«مشكلة تواصل» تعرقل عودة بريطانيين إلى إسبانيا

بسبب سوء تفاهم حول وثائق «ما بعد بريكست»

بريطانيون واجهوا عراقيل للعودة إلى إسبانيا أمس (أ.ب)
بريطانيون واجهوا عراقيل للعودة إلى إسبانيا أمس (أ.ب)
TT

«مشكلة تواصل» تعرقل عودة بريطانيين إلى إسبانيا

بريطانيون واجهوا عراقيل للعودة إلى إسبانيا أمس (أ.ب)
بريطانيون واجهوا عراقيل للعودة إلى إسبانيا أمس (أ.ب)

قال عدد من الرعايا البريطانيين المقيمين في إسبانيا، أمس الأحد، إنهم مُنعوا من ركوب الطائرات المتوجهة إلى برشلونة ومدريد، بعد أن اعتبرت شركات طيران أن مستنداتهم لم تعد صالحة في فترة ما بعد بريكست.
وكان المصور ماكس دنكان بين الذين قالوا إنهم منعوا من السفر في مطار هيثرو الأحد، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وكتب في تغريدة أن العديد من الرعايا البريطانيين المقيمين في الخارج شعروا «بالاستياء لعدم تمكنهم من العودة إلى الديار»، بعد أن أُبلغوا أن بطاقات الإقامة الخضراء الخاصة بهم لم تعد صالحة.
وردت السفارة البريطانية في مدريد قائلة إن «هذا ينبغي ألا يحصل»، مضيفة أن السلطات الإسبانية أكدت أن بطاقة الإقامة الخضراء اللون لا تزال صالحة للسفر. وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية في وقت لاحق أن «عدداً قليلاً جداً من المسافرين» تأثروا بـ«مشكلة تواصل محددة مع بعض الخطوط».
وأضافت متحدثة أنه «لدى ورود المعلومات إلى السلطات الإسبانية، تم تصحيح الوضع فوراً، والآن حركة السفر الجوي بين المملكة المتحدة وإسبانيا تجري بشكل طبيعي».
وكانت الحكومتان البريطانية والإسبانية قد أعلنتا أن بطاقتي الهوية القديمة والجديدة صالحتان للسفر. وكتب مسافر آخر في تغريدة أنه ومسافرين آخرين منعوا من ركوب طائرة «بريتش إيرويز» في مطار هيثرو، بسبب رفض المسؤولين في برشلونة قبول بطاقة الهوية القديمة، مضيفاً أن حوالي عشرة مسافرين عانوا المشكلة نفسها.
أعلنت مدريد العام الماضي أنه في مرحلة ما بعد بريكست، سيمنح الرعايا البريطانيون المقيمون في إسبانيا، بطاقة هوية عليها صورة، بدلاً من مستندات الإقامة التي يحملها رعايا الاتحاد الأوروبي. وتقدم عشرات آلاف الأشخاص بطلبات للحصول على البطاقة، لكن كثيرين منهم لا يزالون بانتظار تسلمها بسبب كثرة الطلب.
وفرضت إسبانيا قيوداً على المسافرين القادمين من بريطانيا في 22 ديسمبر (كانون الأول) نظراً للارتفاع المتسارع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المتحور الذي رصد أولاً في المملكة المتحدة، باستثناء المواطنين الإسبان والمقيمين بشكل قانوني في إسبانيا. ويعتقد أن نحو 300 ألف بريطاني يقيمون حالياً في إسبانيا.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».