جل «ذكي» يتغيّر شكله عند تعرضه للضوء

الخلايا متغيرة اللون في الأخطبوط ألهمت مهندسي روتجرز
الخلايا متغيرة اللون في الأخطبوط ألهمت مهندسي روتجرز
TT

جل «ذكي» يتغيّر شكله عند تعرضه للضوء

الخلايا متغيرة اللون في الأخطبوط ألهمت مهندسي روتجرز
الخلايا متغيرة اللون في الأخطبوط ألهمت مهندسي روتجرز

استوحى مهندسو جامعة «روتجرز» الأميركية من رأسيات الأرجل مثل الحبار والأخطبوط، والتي يتغير لون جلدها، جلاً ذكياً ثلاثي الأبعاد يغير شكله عند تعرضه للضوء، وهو مادة يمكن أن تدخل في عده تطبيقات منها الملابس العسكرية من أجل التمويه.
وتستخدم رأسيات الأرجل خلايا متخصصة موزعة على جلدها الناعم لتغيير لون الجلد ونمطه، تسمى «كروماتوفورات»، ويتكون كل «كروماتوفور» من كيس مركزي يحتوي على حبيبات من الأصباغ وعضلات نصف قطرية تحيط بالكيس، ويؤدي تقلص العضلة إلى تمدد الكيس المركزي في المنطقة، مما يجعل لون الصباغ أكثر وضوحاً، ومع تشغيل «الكروماتوفورات» بشكل فردي، يمكن أن تخلق رأسيات الأرجل أنماطاً معقدة للغاية من ألوان البشرة، والتي تستخدمها لوظائف رائعة بما في ذلك التمويه والتواصل.
وباستخدام فكرة مستوحاة من هذه الآلية، توصل فريق روتجرز إلى جل صناعي يمكنه تعديل نمط لونه استجابة للضوء، وتم الإعلان عن ذلك في العدد الأخير من دورية «إيه سي إس - أبلايد ماتريل آند إنترفاسيس».
ويقوم هذا الجل الصناعي على دمج مادة نانوية حساسة للضوء في هيدروجيل حمض الأكريليك، مع وجود مادة قابلة للتمدد، بما يحول الجل إلى «عضلة اصطناعية» تتقلص استجابة للتغيرات في الضوء.
واستخدام الهلاميات المائية (الجل) التي تحافظ على شكلها وتبقى صلبة رغم احتوائها على الماء، توجد في جسم الإنسان وفي الصناعات الغذائية مثل (الجيلي) والحفاضات والعدسات اللاصقة، ولكن الجديد في الاختراع الجديد أنه يتفاعل مع الضوء ويغير شكلة نتيجة لذلك، كما يؤكد.
ويقول هوون لي، أستاذ مساعد بقسم الهندسة الميكانيكية والفضاء في كلية الهندسة بجامعة روتجرز في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة «هناك العديد من التطبيقات لهذا الاختراع مثل استخدامه في الملابس العسكرية من أجل التمويه، أو عند صناعة الشاشات الإلكترونية».
ويضيف: «الشاشات الإلكترونية موجودة في كل مكان، ورغم التطورات الملحوظة، مثل أن تصبح أرق وأكبر وأكثر إشراقاً، إلا أنها تستند إلى مواد صلبة، مما يحد من الأشكال التي يمكن أن تتخذها». وتشمل الخطوات التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي هي تحسين حساسية التكنولوجيا ووقت الاستجابة والتغليف والمتانة.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».