«الإدارة الذاتية» تشن حملة لمكافحة الفساد

القيادية في «مجلس سوريا الديمقراطي» إلهام أحمد
القيادية في «مجلس سوريا الديمقراطي» إلهام أحمد
TT

«الإدارة الذاتية» تشن حملة لمكافحة الفساد

القيادية في «مجلس سوريا الديمقراطي» إلهام أحمد
القيادية في «مجلس سوريا الديمقراطي» إلهام أحمد

كشفت مصادر محلية أن سلطات «الإدارة الذاتية» في القامشلي أوقفت ثلاثة مسؤولين كبار و100 موظف يعملون في مؤسساتها، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال وشخصيات نافذة شملت القطاع الخاص، بتهمة الفساد المالي والإداري وتوقيفهم على ذمة القضية وإحالتهم إلى التحقيقات.
وهذه هي الحملة الأولى من نوعها منذ تأسيس «الإدارة» منتصف 2016، حيث شنت بداية الشهر الحالي سلسلة اعتقالات بعد تقارير عن وقوع عمليات تزوير مالية كبيرة في مؤسسات الإدارة الذاتية، إلى جانب مشاركة رجال أعمال بارزين وتورطهم في اختلاسات مالية وعقد صفقات مشبوهة، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولي الإدارة ونوقشت القضية في الاجتماع الأخير لمؤتمر الحوار الوطني لأبناء الجزيرة والفرات.
وبحسب المصادر المطلعة، تدار الحملة من لجنة يترأسها مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، وعبد حامد المهباش الرئيس التنفيذي للإدارة الذاتية، وأمينة عمر رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية»، ومن المرجح أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاعتقالات والتوسع بالتحقيقات، لتطال أفراداً ومسؤولين آخرين متورطين بتلك العمليات، وأشارت إلى تطبيق أقسى القوانين بحقهم مع فرض عقوبات وغرامات مالية وإحالتهم إلى السجون.
وتدير «الإدارة الذاتية» منذ عدة سنوات 7 مدن وبلدات تقع في شمال شرقي سوريا، وتتشكل من هياكل حكم مدنية تترأسها هيئات تنفيذية تستمد تشريعاتها وقوانينها من مجالس تشريعية أشبه ببرلمانات محلية، ويقدر عدد العاملين في هذه المؤسسات نحو ربع مليون بينهم موظفون وقوات للأمن أو ما بات يعرف بجهاز «اسائيش» إضافة إلى القوات العسكرية.
ومنذ إعلان «الإدارة الذاتية» منتصف 2016 في ثلاث محافظات رئيسية، وهي: الحسكة والرقة ودير الزور إضافة إلى مدن منبج والعريمة غربي نهر الفرات، وبلدات الشهباء بريف حلب الشمالي، تأتي ثرواتها المالية من آبار النفط والطاقة والغاز، ومن المعابر ورسوم المنافذ الحدودية التي تربطها بمناطق النظام السوري وإقليم كردستان العراق المجاور، ومناطق عمليات الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية.
وتفرض الإدارة الذاتية الضرائب وتجبي فواتير الخدمات وتبيع مشتقات النفط والطاقة لسكان تلك المناطق، كما تبيع قسماً من إنتاجها لمناطق النظام ومناطق المعارضة السورية.
بدوره، أعلن «مجلس سوريا الديمقراطية» عبر حسابه الرسمي، أن الحملة هدفها مكافحة الفساد الإداري والاقتصادي في مؤسسات «الإدارة الذاتية» لتنفيذ توصيات المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات الذي عقد بالحسكة نهاية الشهر الماضي، وشدد البيان الختامي على «مكافحة الفساد وتفعيل جهاز الرقابة والتفتيش المركزي في مؤسسات الإدارة الذاتية»، و«إصلاح الجهاز القضائي بما يضمن الحفاظ على استقلاليته ونزاهته»، و«مكافحة التهريب وضبط الحدود والمعابر وإعادة النظر في رسوم الضرائب والجمارك».
يذكر أن موقع المجلس، أشار إلى أن التحقيقات شملت عدداً من المسؤولين والمتهمين بقضايا فساد في القطاعين العام والخاص، وذكر موقع المجلس أن أكثر من 100 شخص تم توقيفهم منذ بداية الحملة وأحيلوا للتحقيق، بتهم الفساد واستغلال النفوذ والتلاعب بالأموال العامة إلى المحاكم الخاصة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.