حتى بعد 6 أشهر... «كورونا» يُفقد المصابين القدرة على العمل

ممرضة تساعد زميلتها في ارتداء الملابس الواقية من فيروس «كورونا» داخل مستشفى بكاليفورنيا (أ.ب)
ممرضة تساعد زميلتها في ارتداء الملابس الواقية من فيروس «كورونا» داخل مستشفى بكاليفورنيا (أ.ب)
TT

حتى بعد 6 أشهر... «كورونا» يُفقد المصابين القدرة على العمل

ممرضة تساعد زميلتها في ارتداء الملابس الواقية من فيروس «كورونا» داخل مستشفى بكاليفورنيا (أ.ب)
ممرضة تساعد زميلتها في ارتداء الملابس الواقية من فيروس «كورونا» داخل مستشفى بكاليفورنيا (أ.ب)

لا يزال كثير من الأشخاص الذين يعانون من مرض «كوفيد طويل الأمد» غير قادرين على العمل بكامل طاقتهم حتى بعد 6 أشهر من الإصابة، وفقاً لمسح واسع النطاق للمرضى المؤكدين والمشتبه بهم، بحسب تقرير لصحيفة الـ«غارديان».
وبينما كان يُفهم في البداية أن «كوفيد19» مرض تنفسي إلى حد كبير يتعافى منه معظم الناس في غضون أسبوعين أو 3 أسابيع، إلا إن الوباء انتشر بأعداد متزايدة، حيث أبلغ كثيرون عن أعراضهم لأشهر متتالية.
وهذه الحالة المرضية الطويلة - مع أعراض تؤثر على أعضاء تتراوح من القلب إلى الدماغ - ليس لها تفسير حقيقي ولا خطة علاج موحدة. لا يوجد إجماع على حجم وتأثير «كورونا طويل الأمد»، ولكن البيانات الناشئة مثيرة للقلق.
في واحدة من كبرى الدراسات حتى الآن، قامت مجموعة من مرضى «كورونا طويل الأمد» وهم باحثون أيضاً، بإجراء مسح على 3.762 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً في أكثر من 56 دولة، حيث أجابوا في 6 لغات مختلفة عن 257 سؤالاً.
وجرى تسجيل مائتين وخمسة أعراض في 10 أعضاء، مع 66 عرضاً تم تتبعها على مدى 7 أشهر. في المتوسط، عانى المستجيبون من أعراض في 9 أعضاء.
وقال داني ألتمان، أستاذ علم المناعة في جامعة «إمبريال كوليدج لندن»: «هذا فصل لم يكتب بعد في الكتب الطبية، وبالكاد تم نشر أوراق بحثية رئيسية حتى الآن. جزء من التقدم هنا هو ببساطة إدخال أعداد كبيرة وإحصاءات في طريقة لسرد الوضع الحالي، في حين أن الجوانب تبدو جديدة تماماً». وتابع: «لا أحد يستطيع معالجة الحالة حتى نكون قادرين بشكل أفضل على سرد ما يحدث».
واقتصر التحليل على المستجيبين الذين يعانون من أمراض استمرت لأكثر من 28 يوماً، وظهرت أعراضهم قبل يونيو (حزيران) عام 2020، مما سمح بفحص الأعراض على مدى 6 أشهر في المتوسط.
وأفاد نحو 65 في المائة من المستجيبين (2.454) بأنهم يعانون من الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل. تشمل الأعراض الأكثر احتمالاً للبقاء بعد 6 أشهر: التعب، والشعور بالضيق بعد الجهد، والضعف الإدراكي (ضباب الدماغ)، والأحاسيس العصبية، والصداع، ومشكلات الذاكرة، والأرق، وآلام العضلات، والخفقان، وضيق التنفس، والدوخة - مشكلات التوازن، ومشكلات النطق واللغة.
ونجو 86 في المائة من المستجيبين عانوا من الانتكاسات، والتي تحدث في الغالب عن طريق النشاط البدني والتوتر والتمارين والنشاط العقلي.
وقال ألتمان إن الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً، مثل الحساسية الجديدة أو شلل الوجه أو النوبات أو ضعف الرؤية أو السمع، كانت أهدافاً مهمة لمزيد من التحقيق.
وإن اختلال الذاكرة والضعف الإدراكي، الذي عانى منه أكثر من 85 في المائة من المستجيبين، كانت فيه الأعراض العصبية الأكثر انتشاراً واستمراراً. ووجد المؤلفون أنها كانت شائعة على قدم المساواة عبر جميع الأعمار، وكان لها تأثير كبير على قدرة المستجيبين على العمل.
وأفاد 45 في المائة من المستجيبين بأنهم يحتاجون إلى جدول عمل مخفض مقارنة بفترة ما قبل المرض، في حين أن نحو 22 في المائة كانوا لا يعملون بسبب ظروفهم الصحية.
ووجد أطباء الأعصاب في جامعة بريشيا في إيطاليا أن ثلث 165 مريضاً سابقاً عانوا من «كورونا» تم استدعاؤهم للتقييم العصبي يعانون من مشكلات بعد 6 أشهر من مغادرة المستشفى. وتنوعت أعراضهم بشكل كبير من مشكلات الذاكرة إلى اضطرابات النوم والتعب والرعشة وفقدان حاسة الشم.
ووجدت الفحوصات القياسية أن نحو 40 في المائة من المرضى يعانون من تشوهات عصبية بدت أكثر حدة لدى أولئك الأكثر تضرراً من المرض.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.