صمت رسمي في موسكو حيال الهجوم على القاعدة الروسية

آلية روسية خلال مشاركتها في دورية مشتركة مع القوات التركية في ريف محافظة الحسكة يوم 24 ديسمبر (أ.ف.ب)
آلية روسية خلال مشاركتها في دورية مشتركة مع القوات التركية في ريف محافظة الحسكة يوم 24 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT
20

صمت رسمي في موسكو حيال الهجوم على القاعدة الروسية

آلية روسية خلال مشاركتها في دورية مشتركة مع القوات التركية في ريف محافظة الحسكة يوم 24 ديسمبر (أ.ف.ب)
آلية روسية خلال مشاركتها في دورية مشتركة مع القوات التركية في ريف محافظة الحسكة يوم 24 ديسمبر (أ.ف.ب)

تجنبت موسكو التعليق على هجوم تعرضت له قاعدة عسكرية روسية في الرقة (شمال شرقي سوريا)، في حين تضاربت معطيات سربتها وسائل إعلام عن حجم الهجوم وأعداد الضحايا، كما برز تشكيك لدى الخبراء الروس في احتمال أن يكون تنظيم «حراس الدين» التابع لـ«القاعدة» وراء الهجوم.
ولم يصدر توضيح عن المستوى العسكري الروسي لطبيعة ونتائج الهجوم الذي وقع ليلة رأس السنة على قاعدة للشرطة العسكرية الروسية في منطقة تل السمن الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، واستندت وسائل الإعلام الروسية في إشاراتها إلى الحديث إلى مصادر كردية وأخرى عربية. لكن اللافت أن المعطيات التي قدمتها أشارت إلى أن «مقاتلين مجهولي الهوية نفذوا الهجوم». وقالت إن المجموعة المهاجمة ضمت 6 أشخاص قُتلوا كلهم خلال الهجوم.
ووفقاً للمعطيات المنشورة، فقد فجر انتحاري سيارة مفخخة أمام مدخل القاعدة. وبعد ذلك، حاول 5 من زملائه اقتحام أراضي المنشأة العسكرية الروسية. ونتيجة لتبادل كثيف لإطلاق النار «تم قتل جميع الإرهابيين، فيما لم يسقط قتلى بين الجنود الروس، ولم تحدث أضرار جسيمة في القاعدة». لكن موقعاً متخصصاً بمتابعة الشؤون العسكرية نشر معطيات مغايرة، دلت على أن الحادث أسفر عن سقوط 20 شخصاً بين قتيل وجريح، ولم تحصل هذه المعطيات على تأكيد من أي طرف روسي آخر.
ووفقاً لموقع «ستارغراد»، فقد أصيب العسكريون الذين كانوا على الحاجز. وزاد الموقع أن وزارة الدفاع الروسية «لم تعلق على هذه المعلومات بأي شكل من الأشكال».
ولفت الموقع إلى مقطع فيديو رفع على وسائل التواصل، تظهر فيه القاعدة الروسية بعد الهجوم، لكنه أشار إلى صعوبة الجزم بأن هذا المقطع صور بالفعل في هذه القاعدة تحديداً. وظهر في الشريط الذي صور باستخدام هاتف محمول أجزاء من سيارة دمرت جراء انفجار. لكن لا توجد شظايا أو أدلة أخرى على صحة الصور.
ومع هذا التباين، برز تشكيك لدى الأوساط الروسية بصحة المعطيات التي تحدثت عن تبني تنظيم «حراس الدين» للهجوم، وقالت وسائل إعلام إن الخبراء العسكريين الروس «لديهم قدر كبير من عدم الثقة بتلك المعلومات لأن هذه المجموعة المسلحة غير الشرعية تنشط في إدلب، وليس لها أي وجود في شرق وشمال سوريا، وفقاً لمعطيات الأجهزة الخاصة الروسية».
ولم تستبعد هذه الأوساط أن يعلن تنظيم داعش «بعد فترة، المسؤولية عن الهجوم الإرهابي»، مشيرة إلى أن «هذا سيكون أكثر منطقية على أي حال. وإذا لم يحدث، فمن الضروري معرفة كيف وصل مقاتلو (حراس الدين) إلى المنطقة، وعلى من يعتمدون هناك للقيام بأنشطتهم».
إلى ذلك، أعلن فياتشيسلاف سيتنيك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أن «مقاتلي جماعة جبهة النصرة الإرهابية نفذوا خلال يوم واحد 20 هجوماً في منطقة خفض التصعيد في إدلب».
وقال سيتنيك، خلال إيجاز صحافي مساء اليوم الأول من العام، إنه «سُجلت خلال الساعات الـ24 الماضية 8 هجمات في محافظة إدلب، و7 هجمات في محافظة اللاذقية، و5 هجمات في محافظة حماة»، مضيفاً أنه «لم يتم خلال هذا اليوم تسجيل أي هجمات من التشكيلات المسلحة غير الشرعية التي تسيطر عليها تركيا».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.