ندى سعد تشارك في الحملة العالمية «صفر جوع»

شيف مصرية تبتكر وصفات سريعة من بقايا الطعام

الشيف ندى سعد - تنصح ندى سعد باستهلاك أقل نسبة من مكونات الطعام - طبق المعكرونة مع الجمبري - باذنجان مشوي بالزبادي واللوز -  دجاج مع دبس الرمان - سلطة كينوا بالجمبري
الشيف ندى سعد - تنصح ندى سعد باستهلاك أقل نسبة من مكونات الطعام - طبق المعكرونة مع الجمبري - باذنجان مشوي بالزبادي واللوز - دجاج مع دبس الرمان - سلطة كينوا بالجمبري
TT

ندى سعد تشارك في الحملة العالمية «صفر جوع»

الشيف ندى سعد - تنصح ندى سعد باستهلاك أقل نسبة من مكونات الطعام - طبق المعكرونة مع الجمبري - باذنجان مشوي بالزبادي واللوز -  دجاج مع دبس الرمان - سلطة كينوا بالجمبري
الشيف ندى سعد - تنصح ندى سعد باستهلاك أقل نسبة من مكونات الطعام - طبق المعكرونة مع الجمبري - باذنجان مشوي بالزبادي واللوز - دجاج مع دبس الرمان - سلطة كينوا بالجمبري

«منع إهدار الطعام» هو الهدف الأساسي للمدونة الغذائية التي أطلقتها الشيف المصرية ندى سعد منذ نحو 3 سنوات، ما دفع منظمة الأغذية والزراعة إلى اختيارها للانضمام للحملة العالمية التي تتبناها الأمم المتحدة في هذا المجال. والصدفة وحدها هي من قادت ندى إلى التخصص في الطهي، بعد أن كانت لا تعرف الطريق إلى مطبخ منزلها. فعقب تخرجها في كلية «إدارة الأعمال» بالإسكندرية، حصلت ندى على فرصة عمل في مجال التسويق بالقاهرة، ما اضطرها إلى ترك منزل الأسرة بمدينتها، والانتقال للعيش بمفردها في العاصمة، لتواجهها مشكلة إعداد الطعام، وتبدأ في البحث عن وصفات سريعة صحية، ما دفعها إلى الغوص في هذا العالم، حتى أنها تركت مجال التسويق بعد 12 سنة من العمل فيه، لتتفرغ للطبخ.
علمت ندى نفسها بنفسها عن طريق الاطلاع، عبر قراءة الكتب والصحف المتخصصة، إضافة إلى المواقع الإلكترونية وبرامج أشهر الطهاة في العالم، مثل آلان دوكاس وجيمي أوليفر ورايتشل راي، إلى أن أصبحت واحدة من أهم المدونات المصريات، إلى جانب تقديم فقرات الطهي في برامج فضائية شهيرة، مثل: «هي وبس» و«الستات ما يعرفوش يكدبوا» و«شارع النهار».
تقول ندى لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أحب الطهي منذ طفولتي، لكني لم أكن أجيده، إلى أن اضطرتني إقامتي بمفردي إليه»، مضيفة: «لم ألجأ إلى مدرسة للطهي لأنني لا أحب الحصول على المعلومات الجاهزة التي تحد من الإبداع، في حين يتيح البحث فرصة المرور على كم هائل من الأفكار الملهمة والمعلومات الثرية».
لخصت الشيف ندى رؤيتها للطهي في جملة من كلمتين وضعتهما شعاراً على مدونتها: «الطهي فن»، موضحة: «قد يستطيع أي شخص الطبخ، لكن لا يبدع الجميع في هذا المجال، إلا إذا كان فناناً بحق، ينمي موهبته، ويعمل بحب، ويعتمد على الصواب والخطأ بلا ملل أو يأس».
وتحتفي المدونة بتقديم أطباق لذيذة سريعة في آن واحد، وتقول: «اكتشفت أن ذلك أكثر ما يبحث عنه المتابعون؛ لا أحد لديه الوقت الآن للوصفات الطويلة الصعبة. ولتحقيق ذلك، ينبغي الاهتمام بجودة المكونات لضمان المذاق المميز، إضافة إلى التحضير الجيد قبل البدء تجنباً لضياع الوقت أو حدوث ارتباك بالمطبخ».
ومن أشهر أطباقها السريعة وصفات مبتكرة للدجاج والستيك المشوي والمعكرونة بالصوص والكوكيز. كما تقدم وصفة معقدة أو طويلة في المناسبات والأعياد، لكنها تعمل على «تبسيطها»، وتقديم نصائح لإنجازها في أقصر وقت.
وأكثر ما يميز المدونة اهتمامها بمنع هدر الطعام، وتقديم وصفات تتيح إعادة «تدوير الغذاء»، وهو ما دفع منظمة «الفاو» إلى التواصل معها، وإدماجها في حملتها العالمية «لا هدر للغذاء من أجل القضاء على الجوع» الهادفة لـ«صفر جوع». وعن ذلك تقول الشيف ندى: «عملنا من خلال الحملة على الإقلال من هدر الطعام، وهي ظاهرة واسعة الانتشار، لأن الجميع يلقي ما تبقى من طعام في سلة المهملات... ودوري هو نشر الوعي لدى ربات البيوت بالكف عن ذلك، عبر تقديم وصفات متنوعة لأكلات جديدة من بقايا الطعام».
وفي إطار الحملة، تقدم الشيف ندى أطباقاً مميزة تعتمد على «الأكل البايت»، بعضها مبتكر، وبعضها الآخر أطباق تقليدية من مطابخ حول العالم، حيث تقول: «أي مكون وأي أكلة يمكن أن نعيد تدويرها مرة أخرى، ولكننا قلما نفعل»، مضيفة: «على سبيل المثال بقايا (الكيك) يمكن إدخالها في حلويات أخرى، وربما لا يعرف كثيرون أن هناك وصفات لا تكون حلوة المذاق إلا حين نستخدم فيها الطعام (البايت) أو الذي سبق طهيه، مثل (الأرز المقلي) بالخضراوات واللحم، و(الأرانشيني)، وهو طبق إيطالي عبارة عن كرات أرز محشوة بالجبن والخضراوات... وهكذا نستفيد من الأرز الذي يُعد صاحب النصيب الأكبر من الإهدار في المطبخ العربي. وكذلك الخبز البايت؛ ما أروعه حين نضعه في الفرن بعد إضافة الزعتر والملح والثوم وقليل من زيت الزيتون إليه».
وتلفت الشيف ندى عبر مدونتها إلى استخدام أجزاء من الفواكه والخضراوات قلما نهتم بها، رغم فوائدها الجمة، ومن ذلك قشر البرتقال متعدد الاستخدامات في الحلو والمالح، و«وردة الكوسة» أو الجزء العلوي منها الذي يمكن حشوه وقليه بمفرده بعيداً عن بقية الثمرة. وتقدم أيضاً المدونة أفكاراً مهمة مبتكرة عند الشراء وتحزين الطعام وترتيبه بالثلاجة للإقلال من الهدر.
وهكذا على مدار العام، تنشر المدونة ثقافة أن المطبخ الناجح الصحي هو ذلك الذي تكون كمية هدر الطعام فيه شبه معدومة، إلا أن فعاليات الحملة العالمية تنشط بالمنطقة العربية في شهر رمضان، إذ تقول ندى: «نقدم في إطار هذه الحملة برامج ونصائح متجددة، وهناك كثير من الهاشتاغات، مثل: (صفر جوع) و(لا لهدر الغذاء) و(وقف الهدر)، لكن يزداد النشاط في شهر رمضان لأنه موسم العزومات، والاعتقاد أنه كلما كانت المائدة عامرة بأنواع الطعام دل ذلك على الكرم، لكن المشكلة أن ذلك يعني زيادة الإهدار، لا الكرم».
إلى هذا، تجتذب ندى سعد متابعيها عبر عنصرين آخرين: الأول هو «التركات»، أو الحيل والنصائح الصغيرة المهمة في أثناء الطهي؛ على سبيل المثال، لا يميل كثيرون إلى إضافة المشروم إلى الطعام بسبب أنهم يغسلونه قبل الاستخدام ما يجعله ذي قوام وطعم غير مرغوب فيهما، والحل هو أن يتم تقشيره مثل الموز، وتنظيفه بقطعة قماش نظيفة بعد إضافة قطرات من الخل إليها، أما البنجر فلكي نحتفظ بقيمته الغذائية كاملة وبطعمه «المسكر» المحبب دون انتقاص لا يتم سلقه، إنما نضعه في ورق الزبدة وورق الألمنيوم، ونتركه ساعتين بالفرن.
أما العنصر الآخر، فهو تصحيح الأخطاء الشائعة التي تفسد المذاق أو تتسبب في بعض الأضرار، ومنها غسيل الدجاج؛ تقول الشيف ندى: «هناك أخطاء تم توارثها أحاول تصحيحها، ومنها أن غسيل الدجاج بالماء والملح أو الدقيق إنما يزيد من البكتيريا بها، وتلوث كل الأسطح حول الحوض، والصحيح هو تحضير محلول يتكون من نصف كوب ملح، ونحو ثلثي كوب سكر، وماء مغلي، والبهارات بحسب المذاق المفضل، ونضع الدجاجة فيها لمدة نحو 24 ساعة في الثلاجة، مع إحكام غلق الإناء».


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.