ليبيا: تمرد «مرتزقة» موالين لتركيا و«الوفاق» احتجاجاً على تأخر رواتبهم

{المرصد السوري} قدّر عددهم بنحو 18 ألفاً... وبينهم 350 طفلاً

بعض القذائف التي عثر عليها في منزل أحد المواطنين جنوب طرابلس (عملية «بركان الغضب»)
بعض القذائف التي عثر عليها في منزل أحد المواطنين جنوب طرابلس (عملية «بركان الغضب»)
TT

ليبيا: تمرد «مرتزقة» موالين لتركيا و«الوفاق» احتجاجاً على تأخر رواتبهم

بعض القذائف التي عثر عليها في منزل أحد المواطنين جنوب طرابلس (عملية «بركان الغضب»)
بعض القذائف التي عثر عليها في منزل أحد المواطنين جنوب طرابلس (عملية «بركان الغضب»)

فيما بدا أنه بمثابة مؤشر على تمرد «المرتزقة» السوريين، الموالين لتركيا وحكومة «الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس، كشف فيديو مسرب عن تنظيم عشرات العناصر من «المرتزقة» مظاهرة محدودة داخل معسكرهم بمقر كلية الضباط في طرابلس، للمطالبة برواتبهم المتأخرة منذ شهور.
وردد المرتزقة خلال المظاهرة هتافات «وينك يا عمر المختار، بحقنا ماعم يهتمو»، بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان سابق، عن «حالة استياء» تسود صفوف «المرتزقة»، الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، بسبب تأخر مستحقاتهم المادية، مشيرا إلى أن قادة الفصائل يعمدون إلى المماطلة في تسليم رواتب المقاتلين، واقتطاع مبالغ مالية من راتبهم الشهري، تتراوح ما بين 100 إلى 300 دولار أميركي.
كما لفت المرصد إلى أن انهيار سعر الليرة التركية أثر سلبا على قيام أنقرة بدفع رواتب «المرتزقة» السوريين، الذين يقاتلون إلى جانب قوات حكومة «الوفاق». وكانت ستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، قد أبلغت الشهر الماضي الاجتماع الثالث لملتقى الحوار السياسي الليبي بأن 20 ألفاً من «المرتزقة» والقوات الأجنبية «يتواجدون على الأراضي الليبية، ويتوزعون على عشر قواعد عسكرية»، فيما وصفته بـ«انتهاك مروع للسيادة الليبية».
وتوصلت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تضم ممثلين لـ«الجيش الوطني» وقوات «الوفاق»، برعاية أممية، على تشكيل لجنة للإشراف على «عودة كافة القوات الأجنبية إلى بلادها، ومغادرة وسحب جميع قوات الطرفين إلى معسكراتها، المتواجدة على خطوط التماس، في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وحدد الطرفان في الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مدينة جنيف السويسرية مهلة زمنية من هذا التاريخ، مدتها 90 يوما، لمغادرة جميع القوات الأجنبية الأراضي الليبية. لكن عودة مقاتلي الفصائل السورية من ليبيا إلى سوريا توقفت منذ منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب ما كشفه المرصد السوري، الذي قدر عدد «المرتزقة» من حملة الجنسية السورية، الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية، بنحو 18 ألفا، من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، بالإضافة إلى 496 قتيلاً.
وعاد أكثر من نصف هذا العدد بعد انتهاء عقودهم وحصولهم على مستحقاتهم المالية، بينما بلغ تعداد الأصوليين، الذين وصلوا إلى ليبيا 10 آلاف، من بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية، بحسب المرصد ذاته.
في غضون ذلك خصص فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» الليبي، مليار دينار ليبي كميزانية لوزارة دفاعها، بهدف «توفير الاحتياجات والمعدات والتجهيزات، والمتطلبات الأمنية واللوجيستية الاستثنائية والعاجلة للمحافظة على «الأمن القومي»، ودعم العمليات والقوات العسكرية المكلفة مكافحة «الإرهاب»، وتأمين المرافق والمنشآت الحيوية، ومكافحة الجريمة المنظمة. وطبقا للقرار، الذي نشرته وسائل إعلام محلية، فسيتم تغطية هذا الإنفاق من عائدات الرسم المفروض على مبيعات النقد الأجنبي، التي سيتولى مصرف ليبيا المركزي إيداعها في حساب إيراده العام، بينما ستتولى وزارة المالية إيداع المبالغ في حساب الطوارئ الخاص بوزارة الدفاع.
وعلى صعيد غير متصل، أكد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، على أهمية وجود أرضية صلبة لإجراء الانتخابات بطريقة تضمن عدم فشلها، أو الطعن فيها. وبعدما استعرض خلال لقائه مساء أول من أمس مع جوزيبي بوتشينو، السفير الإيطالي بطرابلس، بعض العراقيل التي تواجه هذه العملية، شدد على حق الشعب الليبي في الاستفتاء على الدستور، الذي لا يواجه معوقات فنية كتلك المتعلقة بالانتخابات. ونقل المشري عن السفير الإيطالي دعم بلاده للحوار السياسي في ليبيا، وكل الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تمهد الطريق للانتخابات ولمرحلة استقرار دائم. من جانبها، قالت عملية «بركان الغضب»، التابعة لقوات لحكومة «الوفاق» أمس، إن فريق تفكيك الألغام بـ«هيئة السلامة الوطنية» نجح في انتشال وتأمين 11 قذيفة هاون شديدة الانفجار، بعد العثور عليها في منزل أحد المواطنين بمحيط معسكر اليرموك، جنوب طرابلس.



«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».