تركيا تواصل قصف ريف عين عيسى وتنشئ قاعدة جديدة في المنطقة

مقاتلون موالون لتركيا خلال تدريبات عسكرية بقاعدة في عفرين بريف حلب يوم السبت (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون لتركيا خلال تدريبات عسكرية بقاعدة في عفرين بريف حلب يوم السبت (أ.ف.ب)
TT

تركيا تواصل قصف ريف عين عيسى وتنشئ قاعدة جديدة في المنطقة

مقاتلون موالون لتركيا خلال تدريبات عسكرية بقاعدة في عفرين بريف حلب يوم السبت (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون لتركيا خلال تدريبات عسكرية بقاعدة في عفرين بريف حلب يوم السبت (أ.ف.ب)

أنشأت القوات التركية قاعدة عسكرية جديدة لها مقابل بلدة عين عيسى، الواقعة بريف الرقة الشمالي، الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة بين هذه القوات والفصائل السورية الموالية لأنقرة في محيط البلدة.
وفي الوقت ذاته، أقامت تركيا عدداً من المخافر على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، وبدأت العمل على إنشاء نقطة عسكرية في سهل الغاب، بريف حماة الغربي، الذي يتعرض لقصف مستمر من النظام. كما واصلت تعزيز قواتها في نقاط المراقبة العسكرية التابعة لها في جنوب محافظة إدلب (شمال غربي سوريا).
وجددت القوات التركية، وفصائل ما يسمى «الجيش الوطني السوري» الموالية لها، أمس (الاثنين)، قصفهما لمواقع في ريف عين عيسى، مستهدفة محاور قرية معلق ومخيم الخالدية في ريف البلدة. كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع اشتباكات عنيفة بين الفصائل الموالية لتركيا و«قوات سوريا الديمقراطية» على المحاور الغربية للبلدة، في محاولة من الفصائل للتقدم على محور قريتي هوشان وخالدية، وسط قصف مدفعي تركي مكثف على محاور الاشتباك وطريق «إم 4».
وفي الوقت ذاته، شهد ريف منبج الغربي قصفاً متبادلاً بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات مجلس منبج العسكري التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية».
وأعادت القوات الروسية، بالاتفاق مع الجانب التركي، فتح طريق «إم 4» من الحسكة إلى حلب، بدءاً من أول من أمس، ومرت أمس قوافل مدنية وتجارية من عين عيسى إلى تل تمر، بريف الحسكة، بمرافقة دوريات روسية.
وأغلق الطريق منذ بداية التصعيد، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وافتتح لمدة يوم واحد فقط في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن يتم إغلاقه من قبل الروس مرة أخرى، على خلفية استمرار التصعيد من جانب تركيا والفصائل الموالية لها.
وفي غضون ذلك، قامت القوات التركية بجولة استطلاعية في سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي، تركزت في بلدة قسطون، حيث تستعد لإقامة نقطة عسكرية هناك، في الوقت الذي قامت فيه بنشر كبائن حراسة مسبقة الصنع على طريق «إم 4».
وأخلت القوات التركية، الشهر الماضي، 5 نقاط من بين 12 نقطة مراقبة رئيسية تابعة لها في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، هي: مورك وشير مغار (بريف حماة)، وعندان والراشدين (بريف حلب)، والصرمان (بريف إدلب). كما تواصل انسحابها من 3 نقاط رئيسية، وهي: العيس والشيخ عقيل (بريف حلب)، والطوقان (بريف إدلب)، بسبب محاصرتها من قوات النظام، وذلك باتفاق مع روسيا.
وتحتفظ القوات التركية بـ4 نقاط رئيسية لم تحاصر من قبل قوات النظام، تتمثل بنقطة اشتبرق (غرب جسر الشغور)، والزيتونة (بجبل التركمان)، وصلوة (بريف إدلب الشمالي)، وقلعة سمعان (بريف حلب الغربي).
وانسحبت القوات التركية من 4 نقاط مستحدثة، هي: معر حطاط والصناعة (شرق سراقب في ريف إدلب الشرقي)، ومعمل الكوراني (بالزربة)، وقبتان الجبل (بريف حلب)، كما تواصل تفكيك معداتها تمهيداً للانسحاب من نقطة الدوير (شمال سراقب).
ولا تزال عدة نقاط تركية مستحدثة محاصرة ضمن مناطق النظام السوري، ومنها مركز الحبوب (جنوب سراقب)، ومعمل السيرومات (شمال سراقب)، وترنبة (غرب سراقب)، ونقطة بريف حلب بالقرب من كفر حلب. وقد قصفت القوات التركية مواقع تابعة للنظام في سراقب أول من أمس. وأنشأت القوات التركية 69 نقطة مراقبة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، وتعيد توزيع قواتها التي تسحبها من المناطق التي يحاصرها النظام في نقاطها المنتشرة في جنوب إدلب، لا سيما في جبل الزاوية التي تشكل الخط الفاصل بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة في إدلب.
وواصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات إلى نقاط المراقبة في جنوب إدلب، حيث دخل أمس رتل عسكري جديد مؤلف من 25 آلية عبر معبر كفرلوسين الحدودي (شمال إدلب)، واتجه نحو المواقع التركية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وفي الوقت ذاته، وقعت استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية بين قوات النظام والفصائل السورية ومجموعات متشددة، على محور العمقية بسهل الغاب شمال غربي حماة، ومحاور ضمن جبل الزاوية. كما قصفت قوات النظام بعد منتصف الليلة قبل الماضية مواقع في كنصفرة والفطيرة وبينين جنوب إدلب، فيما تواصل طائرات استطلاع روسية تحليقها في أجواء إدلب وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.