من أوباميانغ إلى كين... هدافو اليوم لا يمكن حصرهم في رأس الحربة

تنوع أدوار المهاجمين والاختراق من الأجنحة إلى عمق الملعب بات مطلباً مهماً للفرق التي تبحث عن الانتصارات

من اليمين: فيرمينو وفاردي وهاري كين وأوباميانغ مهاجمون يجيدون الاختراق من العمق
من اليمين: فيرمينو وفاردي وهاري كين وأوباميانغ مهاجمون يجيدون الاختراق من العمق
TT

من أوباميانغ إلى كين... هدافو اليوم لا يمكن حصرهم في رأس الحربة

من اليمين: فيرمينو وفاردي وهاري كين وأوباميانغ مهاجمون يجيدون الاختراق من العمق
من اليمين: فيرمينو وفاردي وهاري كين وأوباميانغ مهاجمون يجيدون الاختراق من العمق

مع تعثر إعادة بناء آرسنال، تحت قيادة المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان أحد الحلول السريعة يقترح تغيير مركز بيير إيميريك أوباميانغ من جهة اليسار إلى قلب الهجوم، خاصة أن اللاعب الغابوني يجيد إنهاء الهجمات، ويتميز بالسرعة الفائقة، وبالتالي يجب أن يكون قريباً من المرمى قدر الإمكان، في محاولة لحل لغز العقم الهجومي للمدفعجية.
لكن يجب أن نعرف أن تسجيل الأهداف لا يأتي بمجرد وضع الهداف بالقرب من المرمى. فعلى مدار العقدين الماضيين، كان أحد أهم التطورات الخططية والتكتيكية الأكثر لفتاً للانتباه يتمثل في التنوع المتزايد في شكل وقدرات المهاجمين، وقد ولت تلك الأيام التي كانت تعتمد فيها الفرق على هداف صريح بمواصفات تقليدية.
لقد حاول أرتيتا الدفع بأوباميانغ مهاجماً صريحاً ضد كل من ليدز يونايتد وولفرهامبتون واندررز، لكن اللاعب الغابوني لم يسدد سوى تسديدة واحدة على المرمى في هاتين المباراتين، ولم يسجل أي هدف، وقدم آرسنال أداءً سيئاً للغاية. هذا لا يعني على الإطلاق أن أوباميانغ كان مسؤولاً عن هذا الفشل الواضح، لكن من غير الصحيح أن نفترض أن المهاجم سيكون أكثر خطورة عندما يلعب مهاجماً صريحاً بالقرب من المرمى.
وقد تحدث المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، عن هذا الأمر كثيراً عندما كان يغير مركز واين روني لكي يلعب على أطراف الملعب في مباريات دوري أبطال أوروبا عام 2008. وكان الهدف من هذه الخطوة دفاعياً في المقام الأول، حيث كان فيرغسون يثق في قدرة واين روني على القيام بمهامه في مساعدة المدافعين، على عكس الوضع مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لذلك قرر المدير الفني الاسكتلندي المخضرم تغيير المراكز بين اللاعبين، بحث يلعب رونالدو بالقرب من المرمى، ويلعب روني على أطراف الملعب. لكن، وكما أشار فيرغسون نفسه، فهناك كثير من المزايا لأن يلعب المهاجم على أطراف الملعب، ثم ينطلق ويدخل إلى عمق منطقة مرمى المنافسين، حيث يساعد ذلك اللاعب على الانطلاق بسرعة هائلة من الخلف للأمام، ويكون أكثر خطورة عندما يصل إلى منطقة الجزاء. وعلاوة على ذلك، فإن ذلك يُمكن المهاجم من استغلال المساحة الخالية بين الظهير والمدافع في الفريق المنافس، خاصة أن ذلك يجعل المهاجم يواجه الظهير من ناحية قدمه الأضعف.
وقد أصبح المهاجمون الذين يلعبون على أطراف الملعب هم الأكثر خطورة في عالم كرة القدم على مدار العقد الماضي، وما زلنا نرى كيف يسجل كل من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو كثيراً من الأهداف عندما ينطلقان من على أطراف الملعب ويدخلان إلى العمق، بالشكل نفسه الذي يلعب به أوباميانغ. وكان النجم الفرنسي تييري هنري، على سبيل المثال، بارعاً في الانطلاق ناحية اليسار، ثم الدخول إلى عمق الملعب والتسديد بقدمه اليمنى.
لكن المثال الأكثر إثارة للانتباه الذي يحدث بشكل مستمر ما نراه في نادي ليفربول، حيث سجل كل من محمد صلاح وساديو ماني كثيراً من الأهداف خلال السنوات الثلاثة الماضية وهما ينطلقان من على الأطراف، ويدخلان إلى المساحة التي يخلقها المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي أصبح مثالاً يحتذى به لكيفية تحرك المهاجم الوهمي داخل الملعب.
وفي الحقيقة، لا نرى مثل هذا الثلاثي الرائع يلعب معاً إلا على فترات متباعدة، ويجب الاتفاق على أن طريقة اللعب بين هؤلاء الثلاثة تضيف كثيراً لكل منهم على حدة، والدليل على ذلك أنه لم ينجح أي منهم في تقديم الأداء نفسه مع أي فريق مختلف، أو حتى مع منتخبات بلادهم. كما أنه لا يلعب أي منهم مهاجماً صريحاً بالشكل التقليدي.
وفي المقابل، يلعب توتنهام بشكل مختلف، فمن الواضح أن الفلسفة العامة التي يطبقها الفريق، والتي تعتمد على شن الهجمات المرتدة السريعة، تختلف تماماً عن الطريقة التي يلعب بها ليفربول، لكن هاري كين عادة ما يتراجع للعمق، قبل أن يدور ويلعب تمريرات بينية قاتلة لزميله الجناح الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، وهو الأمر الذي يسبب إزعاجاً هائلاً للمدافعين الذين يجدون صعوبة كبيرة في التحرك مع المهاجمين الذي يتراجعون للخلف، لأن ذلك يؤدي إلى خلخلة خط الدفاع، كما أنه يكون من الصعب للغاية مراقبة اللاعبين الذين ينطلقون بسرعة كبيرة من الخلف للأمام، خاصة عندما ينطلقون في المساحات الخالية خلف ظهيري الجنب. ورغم ذلك، يجب التأكيد على أن كين يظل مهاجماً أكثر خطورة على المرمى من فيرمينو.
لقد أثمرت الشراكة بين كين وسون ما يزيد على 31 هدفاً مع توتنهام، وباتا على بعد 5 أهداف من شراكة ثنائي تشيلسي فرانك لامبارد والعاجي ديدييه دروغبا قبل 10 سنوات.
وأعرب هاري كين عن شعوره بالتفاهم والتناغم مع زميله الكوري، إذ قال: «نشعر بحالة جيدة بيننا، ويفهم كلانا الآخر جيداً حقاً»، وأضاف: «نحن سعداء بالطريقة التي نلعب بها، ونعرف كيف يتحرك كل منا دون أن ينظر للآخر».
وتجاوز كين (27 عاماً) رقم 200 هدف في مسيرته مع توتنهام، ليصبح ثالث لاعب في تاريخ النادي يصل لهذا العدد من الأهداف، وبات على بعد 6 أهداف فقط عن بوبي سميث، وربما يتجاوز أيضاً الرقم القياسي المسجل باسم جيمي جريفز، وهو 266 هدفاً.
وعن ذلك، قال كين: «هذه أمور عظيمة، لكن يصعب التفكير فيها خلال وجودك في الملاعب... التفكير فيها يكون بعد انتهاء مسيرتك الاحترافية». لكن مدربه جوزيه مورينيو يرى أن كين يمكنه أن يواصل مسيرته، ويصبح الهداف التاريخي لتوتنهام، حيث قال: «ما يحققه كين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي بقية المنافسات، لهو إنجاز كبير بالنسبة للاعب شاب في مثل سنه؛ هل يمكنه أن يصبح الهداف التاريخي للنادي؟ أعتقد أنه يستطيع تحقيق ذلك؛ مسألة وقت فقط».
وعلى مدى العقد الماضي، أصبح يُنظر إلى قلب الهجوم على أن مهمته لا تقتصر فقط على تسجيل الأهداف، وإنما على خلق مساحات لزملائه الآخرين من أجل الانطلاق بها، ولعل خير مثال على ذلك التحركات الواعية لإدينسون كافاني في الشوط الثاني من مباراة مانشستر يونايتد أمام ساوثهامبتون. وفي هذه الأثناء، يظل روبرت ليفاندوفسكي، لاعب بايرن ميونيخ، هو أفضل مهاجم في العالم، حيث يمتلك قدرات تذكرنا بالنجم إيان راش، فهو رائع في كل شيء، كما يجيد الضغط على مدافعي الفرق المنافسة.
وإذا كانت هناك خاصية واحدة تجمع أفضل المهاجمين في عالم كرة القدم اليوم، فإنها تتمثل في اختلافهم بعضهم عن بعض. فيتميز جيمي فاردي هداف ليستر سيتي، على سبيل المثال، بالسرعة الفائقة والذكاء في الانطلاق في الوقت المناسب خلف المدافعين، وهو الشكل المألوف نوعاً ما عن المهاجمين منذ أن بدأت الدفاعات تلعب على مصيدة التسلل من منتصف الستينيات من القرن الماضي، لكن عندما يتحدث المدير الفني لليستر سيتي، بريندان رودجرز، عن فاردي، فإنه لا يتكلم عن سرعته الفائقة أو قدرته على استغلال أنصاف الفرص، وإنما يتحدث دائماً عن ذكائه الخططي والتكتيكي، وعن الطريقة التي يقود بها فاردي الضغط على الفرق المنافسة.
وقد أشار دومينيك كالفيرت لوين إلى أن نجاحه في إحراز عدد كبير من الأهداف هذا الموسم يعود إلى نصيحة المدير الفني لإيفرتون، كارلو أنشيلوتي، له بأن يتحرك مثل المهاجم الإيطالي السابق فيليبو إنزاغي، وأن يركز مجهوده على الدوران خلف مدافعي الخصم داخل منطقة الجزاء. ومع ذلك، لا يشبه كالفيرت لوين مهاجم ميلان السابق فيما يتعلق ببناء الهجمات أو حتى طريقة اللعب. ويلعب كالفيرت لوين على أطراف الملعب في بعض الأحيان، لكن أهم ما يميزه هو تفوقه في ألعاب الهواء، فهو مزيج مرعب من اللاعب الذي يتحرك بوعي كبير داخل الملعب ورأس الحربة الخطيرة الذي يستغل أنصاف الفرص أمام المرمى.
وقبل نحو 15 عاماً، بدا الأمر كأن المستقبل سيكون للمهاجم الشامل، مثل تيري هنري وأندريه شيفتشينكو وديدييه دروغبا أو هيرنان كريسبو، وهم اللاعبون الذين يتمتعون بالحركة والقوة والسرعة والقدرة على إنهاء الهجمات، لكن الحقيقة أن التطور نادراً ما يكون بهذه البساطة. وبدلاً من ذلك، أصبح هناك قدر أكبر من التخصص، أو «التخصصات» لكي نكون أكثر دقة، حيث باتت أفضل الفرق تعتمد على العمل الجماعي، والتفاعل الكبير بين اللاعبين، مثل الشراكة الرائعة بين الثلاثي الهجومي لليفربول، أو الشراكة بين كين وسون، وهو الأمر الذي يحقق نجاحاً كبيراً لأن كل لاعب من هؤلاء اللاعبين يعوض نقاط النقص والضعف لدى اللاعب الآخر.
وبناء على كل هذا، فمن الخطأ أن نسأل عما إذا كان من الأفضل أن يلعب أوباميانغ على أطراف الملعب أم في العمق، لأن الأهم من ذلك بكثير هو كيفية استغلال قدرات المهاجم الغابوني، من خلال تقديم كل الدعم اللازم له من زملائه في الفريق، فهذا هو الشيء الذي يميز أفضل الفرق عن غيرها.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.