أن تمت الاستعانة بهذا القسم.

* 3 مناسبات

القسم 3 استخدم ثلاث مرات، الأولى في يوليو (تموز) 1985 عندما خضع الرئيس رونالد ريغان لجراحة تحت التخدير العام لإزالة ورم سرطاني من أمعائه الغليظة.
ويومها عُيّن نائب الرئيس، جورج بوش الأب، رئيساً بالوكالة لثماني ساعات، بينما خضع ريغان لمبضع الجراح.
ونقل الرئيس جورج دبليو بوش السلطة موقتاً إلى نائبه ديك تشيني في يونيو (حزيران) 2002، وفي يوليو 2007 أثناء خضوعه لتنظير روتيني للقولون تحت التخدير.
وبعد إصابة ريغان بجروح خطيرة في محاولة اغتيال عام 1981، تم إعداد خطاب يستحضر القسم 3، لكنه لم يُرسل إلى الكونغرس.
وبموجب القسم 3، فإن الرئيس يبلغ الرئيس الذي سيتولى السلطة موقتاً، أو الرئيس الآني لمجلس الشيوخ، وهو حالياً الجمهوري تشاك غراسلي، ورئيس مجلس النواب، وهي حالياً الديمقراطية نانسي بيلوسي، خطياً بأنه غير قادر على ممارسة مهمات منصبه، وأنه سينقل السلطة موقتاً إلى نائب الرئيس.
وبموجب المادة 4، يتولى نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء إبلاغ قادة مجلسي الشيوخ والنواب بأن الرئيس غير قادر على أداء واجباته، وأن نائب الرئيس سيصبح رئيساً بالنيابة.
وقال النائب الجمهوري آدم كينزينغر، من إلينوي، بعد الفوضى التي حدثت الأربعاء في واشنطن: «حان الوقت لاستحضار التعديل الـ25 وإنهاء هذا الكابوس» وأضاف: «الرئيس غير مؤهل، الرئيس مريض».
وإذا اعترض الرئيس على وصفه بأنه غير قادر على القيام بعمله، يُناط مصيره بالكونغرس الذي يتعيّن عليه التصويت بأغلبية الثلثين في كل من مجلسي النواب والشيوخ لإعلان أن الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه.
وادّعى النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أندرو ماكابي أن نائب المدعي العام السابق رود روزنستاين أثار إمكان استحضار القسم 4 ضدّ ترمب، بعد أن أقال الأخير فجأة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي في مايو (أيار) 2017، لكن روزنستاين نفى هذا الادعاء.


مقالات ذات صلة

مسؤولون أميركيون: الرياض وواشنطن تؤسسان لاتزان إقليمي وتدفقات اقتصادية

تحليل إخباري العلمان السعودي والأميركي يرفرفان في العاصمة الرياض أثناء زيارة ترمب للمملكة في مايو الماضي (بشير صالح)

مسؤولون أميركيون: الرياض وواشنطن تؤسسان لاتزان إقليمي وتدفقات اقتصادية

تكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، إلى الولايات المتحدة، أهمية قصوى بوصفها نقطة محورية لإعادة ضبط شاملة للعلاقات الثنائية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يجلسون بجوار النار في وسط قطاع غزة (رويترز) play-circle

ترمب يرحّب بقرار مجلس الأمن بشأن غزة... و«حماس» ترفضه

رفضت حركة «حماس» الفلسطينية، يوم الاثنين، إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة، يؤيد خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي (الشرق الأوسط)

خاص "جونز هوبكنز أرامكو" يعزز الاستثمارات الأميركية والرعاية الصحية السعودية

أكدت الدكتورة نفيسة الفارس، مديرة مركز طب الأورام في «مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي»، أن المركز يسهم في رفع مستوى المنافسة داخل القطاع الصحي.

آيات نور (الرياض)
تحليل إخباري مقصورة القائد في مقاتلة «إف 35» (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري السعودية الدولة الـ21 في نادي المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم

جعل إعلان ترمب موافقته على بيع مقاتلات «إف 35» للسعودية، المملكة، الدولة الحادية والعشرين التي تشارك في تملك المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم.

مساعد الزياني (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة في مطار بالم بيتش في طريق عودته إلى البيت الأبيض الأحد (أ.ب)

ترمب «سيتحدث» إلى الرئيس الفنزويلي ويلمح إلى «ضرب» المكسيك

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين أنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع تصاعد التوتر بسبب الانتشار العسكري الأميركي قبالة فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصين تسعى لمزيد من التعاون مع روسيا في الطاقة والزراعة

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين (يمين) يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين (يمين) يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ (إ.ب.أ)
TT

الصين تسعى لمزيد من التعاون مع روسيا في الطاقة والزراعة

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين (يمين) يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين (يمين) يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، يوم الاثنين، إن الصين مستعدة لتعميق التعاون مع روسيا في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمارات الأخرى.

جاء ذلك خلال اجتماعه مع نظيره الروسي ميخائيل ميشوستين في موسكو، حيث نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لي قوله لرئيس الوزراء الروسي إن الصين ترحّب بالمزيد من المنتجات الزراعية والغذائية من روسيا.

وقالت «شينخوا» في تقريرها نقلاً عن لي إن الصين تأمل أيضاً أن توفر روسيا المزيد من التسهيلات للشركات الصينية للاستثمار والعمل هناك.


للمرة الأولى... العلم الفلسطيني يرفرف على مبنى بلدية تورونتو الكندية

رجل يتحدث أثناء تجمع الناس دعماً للفلسطينيين بينما يرفرف العلم الفلسطيني في تورونتو بكندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)
رجل يتحدث أثناء تجمع الناس دعماً للفلسطينيين بينما يرفرف العلم الفلسطيني في تورونتو بكندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)
TT

للمرة الأولى... العلم الفلسطيني يرفرف على مبنى بلدية تورونتو الكندية

رجل يتحدث أثناء تجمع الناس دعماً للفلسطينيين بينما يرفرف العلم الفلسطيني في تورونتو بكندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)
رجل يتحدث أثناء تجمع الناس دعماً للفلسطينيين بينما يرفرف العلم الفلسطيني في تورونتو بكندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)

رُفع العلم الفلسطيني على مبنى بلدية تورونتو، الاثنين، للمرة الأولى منذ اعتراف الحكومة الفيدرالية بدولة فلسطين في سبتمبر (أيلول).

وانضمت كندا إلى مجموعة من الدول الغربية، من بينها بريطانيا وفرنسا، في الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة أثارت غضب كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وبعد ذلك، نجح «المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين» (International Center Of Justice for Palestinians)، الذي ينتمي للمجتمع المدني، في تقديم التماس من أجل رفع العلم الفلسطيني على مبنى بلدية تورونتو، واصفاً الأمر بأنّه «خطوة رمزية للتضامن»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أناس يتجمّعون دعماً للفلسطينيين بينما يرفرف العلم الفلسطيني في تورونتو بكندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)

وقالت بلدية تورونتو إنّها وافقت على الالتماس، إذ إنّ رفع العلم يأتي بعد اعتراف أوتاوا بـ«دولة فلسطين في 21 سبتمبر».

وأضافت أنّه سيتم إنزال العلم في وقت لاحق الاثنين. وقوبلت هذه الخطوة بجهود عديدة لمنعها.

وقال عضو مجلس مدينة تورونتو جيمس باستيرناك الأسبوع الماضي، إنه حث البلدية على «إلغاء القرار المثير للانقسام وغير المبرر» المتمثل بالسماح برفع العلم.

كذلك، حذّرت منظمة «بني بريث» البارزة في مجال الدفاع عن حقوق اليهود، من أن القرار «سيتسبب عن غير قصد في الانقسام والتوتر».

وأثناء الحدث الذي حضره مئات الأشخاص في وسط تورونتو، كان هناك عدد من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. وقالت الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّه تمّ توقيف شخص، ولكنها لم تقدّم أي تفاصيل إضافية.


«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
TT

«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)

ندّدت «غرينبيس»، اليوم (الأحد)، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بـ«تكثّف» المبادلات النووية بين فرنسا وروسيا في خضمّ الحرب في أوكرانيا، بعدما رصدت أمس في دنكيرك حمولة من اليورانيوم المستردّ من إعادة المعالجة النووية موجّهة إلى روسيا.

ووثّق الفرع الفرنسي من المنظمة، أمس، في دنكيرك تحميل عشرات الحاويات المزوّدة بلواصق للمواد الإشعاعية على متن سفينة الشحن ميخائيل دودان.

وأفادت المنظمة غير الحكومية بأن هذه السفينة التي ترفع علم بنما غالباً ما تقصد دنكيرك مزوّدة بيورانيوم مخصّب أو يوارنيوم طبيعي محمّل من سانت بطرسبرغ. لكنها المرّة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات التي ترصد فيها «غرينبيس» صادرات يورانيوم مستردّ من إعادة المعالجة النووية إلى روسيا.

وقالت بولين بواييه المكلّفة بالحملة النووية في «غرينبيس فرنسا»، في تصريحات للوكالة، إن الأمر «ليس غير قانوني، لكنه غير أخلاقي».

وشدّدت على ضرورة أن «تفسخ فرنسا عقودها مع (روساتوم)، وهي مؤسسة تابعة للدولة (الروسية) تحتلّ منذ أكثر من ثلاث سنوات محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية» الأكبر من نوعها في أوروبا «وهي سابقة في تاريخ الحروب».

وفي عام 2018، أبرمت شركة الكهرباء الفرنسية (EDF) عقداً بقيمة 600 مليون يورو مع «تينيكس» التابعة لـ«روساتوم» بهدف «إعادة تدوير اليورانيوم المستردّ». ولا تخضع هذه العمليات للعقوبات الدولية التي تستهدف روسيا.

وتملك «روساتوم» الموقع الوحيد في العالم حيث يمكن تحويل اليورانيوم المستردّ قبل إعادة التخصيب التي قد تنفّذ في روسيا أو هولندا لتتحوّل المادة إلى يورانيوم مستردّ مخصّب.

ويعاد إرسال ما لا يتخّطى 10 في المائة من اليورانيوم الذي أعيد تخصيبه من روسيا إلى فرنسا حيث يستخدم في محطّة كروياس النووية وهي الوحيدة التي تعمل مع هذا النوع من اليورانيوم، حسب «غرينبيس».

ولم تتلقَّ الوكالة ردوداً على الاستفسارات التي وجّهتها إلى كلّ من وزارة الطاقة الفرنسية وشركة الكهرباء الفرنسية و«أورانو» التي تتعامل بدورها مع «روساتوم».

وأشارت «غرينبيس» إلى أن الحكومة الفرنسية «طلبت من شركة الكهرباء وقف صادرات اليورانيوم المستردّ إلى روسيا في 2022» بعد كشف المنظمة غير الحكومية عن إرسال يورانيوم مستردّ إلى روسيا بعيد غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا.

وفي مارس (آذار) 2024، قالت الحكومة الفرنسية إنها تنظر «بجدّية» في فكرة تشييد موقع «في فرنسا» لتحويل اليورانيوم المستردّ وإعادة تخصيبه.