قتلى بقصف النظام لريف حماة... و«فصائل أنقرة» تصعّد قرب الرقة

أهالي بلدة تل تمر قلقون من هجوم تركي في شمال شرقي سوريا

امرأة تحتمي من «كورونا» بكمامة في الرقة شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
امرأة تحتمي من «كورونا» بكمامة في الرقة شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
TT

قتلى بقصف النظام لريف حماة... و«فصائل أنقرة» تصعّد قرب الرقة

امرأة تحتمي من «كورونا» بكمامة في الرقة شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)
امرأة تحتمي من «كورونا» بكمامة في الرقة شمال شرقي سوريا في 20 الشهر الجاري (أ.ف.ب)

قتل خمسة أشخاص، أربعة من عائلة واحدة في قصف للقوات الحكومية السورية آلية زراعية بريف حماة الغربي في وسط البلاد، في وقت صعدت تركيا القصف في عين عيسى واستهدفت مطار منغ وتل رفعت في ريف حلب.
وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية: «قتل 4 أشخاص من عائلة واحدة وشخص آخر كان برفقتهم، واحترقت جثث بالكامل، في قصف القوات الحكومية آلية زراعية كانت تقلهم في حقول قرية الزقوم على خطوط التماس مع القوات الحكومية في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي». وأكد المصدر أن «القوات الحكومية السورية التي تتمركز في قرية المنارة استهدفت سيارة شاحنة زراعية وجرارا زراعيا، ما أدى لمقتل الأشخاص الخمسة وتدمير الشاحنة والجرار». وأضاف المصدر: «أطلقت القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها قذائف مدفعية وصاروخية على بلدتي فطيرة وفليل في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي».
وكانت القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة تبادلت القصف الصاروخي خلال الأيام الماضية على خطوط التماس وخاصة مناطق مزارع الزيتون وحقل زراعة القمح.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قامت قوات النظام باستهداف جرار زراعي وآلية زراعية بصاروخ موجه في قرية الزقوم بسهل الغاب شمال غربي حماة، ما أدى لمقتل شخصين اثنين وإصابة ثالث، حيث احترقت الجثتان على خلفية الاستهداف، في وقت شهدت محاور التماس في جبل الزاوية عمليات استهدافات متبادلة بين الفصائل وقوات النظام، كما قصفت الأخيرة أماكن في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، والزيارة وقسطون بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي».
وكان «المرصد» وثق أول من أمس مقتل عنصر من قوات النظام جراء الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية، على محور عين عيسى بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، وفي سياق ذلك، قصفت قوات النظام، قرى سلور وقره عمر ومواقع أخرى في جبل التركمان، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في موقع عسكري للفصائل.
في شرق الفرات، صعدت القوات التركية وفصائل» الجيش الوطني السوري» الموالي لها من قصفها الصاروخي على محوري المشيرفة وجهبل بريف عين عيسى الشمالي الشرقي مستهدفة مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على خطوط التماس أمس (السبت). كما قصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة محيط مطار منغ وتل رفعت ضمن مناطق نفوذ قسد في ريف حلب الشمالي.
وأفاد «المرصد» بأن مجموعات من القوات التركية والفصائل الموالية لها، حاولت التسلل إلى قرية المشيرفة الاستراتيجية بريف عين عيسى الشمالي الشرقي في شمال محافظة الرقة، الليلة قبل الماضية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين العناصر المتسللة وقوات قسد، تزامناً مع قصف بري مكثف بين الطرفين أسفر عن وقوع 3 قتلى.
وتحاول القوات التركية والفصائل، على مدى أسبوعين، السيطرة على قرية المشيرفة الاستراتيجية لوقوعها قرب الطريق الدولي حلب - الحسكة (إم 4)، الذي تحاول القوات التركية الوصول إليه وقطعه من أجل قطع التواصل بين مناطق سيطرة «قسد» في غرب وشرق نهر الفرات.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إن قواتها قتلت 5 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، أثناء محاولة للتسلل في المنطقة التي تعرف بـ«نبع السلام» التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها في شرق الفرات، شمال شرقي سوريا.
في الوقت ذاته، دفع الجيش التركي، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، بتعزيزات عسكرية جديدة عبر رتل عسكري جديد ضم 15 آلية محملة بمعدات عسكرية ولوجيستية، دخل من معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، وجرى توزيعه على نقاط المراقبة العسكرية التركية في ريف المحافظة الجنوبي.
على صعيد آخر، شارك المئات من أتباع الأقلية السريانية الآشورية المسيحية أمس والجمعة الماضية، في قداسين أقيما بمناسبة أعياد الميلاد بكنيسة كنيسة القديسة وسط بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمال سوريا، والتي يتعرض ريفها الشمالي والغربي لهجمات متقطعة من قبل الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية.
وغابت المظاهر الاحتفالية في شوارع البلدة وأحيائها القديمة مع غياب تام لزينة الميلاد وأشجار العيد التي كانت تملأ المكان في مثل هذا الوقت من كل عام، لكنها بقيت خجولة جداً بسبب الهجمات المستمرة، حيث تقع تل تمر على ضفتي نهر الخابور وتبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من محافظة الحسكة.
وباتت بلدة تل تمر منقسمة السيطرة يخضع مرزها وقسم من ريفها الشمالي والغربي وكامل الريف الجنوبي لقوات «المجلس السرياني العسكري»، وقوات «مجلس تل تمر العسكري» المتحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية والمدعومة من واشنطن، بينما يخضع ريفها الشمالي لفصائل سورية مسلحة تدعمها تركيا حتى مدينة رأس العين شمالاً.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.