مع أن لقاح «بيونتك - فايزر» كان الأول الذي يحصل على ترخيص لاستخدامه وبدء الإنتاج الجماعي، فهو ليس الوحيد الذي جرى تطويره ضد فيروس «كوفيد 19». فهناك حالياً ما يزيد على 227 مشروع لقاح جارٍ تطويرها في أنحاء العالم. وتسجل منظمة الصحة العالمية لديها 214 منها. وهناك 13 مشروعاً آخر لم تدرجها المنظمة بعد على موقعها.
وحتى الآن، حصل لقاح آخر على تصريح الاستخدام، على الأقل في الولايات المتحدة، هو لقاح شركة مودرنا الذي يعتمد على التقنية العلمية نفسها التي يستخدمها لقاح «بيونتك - فايزر». وقد تقدمت «مودرنا» بطلب للحصول على ترخيص في الاتحاد الأوروبي، ومن المفترض أن تنظر وكالة الأدوية الأوروبية وتبت بطلبها في 6 يناير الحالي. ثم إنه حتى الآن، وصلت 3 لقاحات إلى مراحل الحصول على ترخيص أو طلبه، هي «بيونتك - فايزر» و«مودرنا» و«أكسفورد - أسترازينيكا». ويعد هذا اللقاح الأخير الأرخص والأسهل للاستخدام، لأنه لا يتطلب التخزين في درجات حرارة شديدة الانخفاض كما هي الحال مع اللقاحين الآخرين.
ولقد رخصت بريطانيا بالأمس لقاح «أكسفورد - أسترازينيكا» الذي يقول مطوّروه إن نجاعته تتراوح بين 90 و60 في المائة تبعاً بحسب الجرعات المعطاة، في حين يتمتع لقاحا «بيونتك - فايزر» و«مودرنا» بنجاعة تصل إلى 95 في المائة، وفق الجهات المطورة.
فضلاً عما سبق، في ألمانيا وحدها، هناك 10 مشروعات تطوير لقاح لفيروس «كوفيد 19»، إضافة إلى لقاح «بيونتك» الذي طوّر في مختبر بمدينة ماينز. وفي طليعة هذه الشركات، شركة كيورفاك، التي حصلت على تمويل من الحكومة الألمانية، لكنها ما زالت في المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وتعمل جامعة توبينغن العريقة أيضاً على تطوير لقاح على صورة رذاذ في الأنف، لكن تطويره سيستغرق 4 سنوات على الأقل، وفقط في حال الحصول على تمويل للمشروع.
وهناك أيضاً اللقاح الروسي «سبوتنيك V» الذي كانت روسيا أول من أعلن أنها ستبدأ باستخدامه في تطعيم السكان، رغم أن نتائج المرحلة الثالثة لم تكن اكتملت بعد. وتقول الشركة المنتجة إن فعالية اللقاح ضد الفيروس تصل أيضاً إلى 95 في المائة. وإضافة إلى ذلك، طوّرت الصين لقاح «سينوفاك» الذي أكمل مراحل التجارب النهائية، وقد أثبت فعالية جيدة ضد الفيروس، ويمكن حفظه في درجة حرارة ثلاجة عادية، تتراوح بين درجتين مئويتين إلى 8 درجات مئوية.
في مطلق الأحوال، يعد تطوير هذه اللقاحات إنجازاً علمياً تاريخياً لأنها كلها طورت في وقت قياسي مقارنة بالفترات الزمنية التي كان يستغرقها تطوير لقاحات حتى الآن، ومعدلها بين 10 سنوات و20 سنة. ويذكر أنه قبل لقاحات «كوفيد 19»، كان أسرع اللقاحات تطويراً هو لقاح فيروس النكاف الذي استغرق العمل عليه والحصول على تراخيص استخدامه 4 سنوات، في العام 1963.
لقاحات مختلفة لـ«كوفيد ـ 19»... طُورت بسرعة غير مسبوقة
لقاحات مختلفة لـ«كوفيد ـ 19»... طُورت بسرعة غير مسبوقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة