سلطات طرابلس تكافح الفيروس بمراقبة «الإجراءات الاحترازية» في الأسواق

جانب من حملة لمراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية في أسواق طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة لمراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية في أسواق طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
TT

سلطات طرابلس تكافح الفيروس بمراقبة «الإجراءات الاحترازية» في الأسواق

جانب من حملة لمراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية في أسواق طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة لمراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية في أسواق طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

كثفت سلطات العاصمة الليبية طرابلس من مراقبة الأسواق الشعبية والمحال التجارية لمتابعة تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لمحاصرة وباء «كورونا»، في وقت تعاني مستشفيات العزل في بلدية غدامس (جنوب البلاد) من نقص الأطقم الطبية، مع تصاعد وتيرة الإصابات في عموم ليبيا.
وسجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، أمس (الأربعاء)، حصيلة تراكمية بلغت 102880 إصابة، ووفاة 1546 حالة، لكنه رصد ارتفاعاً ملحوظاً في معدل المواطنين الذين استجابوا لبروتوكول العلاج وصل إلى 77435 متعافياً.
وأشار المركز الوطني، ومقره طرابلس، إلى أن 15 مختبراً بالبلاد أظهرت إيجابية 424 عينة، بعد فحص جميع العينات التي تسلمتها، بتقنية «Real Time PCR»، وجاءت العاصمة الأعلى في معدل الإصابة بـ130 إصابة، تلتها مصراتة بـ34 حالة.
وقال المركز الوطني إن الحملة التي أطلقتها وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» لليوم الثاني، أمس، بالتعاون مع المركز، والحرس البلدي، استهدفت مراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للأسواق الشعبية والجزارين والصيدليات والمخابز والمحلات التجارية، وغيرها من المحلات للحد من انتشار فيروس «كورونا» ومكافحته.
في السياق ذاته، اشتكى عميد بلدية غدامس قاسم المانع، من نقص الأطقم الطبية في مراكز العزل والمستشفيات بالبلدية، مشيراً إلى أنه خاطب وزارة الصحة «لكنه لم يتلقَّ رداً إيجابياً حتى الآن».
وتحدث المانع في تصريحات صحافية أيضاً عن نقص مخزون أسطوانات الأكسجين، وبعض المستلزمات الطبية، لافتاً إلى تأخر صرف المكافآت الطبية للعناصر الطبية.
ولمواجهة أي نقص في أسطوانات الأكسجين، خصصت الحكومة المؤقتة بشرق ليبيا، 12 مليون دينار لوزارة الصحة لتغطية قيمة توريد وتركيب محطات أكسجين لبعض المستشفيات في بعض البلديات.
وفي ظل إجراءات احترازية مشددة، بدأ العام الدراسي الجديد في بعض مناطق شمال غربي ليبيا، واستقبلت مدارس بني وليد التلاميذ بالتعقيم والتشديد على ارتداء الكمامات، والتباعد بينهم في الفصل الدراسي، واقتصرت الدراسة على 3 أيام فقط في الأسبوع.
في غضون ذلك، تسلمت حكومة «الوفاق» أجهزة ومعدات طبية من جمهورية كوريا الجنوبية لدعم المستشفيات الليبية في مواجهة فيروس «كورونا المستجد»، وأشارت وزارة الخارجية في بيان مساء أول من أمس، إلى أن الشحنة دخلت البلاد عن طريق مطار معيتيقة الدولي، بالتنسيق بين وزارة الخارجية وسفارة كوريا في ليبيا.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.