نتنياهو يدرس ضم الجاسوس بولارد إلى لائحته الانتخابية

رئيس أركان سابق: التهديد المركزي على إسرائيل من داخلها

قيادات اسرائيلية برزت وأخرى بهتت عام 2020 (أ.ف.ب)
قيادات اسرائيلية برزت وأخرى بهتت عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يدرس ضم الجاسوس بولارد إلى لائحته الانتخابية

قيادات اسرائيلية برزت وأخرى بهتت عام 2020 (أ.ف.ب)
قيادات اسرائيلية برزت وأخرى بهتت عام 2020 (أ.ف.ب)

وافق أعضاء اللجنة الدستورية في حزب الليكود على خطة زعيمه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتغيير موازين القوى القائمة والفوز في الانتخابات المقبلة، ومن ضمنها الامتناع عن إجراء انتخابات تمهيدية داخلية واعتماد اللائحة الانتخابية التي انتخبت في المعركة الأخيرة في شهر مارس (آذار) الماضي. ومنحوه الحق في إدخال 6 مرشحين في أول 40 مرتبة في اللائحة. وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو يدرس أن يضع اسم الجاسوس الإسرائيلي، جونتان بولارد، الذي أطلقت السلطات الأميركية سراحه، وسمحت له بالهجرة إلى إسرائيل.
وقالت هذه المصادر إن نتنياهو حاول دب الحماس في صفوف رفاقه من قادة الحزب، وأبلغهم أنه أجرى دراسة مع الخبراء، فوجدوا أن استطلاعات الرأي التي تنشرها الصحف وقنوات التلفزيون، أسبوعياً، غير دقيقة، وأن هناك إمكانية واقعية للوصول إلى 40 مقعداً.
وكانت الاستطلاعات التي أجرتها القنوات المتلفزة الإسرائيلية الثلاث، وبثت نتائجها، الليلة قبل الماضية، قد أظهرت أن حزب «أمل جديد»، الذي يقوده المنشق عن الليكود، غدعون ساعر، سيحصل على ما بين 17 أو 18 مقعداً، والليكود على ما بين 28 و29 في الانتخابات المقبلة. ولكن إمكانيات ساعر لتشكيل حكومة ستكون أكبر من إمكانيات نتنياهو، إذ إنه يستطيع تجميع 61 - 62 مقعدا من الأحزاب اليهودية العلمانية، من دون العرب، ومن دون اليهود المتدينين. وسيضم تحالف كهذا كلاً من حزب «يوجد مستقبل»، برئاسة يائير لبيد، وحزب «الإسرائيليون»، بقيادة رئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، واتحاد أحزاب اليمين المتطرف «يمينا» برئاسة نفتالي بنيت.
وفي تطور جديد، ظهر شرخ في تحالف الأحزاب الدينية الأشكنازية «يهدوت هتوراة» يهدد بالانسحاب من التكتل اليميني مع نتنياهو؛ فقد أعلن نائب وزير التربية والتعليم، مئير بوروش، وعضو الكنيست يسرائيل آيخلر، التمرد على رئيس التحالف زعيم حزب «أغودات يسرائيل»، الوزير يعقوب ليتسمان، والاستعداد لدعم ساعر. وقد هرع نتنياهو للتفاوض معهما، حتى يبقيا في كتلة اليمين التي يقودها. وقال مقرب من بوروش وآيخلر إنه «عندما يتحدث نتنياهو مع غفني وليتسمان ويضع قوائم حول من معه ومن ضده، فسيضطر إلى أن يأخذ بالحسبان أن أصبعين في (يهدوت هتوراة) لم تعودا في جيبه. وإذا أراد شيئاً ما فسيضطر إلى الاتفاق عليه معهما مباشرة، لأن هاتين الإصبعين لا تدينان له بشيء».
من جهة ثانية، نشر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، مقالاً له في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فسر فيه قراره الابتعاد عن الحلبة السياسية في الوقت الحاضر، جاء فيه أن «التهديد المركزي الوجودي على إسرائيل هو من داخلها». وقال آيزنكوت، إن «إسرائيل موجودة في فترة صعبة حالياً، وإلى جانب التهديدات الخارجية على الدولة، نواجه أزمة سياسية خطيرة يرافقها تطرف في الخطاب السياسي، وتعاظم انعدام الثقة بالمؤسسة السياسية ومؤسسات الدولة. وهذه أزمة تعمق القاطب والتصدع بين أجزاء المجتمع الإسرائيلي».
وكتب آيزنكوت: «إسرائيل بحاجة إلى قيادة تقود الدولة ودفع قيمها القومية، وبلورة رؤية قومية ترافقها الاستراتيجية الملائمة. قيادة تكون قدوة شخصية، وتعمل من أجل تعزيز ثقة الجمهور بعدالة الطريق والمؤسسات الرسمية، تعزيز جودة الخدمة في القطاع العام وإنشاء التوازن الملائم بين السلطات - التنفيذية والتشريعية والقضائية». وأضاف: «أنا قلق من الشرخ في الدولة الآخذ بالتعمق ومن انعدام القدرة على تشكيل حكومة مستقرة». وأن الحاجة الآن لدولة تعكس رؤيتها قيماً قومية - يهودية من خلال الروابط التاريخية والدينية منذ آلاف السنين. وإلى جانب ذلك «أن تكون دولة تمارس المساواة بالحقوق المدنية الكاملة بين جميع المواطنين، من دون فرق في الدين، والقومية، والعرق والجنس، وتسعى إلى الاستناد إلى أسس الحرية، والعدالة والسلام. فإلى جانب تعزيز مناعتنا الداخلية، علينا الاستمرار بأن نكون مستعدين للتهديدات الأمنية. ووضعنا الاستراتيجي اليوم أفضل، واتفاقيات السلام التي وُقعت في الأشهر الأخيرة تستحق المديح. ومصدرها في إدراك جيراننا أن لإسرائيل قوة أمنية، تكنولوجية واقتصادية».
وتطرق آيزنكوت إلى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقال: «علينا الامتناع عن الانجرار إلى دولة ثنائية القومية التي يمكن أن تكون هدامة لمستقبل إسرائيل. ينبغي السعي من أجل الانفصال عن الفلسطينيين، والأفضل من خلال اتفاق بعملية متدرجة، مراقبة، مع ترتيبات أمنية صارمة، والحفاظ على مناطق استيطانية مركزية، وبضمن ذلك تطوير غور الأردن انطلاقاً من الإدراك أن المسؤولية الأمنية والوجود الإسرائيلي فيها دائم».
وفيما يتعلق بقطاع غزة، كتب آيزنكوت أنه يوجد فيه كيان مستقل وفاشل يشكل قاعدة تهديد على دولة إسرائيل، وينبغي السعي إلى اتفاق طويل الأمد، وفي أساسه وقف إطلاق نار مطلق، اتفاق لاستعادة الأسرى والمفقودين. «وعندها فقط تتم إعادة إعمار القطاع وتطوير ميناء بحري، مقابل نزع السلاح ومنع إمكانية إطلاق صواريخ ومقذوفات».



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.