وحيد حامد... السينما المصرية تخسر صاحب «القلم الجريء»

المؤلف والسيناريست المصري وحيد حامد خلال كلمته في مهرجان القاهرة السينمائي (الصفحة الرسمية للمهرجان بفيسبوك)
المؤلف والسيناريست المصري وحيد حامد خلال كلمته في مهرجان القاهرة السينمائي (الصفحة الرسمية للمهرجان بفيسبوك)
TT

وحيد حامد... السينما المصرية تخسر صاحب «القلم الجريء»

المؤلف والسيناريست المصري وحيد حامد خلال كلمته في مهرجان القاهرة السينمائي (الصفحة الرسمية للمهرجان بفيسبوك)
المؤلف والسيناريست المصري وحيد حامد خلال كلمته في مهرجان القاهرة السينمائي (الصفحة الرسمية للمهرجان بفيسبوك)

«حبيت أيامي وأنا عايش في السينما الجميلة... عشت أجيال متعددة... أحببت السينما بقدر كبير من الإخلاص والتفاني»... كانت تلك أبرز كلمات المؤلف المصري الكبير وحيد حامد في آخر ظهور له للجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وكأنه كان يودع جمهوره، عقب مسيرة فنية استمرت قرابة الخمسين عاماً.
وصباح اليوم (السبت)، أعلن المخرج مروان حامد، ابن المؤلف والسيناريست المصري وحيد حامد، عن وفاته عن عمر 77 عاماً وذلك بعد أيام من نقله للعناية الفائقة بأحد المستشفيات لتدهور حالته الصحية.
وكتب مروان على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»: «تُوفّي إلى رحمة الله تعالي أبي الغالي الكاتب الكبير وحيد حامد... البقاء والدوام لله وحده». وأضاف: «تُقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر».
https://www.facebook.com/Marwan.Hamed.Official/posts/5137992632908218
وخلال ظهور حامد في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي خلال الدورة الثانية والأربعين، لم ينسَ توجيه الشكر والتقدير لمن «تعلَّم منهم وعلموه»، وقال وكأنه يقر وصيته لزملائه: «تذكروا أفلامي التي ربما تكون قد أسعدتكم».
وفي الحفل قدمه المخرج شريف عرفة، الذي شكّل مع حامد ثنائياً لعدد من الأفلام البارزة بأنه «كشف (طيور الظلام)، وحذَّر من (اللعب مع الكبار)، وأضحكنا (عشان الصورة تطلع حلوة)».
http://youtube.com/watch?v=Z0eMHyhaUiQ
وحامد هو ابن محافظة الشرقية، وُلِد في يوليو (تموز) 1944. وتخرج في كلية الآداب قسم علم الاجتماع بجامعة القاهرة. وقدم في بداية مشواره الدراما الإذاعية التي فتحت الباب أمامه لاحقاً نحو السينما والتلفزيون.
من أشهر أفلامه «طائر الليل الحزين»، و«آخر الرجال المحترمين»، و«التخشيبة»، و«البريء»، و«أنا وأنت وساعات السفر»، و«الدنيا على جناح يمامة»، و«الراقصة والسياسي»، و«المساطيل»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، و«سوق المتعة»، و«معالي الوزير»، و«دم الغزال»، و«احكي يا شهرزاد».

ووثَّق حامد بقلمه عقوداً من تاريخ مصر، وعُرف السيناريست المصري بجرأته في عشرات الأفلام التي تصدى خلالها لقضايا اجتماعية وسياسية شائكة، وهو ما استدرجه إلى ساحات المحاكم مرات عديدة بسبب قضايا أُقيمت لوقف عرض أعماله السينمائية.
والتقى وحيد حامد مع ابنه مروان عبر فيلم «عمارة يعقوبيان» عام 2006، الذي أثار جدلاً كبيراً لجرأته، وواجه بسببه هجوماً وصل إلى حد قيام 112 نائباً في البرلمان المصري بتقديم طلب بحذف مشاهد منه، بزعم الإساءة إلى سمعة مصر، وعُرض الفيلم على لجنة من داخل البرلمان التي طالبت بعدم حذف أي مشاهد منه؛ ما اعتبره حامد انتصاراً لحرية الإبداع، مؤكداً أن الفيلم أثار صدمة قوية للمشاهد، وأنه قصد ذلك لإيمانه بأن السينما الحقيقية هي التي تعرّي المجتمع، لذلك تبقى سينما محفوفة بالمخاطر دائماً.
وتعاون مع نجمات أمثال سعاد حسني في فيلم «غريب في بيتي»، وميرفت أمين في فيلم «الدنيا على جناح يمامة»، ومديحة كامل في فيلم «ملف في الآداب»، ونبيلة عبيد في «الراقصة والسياسي»، وحتى مع الجيل الشاب مثل منى زكي في «احكي يا شهرزاد»، و«دم الغزال».

وشكّل حامد ثنائياً سينمائياً مع عادل إمام استطاع من خلاله إبراز الوجه الآخر للممثل المشهور بأدواره الكوميدية، ومن هذه الأفلام «الهلفوت»، و«الإنسان يعيش مرة واحدة»، و«الغول»، و«اللعب مع الكبار»، و«الإرهاب والكباب»، و«المنسي»، و«طيور الظلام»، و«النوم في العسل».

وقدّم على مدى مشواره العديد من المسلسلات التلفزيونية منها «أحلام الفتى الطائر»، و«البشاير»، و«سفر الأحلام»، و«العائلة»، و«الدم والنار»، و«أوان الورد»، و«بدون ذكر أسماء»، و«الجماعة».

وفي المسرح، كتب عدداً قليلاً من المسرحيات، منها «كباريه» من إخراج جلال الشرقاوي، و«جحا يحكم المدينة» بطولة سمير غانم وإسعاد يونس.
تزوج وحيد حامد من المذيعة التلفزيونية زينب سويدان وأنجب منها مروان الذي سلك طريق الإخراج السينمائي.

وحصل حامد على جائزة النيل في الفنون عام 2012، وكرّمته مهرجانات عديدة، منها «مهرجان دبي السينمائي» في 2017 و«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في 2020، الذي حاز فيه على جائزة الهرم الذهبي التقديرية، التي تُمنح لإنجاز العمر.

ووصفت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم الراحل في بيان بأنه «كان خير سند للمبدعين والمثقفين والفنانين وصاحب مواقف تُكتب بحروف من نور في سجلات تاريخ الوطن، كما أنه الأستاذ والأب والمعلم».
ونعاه فنانون ومخرجون ومنتجون وإعلاميون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم الممثلة هند صبري، والناقد الفني طارق الشناوي والممثل عبد العزيز مخيون، والممثلة إلهام شاهين، والمخرج خيري بشارة، والروائي أحمد مراد، والشاعرة فاطمة ناعوت، والفقيه القانوني محمد نور فرحات، والمذيع طارق علام، والمخرج يسري نصر الله.
https://twitter.com/HendSabry/status/1345291683672559616

https://www.facebook.com/yousry.nasrallah/posts/10158540018375862

https://twitter.com/AArafa/status/1345271366761783296
 



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.