خسائر تشيلسي تضع لامبارد تحت تهديد مقصلة أبراموفيتش

مالك النادي اللندني لا يصبر على مدربيه

مستقبل لامبارد مع تشيلسي بات في مهب الريح (أ.ب)
مستقبل لامبارد مع تشيلسي بات في مهب الريح (أ.ب)
TT

خسائر تشيلسي تضع لامبارد تحت تهديد مقصلة أبراموفيتش

مستقبل لامبارد مع تشيلسي بات في مهب الريح (أ.ب)
مستقبل لامبارد مع تشيلسي بات في مهب الريح (أ.ب)

يعلم فرنك لامبارد تماما متطلبات أن يكون مدربا لتشيلسي تحت قيادة الملياردير الروسي «المزاجي» رومان أبراموفيتش، وهو الذي غير تسعة مدربين مختلفين منذ امتلاكه النادي اللندني قبل 18 عاما.
والآن، يجد لامبارد نفسه مهددا تحت مقصلة أبراموفيتش بعد هزيمة الأحد أمام مانشستر سيتي 1 - 3 في المرحلة السابعة عشرة للدوري الإنجليزي الممتاز، ليبقى تشيلسي عند فوز وحيد في مبارياته الست الأخيرة، وهذا يعني إلى حد كبير أن الحلم بإحراز اللقب بدأ يتبخر.
وكان من المتوقع أن يكون تشيلسي هو فرس الرهان هذا الموسم وفي موقع أفضل بكثير بعد الأموال الطائلة التي أنفقها الصيف المنصرم في سوق الانتقالات والتي بلغت 220 مليون جنيه إسترليني (300 مليون دولار)، في وقت كانت فيه معظم الفرق الأوروبية الكبرى تتقهقر ماديا نتيجة الآثار الاقتصادية لوباء فيروس «كورونا».
وبعد أن عزز صفوفه بالألمانيين كاي هافيرتز وتيمو فيرنر والمغربي حكيم زياش وبن تشيلويل والحارس السنغالي إدوار مندي، لم يتوقع أبراموفيتش أن يرى تشيلسي ثامنا مع وصول الموسم إلى منتصفه تقريبا.
ولم يكن يوما الصبر من فضائل الملياردير الروسي الذي اشترى تشيلسي في 2003، وحتى أن أسطورة في النادي مثل لامبارد، الهداف التاريخي للفريق، قد لا يحصل على المزيد من الوقت لتغيير الوضع. وذكر موقع «ذا أثلتيك» الأحد أن تشيلسي بدأ بالفعل عملية البحث عن بديل للامبارد في حال إقالة ابن الـ42 عاما من منصبه. وما يزيد من صعوبة موقف لامبارد أنه نجح في موسمه الأول في قيادته إلى مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا رغم حرمان الفريق من إجراء أي تعاقدات بسبب مخالفته قواعد التوقيع مع اللاعبين القُصَّر وتخليه عن نجمه البلجيكي إدين هازارد لريال مدريد الإسباني. لكن حجم الأموال التي أنفقت هذا الصيف، زادت من التوقعات حتى لو أن لامبارد حذر دائما من أن تشيلسي يحتاج إلى مزيد من الوقت للوصول إلى مستوى كل من ليفربول البطل ومانشستر سيتي.
وقال لامبارد بعد الهزيمة أمام سيتي أول من أمس وهي الرابعة في ست مباريات: «التوقعات مختلفة هذا العام لأن الجميع يقول لقد أنفقت هذا المبلغ الكبير من المال. الحقيقة هي أن الكثير من اللاعبين الذين جاءوا إلى هنا هم جدد، شبان، تعرضوا للإصابة أو لم يلعبوا معا. هناك الكثير من التوقعات غير الواقعية».
لكن الطريقة التي هزم بها تشيلسي أمام مانشستر سيتي رغم الظروف التي يمر بها الأخير نتيجة إصابة العديد من لاعبيه بفيروس «كورونا»، لم تقدم أي إشارات حول ما يحاول لامبارد بناءه هذا الموسم. وتزداد الخيبة في فشل تشيلسي بأن يكون منافسا جديا على اللقب بعدما شهدناه في مستهل الموسم الجديد من تراجع في مستوى المعايير التي فرضها ليفربول ومانشستر سيتي في المواسم الأخيرة، ما فتح الباب أمام فرق أخرى للدخول على خط المنافسة باستثناء تشيلسي. وفي الوقت الذي تقدم فيه مانشستر يونايتد وتوتنهام وضيقا الفجوة مع ليفربول وسيتي، يجد تشيلسي نفسه متخلفا خلف ليستر سيتي وأستون فيلا وإيفرتون، ما ترك لامبارد كصاحب أدنى معدل نقاط في المباراة الواحدة بين جميع المدربين في حقبة أبراموفيتش.
كما تم التشكيك في علاقة اللاعب الدولي الإنجليزي السابق بلاعبيه منذ توبيخه العلني لسلوكهم واندفاعهم في الهزيمة 1 - 3 أمام آرسنال نهاية الأسبوع الماضي.
ولا يبدو أن توبيخ لامبارد أعطت نتائجها المرجوة، بل على العكس إذ ظهر المزيد من التكاسل على غرار زياش الذي اكتفى بمشاهدة البلجيكي كيفن دي بروين يشق طريقه دون مقاومة نحو تسجيل الهدف الثالث لسيتي بعد أقل من 35 دقيقة على البداية.
ويشاع أن عدم قدرة لامبارد على استخراج أفضل ما يملكه لاعبوه من قدرات، لا سيما من بين القادمين الجدد، تسبب في قلق كبير داخل أروقة النادي. وللمباراة الرابعة على التوالي، شارك هافيرتز كلاعب بديل في الشوط الثاني رغم معاناة فريقه، في حين فشل فيرنر الذي فرض نفسه أحد أفضل هدافي الدوري الألماني مع فريقه السابق لايبزيغ، في الوصول إلى الشباك لـ13 مباراة.
وبالتأكيد سيشعر لامبارد بالضغط خاصة عندما يرى فريق ليستر سيتي بقيادة المدرب الاسكوتلندي بريندان رودجرز يزحفون نحو مطاردة فرق القمة باحتلالهم المركز الثالث بالفوز الثمين 2 - 1 على نيوكاسل الأحد. وحصل لامبارد على الأدوات اللازمة لبناء فريق قادر على تحقيق ما هو أكثر بكثير مما أظهره في الشهر الماضي، والآن، بات عامل الوقت جوهريا للبدء في تحقيق النجاح إذا أراد تجنب مصير العديد من المدربين الذين سبقوه خلال حقبة أبراموفيتش.


مقالات ذات صلة

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».