اليمن يتمسك بـ«المرجعيات الثلاث» لإحراز السلام مع الانقلابيين

TT

اليمن يتمسك بـ«المرجعيات الثلاث» لإحراز السلام مع الانقلابيين

في الوقت الذي يحاول فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وبإسناد غربي إحياء مساعيه الرامية إلى استئناف مسار السلام من خلال الموافقة على ما يسميه «الإعلان المشترك» جددت الحكومة اليمنية أمس (الاثنين) تمسكها بـ«المرجعيات الثلاث» لإحراز السلام مع الميليشيات الحوثية.
جاء ذلك، في تصريحات لوزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك أثناء لقائه عبر الاتصال المرئي سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبيرج.
وذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك ناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي «القضايا المتصلة بالشأن الإنساني والهجوم الإرهابي الذي شنته ميليشيا الحوثي على مطار عدن الدولي وضرورة عدم مرور الجريمة كسابقاتها لأنها استهدفت بدرجة أساسية منشأة وشخصيات مدنية». وفي شأن الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لحل الأزمة في اليمن، قال بن مبارك: «إن رؤية الحكومة تقوم على دعم مهمة المبعوث الأممي المستندة على المرجعيات الثلاث»، مؤكداً «عزم الحكومة على مواصلة مساعيها لاستعادة الدولة وتحقيق السلام». وتعني الحكومة اليمنية بالمرجعيات الثلاث، وهي كل من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، وغير ذلك من القرارات ذات الصلة.
وفيما يخص الهجوم الإرهابي الذي شنته ميليشيا الحوثي على مطار عدن الدولي، قال وزير الخارجية اليمني، إن ذلك «يأتي في إطار مخطط الميليشيا لاستمرار إغراق اليمن في دوامة الحرب والعنف والفوضى وعرقلة الجهود والمساعي لتحقيق السلام». وكان رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك جدد تأكيده أمس (الاثنين) خلال لقائه ذوي ضحايا الهجوم في عدن، أن «الدلائل والمعلومات ونتائج التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية ميليشيا الحوثي الانقلابية التي نفذته على مرأى ومسمع من العالم الذي كان يشاهده عبر البث المباشر لاستقبال الحكومة ووسط تطلعات وآمال الناس لتعزيز الصف الوطني نحو مرحلة جديدة».
ونقلت وكالة «سبأ» عن عبد الملك قوله: «ميليشيا الحوثي هي المستفيد الوحيد من هذا الهجوم الإرهابي لكنها لن تحقق ما سعت إليه بل زادت الجميع إصراراً على استكمال معركة اليمن والعرب المصيرية والوجودية في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة». وأضاف: «ما حدث كان محاولة إبادة جماعية للحكومة وضرب الدولة ورمزيتها واستهداف عدن، وما يحزننا رغم فشل المخطط الذي أعدوا له هو الضحايا من المدنيين والجرحى في هذه الجريمة الإرهابية البشعة، التي تبدو واضحة للجميع بأن ميليشيا الحوثي هي من تقف وراءها».
وشدد رئيس الوزراء اليمني على «أن ما حدث لا بد أن يبقى في ذاكرة اليمنيين وأن من واجبات الحكومة ومسؤوليتها تخليد ذكرى ضحايا هذا الهجوم الإرهابي ورعاية أسرهم وتقديم كل العناية للجرحى والتكفل بعلاجهم». وتابع بالقول: «التحقيقات جارية وبشكل مكثف بعد اتخاذ كل الإجراءات لتحريز الأدلة ويمكن أن يتم إشراك جهات خارجية في هذا التحقيق».
وكانت ثلاثة صواريخ موجهة ضربت مطار عدن الأربعاء الماضي مستهدفة الحكومة اليمنية بعد وصول الطائرة التي تقلها بدقائق، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 26 شخصاً وإصابة 110 آخرين بينهم مسؤولون حكوميون وصحافيون وموظفون في الصليب الأحمر الدولي وعاملون في المطار.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.