الرئيس الموريتاني يعقد لقاءات «للتشاور» مع قادة المعارضة

محمد ولد الغزواني
محمد ولد الغزواني
TT

الرئيس الموريتاني يعقد لقاءات «للتشاور» مع قادة المعارضة

محمد ولد الغزواني
محمد ولد الغزواني

بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني سلسلة لقاءات مع شخصيات بارزة من المعارضة، في إطار «التشاور» حول الملفات المطروحة في الساحة الوطنية، وخاصة تسيير تداعيات جائحة «كورونا»، والملفات الاجتماعية والحقوقية، وفق ما أكدت شخصيات التقت بالرئيس.
ومنذ وصوله الحكم في يونيو (حزيران) من العام الماضي، حاول ولد الغزواني إنهاء القطيعة بين السلطة والمعارضة، التي دخلت بعض قياداته إلى القصر الرئاسي بعد أكثر من عشر سنوات من القطيعة. لكن هذه اللقاءات تجددت الأسبوع الماضي حين التقى الرئيس بالزعيم التقليدي للمعارضة، أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، وأحد أبرز الوجوه السياسية في موريتانيا، إذ كان مرشحا شبه دائم للانتخابات الرئاسية منذ 1992.
وجرى اللقاء بين ولد الغزواني وولد داداه في القصر الرئاسي، واستمر لساعتين، دون أن تصدر أي تصريحات رسمية حول فحوى هذا اللقاء. إلا أن مصادر قريبة من حزب التكتل المعارض وصفت اللقاء بأنه «إيجابي»، وقالت إنه «تطرق لمختلف القضايا المطروحة على الساحة الوطنية».
كما التقى ولد الغزواني بمحمد جميل منصور، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وهو الحزب الإسلامي الذي حصل على الترخيص عام 2008، ليكون بذلك أحدث أحزاب الصف الأول المعارض، وهو الذي يتصدر منذ 2013 الأحزاب المعارضة من حيث التمثيل في البرلمان، وقد أصدر الحزب المعروف اختصاراً بـ(تواصل) قبل أيام وثيقة مطولة، انتقد فيها بشدة تسيير ولد الغزواني للبلاد، وطالب بتنظيم «حوار وطني» للخروج، مما قال إنها «أزمة» تعيشها موريتانيا منذ عدة سنوات.
وفي تصريح صحافي قال منصور إن اللقاء، الذي خصه به ولد الغزواني، استمر لقرابة ثلاث ساعات، وأضاف متحدثاً عن فحوى اللقاء: «حظيت أثناءه بإيضاحات متكاملة حول مختلف القضايا الوطنية المطروحة، وبينت للسيد الرئيس خلال اللقاء رأيي في عدد من الملفات»، من دون أن يكشف تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه الملفات.
وغادر منصور رئاسة الحزب الإسلامي منذ أكثر من عامين، لكن ما يزال يحتفظ بمكانته في الحزب، ويعد أحد أبرز شخصيات التيار الإسلامي في موريتانيا، وقد أكد أن دخوله قصر رئاسة الجمهورية والاجتماع بولد الغزواني «كان بصفة شخصية»، واصفاً اللقاء بأنه «كان إيجابيا وصريحا ومفيدا».
من جهة أخرى، التقى ولد الغزواني بالناشطة الحقوقية والصحافية سعداني خيطور، عضو البرلمان عن نفس الحزب الإسلامي. وقالت خيطور في تصريح صحافي: «لقد بينت لفخامة رئيس الجمهورية أنني أتحدث بصفتي الشخصية، بعيداً عن صفتي الحزبية، وقد تفهم ذلك»، مشيرة إلى أنها ناقشت مع ولد الغزواني «العديد من القضايا الوطنية، خاصة تلك المتعلقة بالوحدة الوطنية والغبن والعدالة الاجتماعية».
وأثارت لقاءات الرئيس، التي شملت العديد من الشخصيات السياسية المعارضة، وبعض الكتاب والصحافيين والناشطين في الحقل الثقافي، جدلاً داخل حزب (تواصل) الإسلامي، الذي عقد مكتبه التنفيذي اجتماعاً أول من أمس، ناقش فيه الأمر، ووصف ما أقدمت عليه رئاسة الجمهورية بأنه «تجاوز أطر المعارضة الحزبية»، متهماً النظام الحاكم برفض تنظيم «حوار وطني».
وقال (تواصل) في ختام اجتماع مكتبه التنفيذي إنه «غير معني بما يحصل من لقاءات، تتم خارج شرعية أطره المؤسسية، ولا بما يترتب عليها»، قبل أن يوجه تحذيراً إلى قياداته ومنتخبيه، الذين التقوا بالرئيس محمد ولد الغزواني؛ قائلاً إنه «يجدد تذكير قيادات الحزب، ورموزه ومنتخبيه، بضرورة الالتزام بخيارات الحزب ومواقفه، والانضباط بقرارات مؤسساته، والامتناع عن كل ما من شأنه التشويش عليها».
وخلص الحزب إلى التأكيد على أن «الحوار السياسي المفضي إلى تحول توافقي، هو فى نظرنا الخيار الأمثل، والواجب الذي نرى أن على جميع القوى السياسية الدفع باتجاهه كل من موقعه»، وهو ما يعني رفض الحزب لمبدأ «التشاور»، الذي أعلن النظام إقامته مع المعارضة كبديل للحوار.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.