أوروبا تستعد لحملات التطعيم وسط انتشار سلالة «كورونا» الجديدة

عامل يحمل نظام التحكم السلكي الذي يسمح بالتحقق مما إذا كانت سلسلة التبريد لم تنقطع عند وصول الشحنة الأولى من اللقاحات (أ.ف.ب)
عامل يحمل نظام التحكم السلكي الذي يسمح بالتحقق مما إذا كانت سلسلة التبريد لم تنقطع عند وصول الشحنة الأولى من اللقاحات (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تستعد لحملات التطعيم وسط انتشار سلالة «كورونا» الجديدة

عامل يحمل نظام التحكم السلكي الذي يسمح بالتحقق مما إذا كانت سلسلة التبريد لم تنقطع عند وصول الشحنة الأولى من اللقاحات (أ.ف.ب)
عامل يحمل نظام التحكم السلكي الذي يسمح بالتحقق مما إذا كانت سلسلة التبريد لم تنقطع عند وصول الشحنة الأولى من اللقاحات (أ.ف.ب)

بدأ الاتحاد الأوروبي، اليوم (السبت)، تسلّم أولى جرعات لقاح «كوفيد - 19»، عشية بدء حملات التطعيم، في وقت أُجبرت دول عدة في التكتل على فرض تدابير إغلاق جرّاء ظهور سلالة جديدة من «كورونا» تواصل تفشيها من بريطانيا، ويُعتقد أنها معدية أكثر.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص ولا يزال يتفشى في معظم أنحاء العالم، لكن إطلاق حملات التطعيم مؤخراً عزز الآمال بأن تخف وطأة «كوفيد» في عام 2021.
وفي حين وصلت أولى جرعات لقاح «فايزر - بايونتيك» إلى باريس اليوم، أكدت وزارة الصحة الفرنسية في وقت متأخر، أمس، اكتشاف أول إصابة في البلاد بسلالة الفيروس الجديدة لدى مواطن عاد من بريطانيا.
وسجّلت عدة دول إصابات بالسلالة الجديدة، ما يثير قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساساً من الضغط.
وغابت مظاهر الازدحام المعهودة في الأسواق بمناسبة «بوكسينغ داي» (اليوم الذي يلي عيد الميلاد ويشهد تنزيلات) عن شوارع سيدني، اليوم (السبت)، إذ التزم معظم السكان بدعوات رئيس الوزراء ملازمة منازلهم، في ظل اكتشاف مجموعة إصابات جديدة.
وبينما تترقب بعض الدول الأوروبية العودة إلى تطبيق القيود الصارمة بعد عيد الميلاد، أصدرت قيادة الصين بياناً أشادت فيه بـ«العظمة الاستثنائية للغاية» التي تعاملت من خلالها مع أزمة الفيروس الذي ظهر أول مرة في مقاطعة هوباي في البلاد، العام الماضي، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء الصين الجديدة».
وفي أنحاء العالم، دعي السكان لاحترام إرشادات التباعد الاجتماعي بينما حضّت «منظمة الصحة العالمية» على عدم «إضاعة»، ما وصفتها بـ«التضحيات المؤلمة» التي تم تقديمها لإنقاذ حياة الناس.
واكتُشفت أول إصابة في فرنسا بسلالة فيروس «كورونا» المستجد المتحوّرة لدى مواطن مقيم في بريطانيا وصل من لندن في 19 ديسمبر (كانون الأول)، بحسب وزارة الصحة الفرنسية.
ولم تظهر عليه أي أعراض بينما عزل نفسه في منزله في تور (وسط فرنسا)، في حين تمت عملية تعقب للموظفين الصحيين الذين خالطوه.
ودفعت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يخشى الخبراء من أنها تنتقل بشكل أسرع، أكثر من 50 بلداً إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة حيث ظهرت لأول مرة.
لكن لا تزال تسجّل إصابات بالسلالة الجديدة في أنحاء العالم. وأكدت اليابان أمس تسجيل خمس إصابات بها لدى ركاب قدموا من المملكة المتحدة، بينما سجّلت حالات كذلك في الدنمارك ولبنان وألمانيا وأستراليا وهولندا.
كما اكتشفت جنوب أفريقيا طفرة مماثلة لدى بعض المصابين، لكنها نفت التصريحات الصادرة من بريطانيا التي أفادت بأن سلاسلتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.
وتسبب إغلاق الحدود بين المملكة المتحدة وفرنسا باختناقات مرورية إذ توقفت ما يقارب من 10 آلاف شاحنة في جنوب شرقي انكلترا حيث علق سائقوها لأيام في فترة الأعياد.
لكن رئيس الهيئة المشغلة لميناء كإليه قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المسألة ستحل بالكامل» بعد بقاء المنفذ مفتوحا خلال عيد الميلاد.
وأعادت دول خففت القيود بعض الشيء خلال عيد الميلاد، فرضها من جديد. فعلى سبيل المثال، ستفرض النمسا حظرا للتجول اعتبارا من السبت وحتى 24 يناير (كانون الثاني) .
وتأثر الملايين في المملكة المتحدة بتشديد القيود، بحسب «بي بي سي» إذ أن التدابير الأشد المفروضة في انكلترا تشمل 40 في المائة من سكانها. وتشمل الإجراءات إغلاق جميع الأعمال التجارية غير الأساسية والحد من العلاقات الاجتماعية.
كما تدخل تدابير إغلاق جديدة حيّز التنفيذ في اسكوتلندا وآيرلندا الشمالية اليوم، بينما أعادت ويلز كذلك فرض القيود بعدما خففتها خلال عيد الميلاد.
وتم تسجيل أكثر من 25 مليون إصابة في أوروبا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس.
من المقرر أن تبدأ حملات التطعيم في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأحد، بعدما أقرّت الجهات المنظمة لقاح فايزر - بايونتيك في 21 ديسمبر (كانون الأول).
وفي وقت يبدأ إطلاق اللقاحات في أنحاء العالم، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أن «اللقاحات توفر مخرجا للعالم من هذه المأساة. لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتا».
كما تطرّق البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الأمر داعيا إلى تأمين «لقاحات للجميع، وخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع مناطق الأرض» مشيراً إلى أن «قوانين السوق وبراءات الاختراع» يجب ألا تكون «فوق قوانين الحب والصحة والبشريّة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».