ترحيب متبادل بين السلطة الفلسطينية و«حماس» بشأن إجراء الانتخابات

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
TT

ترحيب متبادل بين السلطة الفلسطينية و«حماس» بشأن إجراء الانتخابات

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

قالت حركة «حماس»، اليوم الأحد، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، تلقى رسالة خطية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رحب خلالها بموقف الحركة من استئناف الطرفين للحوار تمهيداً لإجراء انتخابات فلسطينية.
كانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت (السبت) أن عباس تلقى رسالة خطية من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» نقلها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب، تضمنت توجهات الحركة بشأن الانتخابات.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، «تلقى (...) إسماعيل هنية رسالة خطية من الرئيس محمود عباس رحب فيها بمضمون ما ورد في رسالة رئيس الحركة قبل أيام، واصفاً إياها بأنها تشكل أرضية عمل مشترك للانطلاق باتجاه بناء الشراكة وإنهاء الانقسام، وتجسيد وحدة الوطن والشعب والقيادة والقرار من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة».
كما أوضح أن رسالة الرئيس الفلسطيني جاءت رداً على رسالة وجهها هنية له تتضمن موافقة الحركة على «إجراء انتخابات المجلس الوطني والمجلس التشريعي والرئاسة على قاعدة التوالي والترابط في مدة أقصاها ستة أشهر».
وقالت الرئاسة الفلسطينية (السبت)، إن عباس أعلن ترحيبه برسالة هنية «بشأن إنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخابات ديمقراطية بالتمثيل النسبي الكامل، انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط، وتأكيده على التزام حركة (فتح) بمسار بناء الشراكة والوحدة الوطنية».
وأضافت أن عباس قرر دعوة رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية حنا ناصر، لبحث آليات إصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات.
وأعلنت حركتا «فتح» و«حماس» في يوليو (تموز) الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك، توجههما نحو المصالحة وإجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة. غير أن إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في نوفمبر (تشرين الثاني) دفع «حماس» لتوجيه انتقادات للسلطة.
ورحبت حركة «حماس»، في بيانها، اليوم، «بدور الدول الشقيقة والصديقة التي بذلت جهوداً لتحريك مسار المصالحة، وضمان تطبيق الاتفاقات والتفاهمات الوطنية».
كان وفد أمني مصري زار قطاع غزة، مطلع الشهر الماضي، لإجراء مباحثات مع قيادة «حماس» حول ملفي المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل.
وشهدت العلاقة بين الحركتين شبه قطيعة منذ عام 2007 بعد سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة إثر معارك دامية بين الطرفين، انتهت بطرد «حركة» فتح وأجهزة السلطة الفلسطينية من القطاع.
وجرت آخر انتخابات في الأراضي الفلسطينية في عام 2006، وفازت فيها «حماس»، وانقسم الفلسطينيون بعدها بين سلطة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة وحركة «فتح» التي تقود السلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية المحتلة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.